تترك آثارا سلبية على صحة وإنتاجية الموظف

التعامل مع ظاهرة الإجهاد ضرورة لإنجاح الشركات

لوسيل

القاهرة - محمد الطيب

يعد التعامل مع الإجهاد جزءا مهما من التزامات الشركات بعوامل المهن والصحة والسلامة، كما أن ضمان تأسيس بيئة خالية من الضغط، ليس مهما فيما يتعلق بصحة الموظفين فقط، ولكنه يمت بصلة مباشرة لإنتاجية الشركات عامة، ويعمل الموظف بكامل طاقته عندما يشعر بالراحة في بيئة العمل، إذ إن الإجهاد يخلف آثارا سلبية على صحة الموظف ومستوى الإنتاجية للشركة.

وبسبب الظروف غير المواتية، لجأت العديد من الشركات إلى تخفيض حجم عملياتها، وتسريح العمالة، والاندماج من أجل البقاء، غير أن إجراءات الشركات تلك تسهم في خلق ضغوط كبيرة على الموظفين في مجتمع اليوم، ما يثير معركة تحتدم في عقولهم، إذ يقلقون على فقدان وظائفهم في الشركة في أي وقت، حسبما ذكر موقع ناشون نيوز لمنطقة البحر الكاريبي.

واستخدام الموارد المالية بشكل مفرط لتعزيز شخصية أي موظف مثل أخذ القروض وشراء المنازل يمكن أن يضيف ضغطا عندما يتم تقلص وسائل الدخل.

وينتج عدم اليقين في بيئة العمل قلقا واكتئابا في الموظفين، لأنهم يشعرون بالعجز والضعف، ويخافون من أن يكونوا ضحايا.

ويتسبب إضافة المهام على كاهل الموظف أن يشعر بضغوط أكثر مما ينبغي وسوء المعاملة، فيما تحدث حالات عدم الرضا الوظيفي والإحباط عندما لا تقدم الشركات أي حوافز أو مزايا لحجم العمل المتزايد، كما أن المواعيد النهائية والأهداف الإضافية تجعل الموظفين يشعرون بالضغط بسبب مسؤولية إضافية دون تعويض أو مراعاة لظروفهم.

وتكمن الأولويات الرئيسية لأي مؤسسة في الإنتاجية والربحية، كما يتوقع أرباب العمل أقصى قدر من الإنتاجية والعائد على استثماراتهم، ما يتطلب موظفين يبذلون جهودا في كل المجالات المفوضة لهم. ومع ذلك، يضع أرباب العمل الطموحين في بعض الأحيان أهدافا بعيدة المنال بالنسبة للموظفين، ومن ثم خلق بيئة ضاغطة ومعادية.

ويتم تحديد المواعيد النهائية والأهداف في وقت قصير، ومن المتوقع أن يتم إنجازها في فترة زمنية قصيرة، فيما يلتزم الموظفون بإتمام هذه المهام دون اعتراض أو استفسار بسبب الخوف من الإيذاء أو التوبيخ.

كما يمكن إنشاء بيئة معادية عندما يكون هناك سوء فهم أو عدم وجود اتصال في التسلسل القيادي، وتعد مثل هذه البيئة كارثية، إذ إن الموظفين يتلقون عدة اتجاهات لتحقيق الأهداف المرجوة، ويمكن أيضا أن تتبين هذه الفوارق في منافسات متعلقة بأقسام مختلفة داخل شركة ما، إذ يرى بعض الأفراد أن مدخلاتهم أكثر قيمة من غيرهم.

ويعاني الأفراد الذين يعملون في بيئات ضاغطة من أعراض فسيولوجية ونفسية وسلوكية، فيما يشير المتخصصون إلى أن مستويات عالية من الإجهاد قد تؤدي إلى القرحة، والتهيج، وارتفاع ضغط الدم، وفقدان الوزن، وفي بعض الحالات القصوى، الانتحار.

ووفقا لجمعية القلب الأمريكية، حينما يواجه فرد مواقف عصيبة، يفرز جسمه هرمونات الإجهاد التي تتسبب في قوة اندفاع الدم في القلب ومن ثم انقباض الأوعية الدموية، وهذا يمثل خطرا بالنسبة للموظفين.

وتعتبر صحة العاملين أمرا مهما للشركات، إذ إن سوء الحالة الصحية تؤدي إلى التغيب عن العمل، كما أن الموظفين الذين يعانون من الإجهاد قد يضطرون إلى الغياب نظرا لعدم القدرة على التأقلم في بيئة العمل. ومن ثم يجب على الشركات التأكد من خلق بيئة مواتية لتحقيق الإنتاجية المرجوة مع مستويات التوتر المنخفض، ومن المهم أيضا الاعتراف بقيمة الموظفين وأهميتهم في إنجاح الشركة.

وفيما يلي بعض التوصيات للمساعدة في هذه العملية: تمارين بناء الفريق، وتقديم الحوافز (حوافز الأداء أو الحضور والإنجازات البارزة) ، ووسائل الراحة في بيئة العمل (صالة الألعاب الرياضية) ، وبرامج متعلقة بالصحة.