القوات المسلحة تتصدى لمحاولات تفريق المحتجين

المعارضة السودانية تدعو لحكومة انتقالية بالتنسيق مع الجيش

لوسيل

الخرطوم - وكالات

دعا تحالف الحرية والتغيير المنظم للاحتجاجات في السودان الإثنين الى تواصل مباشر مع قيادة القوات المسلحة من أجل تيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة .
وتضمن البيان الذي تلاه أحد قادة التحالف عمر الدقير خارج مبنى القيادة العامة للجيش حيث يعتصم متظاهرون يطالبون برحيل الرئيس عمر البشير منذ ثلاثة أيام، دعوة القوات المسلحة لدعم خيار الشعب السوداني في التغيير والانتقال إلى حكم مدني ديموقراطي ، عبر التواصل المباشر بين قوى إعلان الحرية والتغيير وقيادة القوات المسلحة لتيسير عملية الانتقال السلمي للسلطة الى حكومة انتقالية .
وأكد البيان مطلب شعبنا بالتنحي الفوري لرئيس النظام وحكومته دون قيدٍ أو شرط ، مشيرا الى تكوين مجلس من قوى إعلان الحرية والتغيير وقوى الثورة التي تدعم الإعلان ، يتولى مهام الاتصال السياسي مع القوات النظامية والقوى الفاعلة محلياً ودولياً من أجل إكمال عملية الانتقال السياسي وتسليم السلطة لحكومة مدنية انتقالية متوافق عليها شعبياً ومعبرة عن قوى الثورة .
ودعا البيان القوات المسلحة الى سحب يدها عن النظام الحالي الذي فقد أي مشروعية، وقطع الطريق أمام محاولاته البائسة لجر البلاد الى العنف .
ويواصل آلاف المتظاهرين اعتصامهم لليوم الثالث على التوالي في محيط مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم.
وانتشر عناصر من الجيش أمس في محيط القيادة العامة وأقاموا حواجز في المنطقة.
وقال محتجون ونشطاء إن جنودا سودانيين تدخلوا لحماية المتظاهرين أمس بعدما حاولت قوات الأمن فض اعتصام يشارك فيه آلاف المحتجين المناهضين للحكومة أمام مقر وزارة الدفاع في وسط الخرطوم.
وأضافوا أن عناصر من شرطة مكافحة الشغب وقوات الأمن انطلقوا بشاحنات صغيرة تجاه المتظاهرين وهم يطلقون الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق المحتجين الذين يقدر عددهم بنحو ثلاثة آلاف رجل وامرأة.
وتابعوا أن الجنود المكلفين بحراسة مجمع الوزارة خرجوا لحماية المتظاهرين وأطلقوا رصاصات تحذيرية في الهواء.
وقال الشهود إن قوات الأمن انسحبت دون رد وتم نشر جنود حول المنطقة، وردد المحتجون هتاف الجيش حامينا و شعب واحد.. جيش واحد . ولم ترد على الفور تقارير عن وقوع إصابات.
وكانت محاولات سابقة لقوات الأمن لتفريق المحتجين، الذين تعهدوا بالبقاء حتى يرحل الرئيس عمر البشير، قد باءت بالفشل. ويعاني سكان السودان البالغ عددهم 40 مليون نسمة من أزمة اقتصادية حادة ترجع في جانب منها إلى أعوام من العقوبات الأمريكية وفي جانب آخر إلى خسارة عائدات النفط منذ انفصال جنوب السودان في عام 2011.
واعترف البشير بأن الاحتجاجات لها مطالب مشروعة ولكنه قال إنه يجب التعامل مع هذه المطالب عبر سبل سلمية وصناديق الاقتراع.
ويوم السبت، توجه نشطاء في مسيرة باتجاه وزارة الدفاع لتسليمها مذكرة تحث الجيش على الانحياز لهم.
واختاروا يوم 6 أبريل الذي يوافق ذكرى انتفاضة 1985 التي أجبرت الرئيس جعفر النميري بعد سنوات طويلة من الحكم الاستبدادي على التنحي إثر احتجاجات.
ووصل آلاف المتظاهرين يوم السبت إلى مجمع الوزارة، الذي يضم أيضا مقر إقامة البشير ومقر جهاز المخابرات، على الرغم من محاولات الشرطة والمخابرات لإيقافهم، واعتصموا هناك.
وقال شهود عيان إن الاحتجاجات تتزايد خلال النهار، لكن بضعة آلاف فقط يخيمون أثناء الليل ويتقاسمون طعامهم وشرابهم فيما بينهم.