يبدأ حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى جولة أفريقية غدا تشمل ثلاث دول هي أثيوبيا وجنوب أفريقيا وكينيا، وذلك لبحث تعزيز التعاون ما بين قطر والقرن الأفريقي.
وأكد خبراء ورجال اعمال وأكاديميون استطلعتهم لوسيل أن الزيارة تمثل فتحاً جديداً في العلاقات الاقتصادية والاستثمارية ما بين قطر والقرن الافريقي، ومن المتوقع أن يتمخض عنها توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية. والجولة التي تبدأ من أثيوبيا من المنتظر أن يبحث فيها سمو الأمير مع الرئيس الأثيوبي ملاتو تشومي ورئيس الوزراء هيلي ماريام ديسالين العلاقات الثنائية وسبل تعزيز مجالات التعاون اضافة لجملة من القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفقاً للبيان الصحفي الصادر عن السفارة القطرية بالعاصمة الاثيوبية الخميس الماضي.
وقال الدكتور درويش العمادي، رئيس الاستراتيجية والتطوير بجامعة قطر لـ لوسيل إن قطر دولة منفتحة على العالم وزيارة حضرة صاحب السمو لدول القرن الافريقي سينتج عنها الكثير من الفرص خاصة وان الدول التي سيزورها حضرة صاحب السمو غداً لها موقع استراتيجي وتعتبر أحد البوابات الرئيسية لقطر للدخول في افريقيا في قطاع الاقتصاد والتجارة والاستثمار اضافة للقضايا التي تهم أمن المنطقة.
ويؤكد العمادي أن الدول الثلاث التي يزورها سمو الأمير خلال الجولة بها العديد من الفرص الاستثمارية الجيدة، وتوقع أن يقوم جهاز قطر للاستثمار بتحركات مباشرة عقب زيارة سمو الأمير ومن المتوقع ان يلعب دوراً كبيراً في الاستثمارات في هذه الدول خلال الفترة المقبلة.
وفي تعليقه حول الاتفاقيات التي وقعت مؤخراً ما بين قطر واثيوبيا خلال زيارة سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني وزير الخارجية، قال الدكتور العمادي إن هذه الاتفاقيات التي وقعتها قطر مع اثيوبيا نحو 11 اتفاقية تعتبر ضربة البداية لتقوية العلاقات وسيستفيد منها الجانبان في قطر وأثيوبيا.
استثمارات إزدان
وكان سعادة الشيخ د.خالد بن ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس ادارة مجموعة إزدان القابضة زار اثيوبيا مؤخراً والتقى برئيس الوزراء الأثيوبي هايلي مريام ديسالين لبحث المشروع المقترح من قبل مجموعة إزدان القابضة لانشاء مشروع عقاري لاستخدامات متنوعة في موقع مميز قلب العاصمة الاثيوبية أديس أبابا.
وأوضح الشيخ د.خالد بن ثاني خلال لقائه ديسالين، أن مجموعة إزدان ستكثف جهودها لاكمال المشروع والذي من المقرر أن يشكل حافزاً قوياً وباكورة للمشاريع القطرية في السوق الاثيوبية والذي يتميز بمواصفات فنية عالية الجودة من حيث المرافق والخدمات مما يسهم في رفع جودة المنتجات العقارية المتوفرة في السوق الأثيوبية.
دور عالمي
الخبير في قضايا القرن الافريقي الدكتور عبدالوهاب الافندي يرى أن السياسة الخارجية لدولة قطر ظلت علي الدوام تهتم بالقارة الافريقية من عدة جوانب، والجديد هو توسيع نطاق العلاقات بين قطر وافريقيا ورفع مستواها بزيارة صاحب السمو، وهناك حاجة للعالم العربي بفتح أبواب مع القارة الافريقية باعتبار انها ليست قارة منسية من الدول العربية كما يعتقد الآخرون.
التوجه نحو افريقيا هو خطوة في الاتجاه الصحيح، وفي هذا الاطار يقول الدكتور الافندي إن افريقيا تعتبر قارة ناهضة في كافة المجالات الاقتصادية او السياسية أو الثقافية والسياحية وغيرها، أكثر من ذلك هناك دول مثل جنوب افريقيا أصبحت تلعب دوراً علي المستوي الدولي وبالتالي فان التحرك باتجاه افريقيا عربياً قد آن أوانه وهناك مزايا كثيرة يمكن أن تستفاد من توسيع علاقات قطر بأفريقيا.
وبجانب المزايا الاقتصادية يقول الافندي ان القارة الافريقية بها مجالات استثمارات واسعة وفرصة لتمدد قطر في القرن الافريقي ودول القارة بشكل عام، بجانب أن الزيارة وبهذا الحجم من سمو الأمير تعطي رسالة لافريقيا بأننا نحن مهتمون وبجانبكم.
توقيت الزيارة ليس مهماً حسب رأي الافندي والاهم من ذلك هو ازدياد أهمية القارة وزيارة سمو الأمير خاصة وأن قطر لها دور كبير في القارة بدءا من حل النزاعات في منطقة دارفور ومحاولات سابقة للصلح ما بين اثيوبيا وارتيريا.