

أكد سعادة السيد جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن جلسات منتدى الدوحة تهدف إلى إرساء دعائم مستقبل يرحب بالجميع ويتيح المشاركة الفاعلة لكل فرد دون استثناء، مرتكزًا على العديد من المبادئ الإنسانية والقانونية والانفتاح على التنوع، كما يقوم على التعاون بين مختلف القطاعات لتحقيق التكامل والتميز.
كما أكد سعادته، أن هذا المنتدى يعد منصة محورية لتبادل الرؤى والخبرات حول سبل حوكمة التكنولوجيا وتعزيز مسارات بناء السلام، كما يبرز أهمية التعاون المشت رك من خلال خبرات المشاركين كقوة دافعة لصياغة حلول مبتكرة تسهم في تحقيق تحول إيجابي ملموس على الساحة العالمية.
وعلى جانب آخر أكد خبراء أمميون ضرورة تنفيذ بنود ميثاق الأمم المتحدة للمستقبل، معتبرين أن الميثاق الأممي يمثل إنجازا غير مسبوق في ظل التحديات العالمية الراهنة ووصفوا خلال جلسة نقاشية بعنوان «ما يلزم لتعزيز ميثاق الأمم المتحدة للمستقبل من أجل السلام العالمي والتنمية المستدامة»، الميثاق بأنه «معجزة»، حيث نجح في جمع توافق قادة العالم حول رؤية موحدة للسلام العالمي والتنمية المستدامة.
وأوضح المشاركون أن الميثاق يعيد إحياء المبادئ الأساسية للنظام الدولي متعدد الأطراف، مشددين على تركيزه على القانون الدولي وأهمية تعزيز الالتزام بقرارات محكمة العدل الدولية، لا سيما في القضايا الإنسانية والجزائية الدولية. كما أشاروا إلى أن الميثاق يعيد التذكير بمبادئ راسخة حول توازن العمليات العسكرية مع الضرورة الإنسانية، ما يتطلب اليوم قراءة متأنية لتفاصيله وتطبيقها بشكل عملي.
ناقش الخبراء الإجراءات الضرورية لتنفيذ بنود الميثاق، مع التركيز على عناصر الابتكار في محتواه، والتي تأتي في وقت يشهد فيه العالم انسحاباً تدريجياً من التعاون الدولي وتزايد النزاعات الجيوسياسية. وأكدوا أن الميثاق يوجّه الأجيال الحالية نحو تحمل مسؤولياتها في ظل الأزمات، مبرزين أن تحقيق السلام والتنمية لا يمكن أن يتحقق دون العمل الجماعي.
وأشار المتحدثون إلى أن الميثاق يمثل «وعدا» أكثر من كونه خطة عمل جاهزة، داعين إلى تحويل هذا الوعد إلى إجراءات ملموسة، لا سيما في مجالات تمويل مشاريع التنمية وتفعيل قنوات التعاون الدولي، مشددين على ضرورة إطلاق مبادرات جديدة تعزز السلام والتنمية المستدامة، مع التركيز على تعبئة الموارد المالية وتوسيع آفاق الشراكات الدولية.
وفي ختام النقاشات، أشار الخبراء إلى أن الأمم المتحدة، على الرغم من التحديات السياسية التي تواجهها، تظل مؤسسة لا غنى عنها لتحقيق التوافق الدولي ومعالجة القضايا العالمية.. مؤكدين أن ميثاق المستقبل يعكس رؤية شاملة للعمل الجماعي كأساس للتنمية والسلام، مما يجعله أداة حيوية للتعامل مع التحديات المعاصرة.

أمينة أردوغان: مبادرات قطر لوقف إطلاق النار بغزة لا تُقدر بثمن
أكدت سعادة السيدة أمينة أردوغان حرم فخامة رئيس الجمهورية التركية، أن دولة قطر قدمت جهودا كبيرة ومبادرات عديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لا يمكن تقديرها بثمن، لافتة أن منتدى الدوحة أصبح اليوم لاعبا مركزيا في الدبلوماسية والحوار.
وأعربت عن أملها بصدور مخرجات مثمرة للمنتدى تلبي متطلبات المرحلة، وأضافت: «العالم يشاهد منذ 14 شهرا أشد الهجمات عدوانا على الضمير الإنساني والكرامة الإنسانية في غزة بذريعة الدفاع عن النفس، كمحاولة لمحو دولة بأكملها من أمتها وثقافتها ومن تاريخها وأطفالها وشبابها ونسائها وشيوخها ورجالها من المسلمين والمسيحيين».
وأكدت أن جميع الأديان والأنظمة والقوانين ترفض إبادة أكثر من 44 ألف مدني ومن بينهم 16 ألف طفل، وقصف المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة، متسائلة: «هل إسرائيل تحمي نفسها عندما تسقط أكثر من 70 ألف طن من القنابل على قطاع غزة والذي يشكل نصف سكانها تحت سن الثامنة عشرة؟». وقالت أمينة أردوغان: «الوضع الحالي ليس دفاعا عن النفس، بل هو محرقة بحق الفلسطينيين، مضيفة أن الفلسطينيين تعرضوا للتمييز العنصري غير الإنساني، وهذا الاحتلال تصاعد إلى واحدة من أكثر المجازر ظلمة في التاريخ».
وقالت سعادتها: «إن عدد الأرواح التي تزهق يزداد يوما بعد يوم، والعمليات تتصاعد بوتيرة متزايدة وسط حالة من الإهمال والتجاهل». وأكدت أن هذا الوضع المستمر جعل العدوان يبدو وكأنه أمر معتاد، رغم أن كل خسارة جديدة تمثل مأساة كبيرة. كما أوضحت أن الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء، مما أدى إلى تدهور الأوضاع من سيئ إلى أسوأ.
وبينت أن ضحايا الإبادة يشاركون كارثتهم مع العالم أجمع ويأملون بالحصول على مساعدات إنسانية لوقف هذه المجزرة.
وأعربت عن استهجانها تقديم الدعم العسكري والمالي لإسرائيل لاستكمال هذه الإبادة، وشددت على أهمية حماية القيم الإنسانية الدولية، وأن نترك إرثا حقيقيا ونعلم الأجيال ونعرفهم على فلسطين الحقيقية التي يحاولون باستمرار أن ننساها ونتجاهل تاريخها حتى قبل 1948 الأمر الذي يستدعي حماية هذا التاريخ في ذاكرة الأجيال المقبلة.

جيل بايدن تدعو لبناء شراكات أفضل والتصدي للتحديات العالمية
أكدت سعادة الدكتورة جيل بايدن السيدة الأولى في الولايات المتحدة الأمريكية، أهمية منتدى الدوحة وموضوعه لهذا العام «حتمية الابتكار»، لافتة إلى أن أول حتمية في هذا السياق هي التعاون بين الجميع، بخلفياتهم وخبراتهم ومناطقهم المختلفة، داعية إياهم إلى العمل يدا بيد من أجل ابتكار شيء جديد لم يعرفه الناس من قبل.
وشددت الدكتورة بايدن في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الدوحة، على أن العمل الجماعي هذا يتمثل في بناء شراكات أقوى، والتحلي بالابتكار لتحقيق الرفاه والازدهار للجميع، مضيفة القول في هذا السياق «العالم المزدهر والمشرق يمكنه أن يكون فرصتنا جميعا، وعلى الجميع العمل بتعاون وفهم واستفادة من الفرص لكتابة هذه القصة بنجاح».
وسلطت سعادتها الضوء على التحديات العالمية الراهنة التي تعصف بالعالم، وتحتاج لجهود مشتركة للتوصل إلى حلول لها، ومن ذلك تحدي التغير المناخي، بما في ذلك الانبعاثات الكربونية، وندرة المياه، وارتفاع درجة الحرارة، وذوبان الجليد، والعواصف والأعاصير، وشددت على أنه يتوجب على الجميع التعاون في حلها والاستفادة من الابتكارات الحديثة والجديدة للتخفيف من آثارها، ما يجعل المجتمعات أكثر مرونة، مع الالتزام بالتغيير، وتشارك أفضل الأفكار والابتكارات لتصل إلى الجميع بالسرعة المطلوبة.

لافروف: التطرف سينتشر بالمنطقة إذا لم تقم دولة فلسطينية
حذر سعادة السيد سيرجي لافروف وزير خارجية روسيا الاتحادية، من أن التطرف سينتشر في المنطقة إذا لم تتم إقامة دولة فلسطينية.
وأكد خلال جلسة حوارية بالمنتدى أن بلاده تعمل مع تركيا وإيران على اتخاذ خطوات لضمان تحقيق دعوات خفض التصعيد في سوريا.
وأوضح أن روسيا وتركيا وإيران اتفقت في اجتماع بالدوحة، على ضرورة وقف الأعمال القتالية على الفور والدعوة إلى بدء الحوار بين الحكومة السورية والمعارضة، وتطبيق الاتفاق الأممي 2254 بشكل كامل.
وفي تعليقه على أسباب سحب بلاده لسفنها من قاعدة طرطوس السورية، بين أن الأمر يتعلق بمناورات بحرية تجري في البحر الأبيض المتوسط. كما جدد استعداد بلاده لاستخدام كل الوسائل في حربها ضد أوكرانيا. وقال إنه يتوجب على الغرب أن يستوعب استخدام روسيا صاروخها الجديد «أوريشنيك» ضد أوكرانيا في نوفمبر الماضي.