تتواصل احتفالات اليوم الوطني 2022 بدرب الساعي بأم صلال تحت شعار وحدتنا مصدر قوتنا وذلك وسط اقبال كثيف من قبل المواطنين والمقيمين ومشجعي كأس العالم فيفا قطر 2022. ويوفر ليوان الطوابع والعملات في درب الساعي فرصة عظيمة لهواة هذا الفن الأصيل، إذ يجمع تحت سقف واحد نماذج نادرة من كل العملات والطوابع منذ أول الإصدارات القطرية حتى الآن، إضافة إلى كونه وجهة مميزة لمطالعة تاريخها واستخداماتها ومراحل تطورها.
وما أن يدخل الزائر إلى صالة عرض الطوابع والعملات حتى ينطلق في رحلة عبر الزمن من خلال عشرات الإطارات التي توثق كل منها حقبة زمنية هامة في تاريخ الوطن، إذ تعود بعض المعروضات إلى الفترة بين عامي 1800 و 1900 ميلادية، وقد تم جمعها من كل حدب وصوب على مدى سنوات بغرض الحفاظ عليها كإرث هام للأجيال المقبلة.
وحول المشاركة في درب الساعي يقول السيد حسين رجب الإسماعيل مدير مركز النادي القطري لهواة الطوابع والعملات: إن المشاركة في درب الساعي هادفة، حيث نستغل وجودنا هنا لتعريف الجمهور والزوار من مختلف الجنسيات بتاريخ الطوابع والعملات القطرية، موضحا ان أهم ما تحتويه الاسكتشات الأصلية (الرسومات) طوابع نادرة وقيمة.
وتابع: إن معرض الطوابع والعملات متكامل وفريد، حيث يضم جميع إصدارات مؤسسات قطر من البداية حتى اليوم بما فيها العملات التذكارية إضافة إلى العملات التي استخدمت في قطر خلال الفترة من عام 1800 إلى 1900 م.
وأوضح الإسماعيل أن المعرض يشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين والمقيمين، إضافة إلى زوار قطر من مشجعي كأس العالم الذين يجدون في المعرض فرصة مميزة للتعرف على ثقافتنا وتاريخنا وهويتنا الأصيلة.
وحول جهود النادي القطري لهواة الطوابع والعملات في الجمع والاحتفاظ بمثل تلك الطوابع النادرة، قال الإسماعيل: يضطلع النادي منذ إشهاره في 1989 بدور هام للاحتفاظ بالطوابع القديمة التي تجسد مراحل هامة في ذاكرة دولة قطر، فهي توثق للأجيال المقبلة عدداً كبيراً من الصور التذكارية لمعالم قطر القديمة؛ وغيرها من الرموز التي تعود إلى القرون الماضية.
وتابع: يواصل النادي تحقيق رؤيته من خلال ضم الشباب الهواة لجمع الطوابع والعملات، وقد تمكّن النادي من جمع العديد من الطوابع التاريخية والتراثية النادرة التي تمثل قيمة كبيرة لأهل قطر، ومنها على سبيل المثال طوابع للقلاع الأثرية، والسفن القديمة، وأخرى توثق حقبة الغوص على اللؤلؤ قبل اكتشاف النفط، وكذلك هناك طوابع للنباتات الصحراوية.
وقال الإسماعيل: ترتبط الطوابع بتاريخ البريد في قطر، وبالتحديد منذ عام 1950، وكان أول إصدار طوابع قطري يتضمن صور الصقر، السفينة، المسجد ، حيث يرمز الصقر إلى تراث قطر البري، فيما ترمز السفينة إلى تراثها البحري وتاريخها الاقتصادي.
وتابع: إلى جانب الأنشطة المحلية والمزادات، هناك العديد من المشاركات الخارجية للنادي ومنها فعاليات الاتحاد الآسيوي والاتحاد العالمي، والتي كانت آخرها هذا العام المشاركة بمزاد في سويسرا، وحصل النادي على أربع جوائز عالمية فيها، وكذلك المشاركة في الأردن على مستوى العملات، بالإضافة إلى المشاركة الأخيرة في إندونيسيا، وفاز فيها النادي بمذهبة عملاقة تؤهله للحصول على الجائزة الكبرى، وجاءت المشاركة الثانية في أول إصدار طوابع، بالإضافة إلى 3 مجموعات طوابع أخرى مختلفة، حصلت على مذهبات.
شهد مسرح درب الساعي، إقبالا كبيرا من المواطنين والمقيمين وضيوف دولة قطر ومشجعي بطولة كأس العالم من مختلف الجنسيات والأعمار، لمشاهدة المباريات على الشاشة الكبيرة باستخدام أفضل التقنيات البصرية والسمعية والتي توفر تجربة مميزة لرواد درب الساعي.
ويوفر مقر درب الساعي بمنطقة أم صلال، 4 شاشات عرض كبيرة بمسرح درب الساعي واستاد الدوحة والحوش وبالقرب من ساحة العلم، لعرض مباريات بطولة كأس العالم فيفا قطر2022 بشكل يومي، والتي توفر تجربة ممتعة لمشاهدة المباريات.
من جانبه قال حسين سبيكة من تونس، جئت لقطر الجميلة عن طريق صهري وابنتي، وجئنا اليوم لدرب الساعي، وكنت اتوقع وجود شاشات في كل مكان لمشاهدة المباريات والتمتع بالجو الموجود ، وتابع: أنا كمواطن عربي ومسلم أشعر بالفخر والاعتزاز لما قدمته دولة قطر لاستضافة كأس العالم 2022 .
وأضاف محمد علي، أحد الزوار إن الأجواء في درب الساعي لا مثيل لها، مشيدا بالفعاليات المقامة، ولفت إلى أنها تتناسب مع مختلف الأعمال، لما فيها من المتعة والفرح، علاوة على الفعاليات الثقافية والتراثية التي تبرز عراقة دولة قطر قديما وحديثا، وأكد أن درب الساعي يعاد المكان المثالي لمشاهدة مباريات كأس العالم قطر 2022 مع العائلة.
أقيمت على مسرح الطفل في درب الساعي أمس ورشة صناعة دمى الماروتا والتي شهدت اقبالا من الأطفال بصحبة عائلاتهم من أجل تعلم كيفية صناعة دمى الماروتا .
وقال محمد علي بن حمودة أحد القائمين على الورشة ان دمية الماروتا تتكون من قماش ورأس ويدين ويتم صناعتها من مواد بسيطة جدا متوافرة في كل بيت وجميع المحلات التجارية وهي الكرات البلاستيكية والصوف والقماش، والعصيان الخشبية الرفيعة، حيث يستطيع الطفل الإمساك بالدمية من داخل القماش ويقوم بتحريكها بسهولة، موضحا انه بالإمكان تصنيع أكثر من شخصية من شكل واحد مثل شكل الطفل الصغير أو الشاب أو الرجل العجوز أوالمرأة.
وأضاف بن حمودة انه بالإمكان تصنيع دمية على شكل حيوانات بأنواعها المختلفة، مؤكدا أن هذا النوع من الورش ينمي مهارات الطفل الفنية خاصة وان مسرح الدمى يعتمد في الأساس على المهارات الفنية والمزج ما بين فنون عديدة منها الرسم والنحت والتركيب، مشيرا الى أن تصنيع الدمى ينمي كذلك الخيال لدى الطفل وعادة ما يكون لدى الأطفال خيال واسع جدا ومن الممكن أن يستفيد الأهل من هذا الخيال لدى الطفل وتوجيهه الى أمور ايجابية.
وقال بن حموده إن هناك أنواعا جديدة من الدمى يتم استعمالها وهي مواد يتم تشكيلها كشخصيات وجميعها تنمي مخيلة الطفل مثل إمكانية تشكيل قارورة بلاستيك أو الأكواب الى شخصية وهي تسمى الرسكلة .
وتعد ورش صناعة الدمى في درب الساعي واحدة من الفعاليات الهامة التي وجدت بغرض اجتذاب الأطفال وتعليمهم أشياء جديدة تنمي مهاراتهم في أوقات الفراغ وبعيدا عن الأجهزة الإلكترونية التي تكون لها أضرار وسلبيات تفوق ايجابياتها وعادة ما يكون تأثيرها سلبياً على الأطفال الذين يقضون أوقاتا طويلة وهم يستعملونها.
تشهد فعالية النصع التي تقام ضمن احتفالات اليوم الوطني بدرب الساعي اقبالاً كبيراً من قبل الزوار بمختلف أعمارهم، ويضم ميدان الرماية عدة أقسام منها محاكات الصيد والرمي بالقوس والبندقية، وقال السيد أحمد مبارك الكواري رئيس الفعالية مدرب الفئات السنية إن المشاركة في فعاليات درب الساعي تتيح لنا فرصة اكتشاف المواهب الوطنية من النشء وصقل مهاراتهم ليكونوا في البطولات الرسمية في المستقبل، وأضاف: نحرص على متابعة الزوار خلال فعاليات الرماية بحثاً عن أصحاب المواهب في هذا المجال من النشء.
في سياق متصل قال الكواري مازال درب الساعي مستمرا ومازلنا نقدم المفاجآت للجمهور من خلال الفعاليات والانشطة التي تدور في ميدان النصع ، وأشار إلى أن الموقع الجديد لفعالية النصع مميز وكبير ويستوعب عددا كبيرا من هواة الرماية، وهذا يسعدنا كوننا نستطيع اتاحة التجربة لأكبر عدد من زوار مهرجان درب الساعي من مواطنين ومقيمين ومشجعين المونديال، وبين الكواري أن فعالية النصع متاحة للجماهير وتستقبل بشكل يومي اعداد كبيرة من هواة الرماية، مشيراً إلى توفير أنواع من الرماية مثل القوس والسهم وبندقية الـ 10 أمتار الاعتيادية وللكرفان أيضا.
في سياق متصل أوضح الكواري أن فعالية النصع تقوم على الاعتزاز برياضة الأجداد قديمًا نظرًا لما توليه الرماية من أهمية في طبيعة حياتهم آنذاك ومعيشتهم وتوفير الحماية لأنفسهم، ومع مرور الزمن أصبحت رياضة الرماية ومهارة الصيد اليوم واحدة من أهم الألعاب الرياضية التي سجل من خلالها العديد من اللاعبين المتميزين أرقامًا قياسية. كما أوضح الكواري أن فعاليات الرماية التي تقام حاليا بدرب الساعي هي عبارة عن الرماية على الأهداف الإلكترونية بحيث يتم التصويب نحو الهدف، وتسجل النتيجة على شاشة إلكترونية أمام الرامي. وكذلك رماية بالقوس والسهم على هدف متحرك، بحيث يقوم الرُماة بالرماية على الهدف بوقت واحد باستخدام أسهم ذات ألوان متعددة. بالإضافة إلى رماية بواسطة أسلحة مختلفة على شاشة إلكترونية بنظام المحاكاة، ويتم الرمي من خلال عدة برامج مثل الرماية على الطرائد بحيث يتم التصويب على الشاشة مباشرة. واختتم الكواري حديثه بالترحيب بالجميع في هذه الفعالية التراثية، مؤكداً أن جدول الفعاليات هذا العام سينال إعجاب الجميع.
شهد المسرح الرئيسي لفعاليات اليوم الوطني للدولة 2022 في درب الساعي، في مقره الدائم بأم صلال، ندوة بعنوان دور الشباب في تطوير الحاضر وصناعة المستقبل ، شارك فيها كل من السيد جابر العرق، والإعلامية أمل عبدالملك، وقدمتها الكاتبة كلثم عبدالرحمن.
وأكد حضور الندوة أهمية فعاليات درب الساعي، لما تمثله من أهمية كبيرة في ربط الجيل الحالي بتراثه، تعزيزاً للهوية الوطنية، وتأكيداً على عراقة هذا الإرث، الذي ينطلقون منه لصناعة المستقبل.
ومن جانبه، أكد السيد جابر العرق، أن دولة قطر تصنع النجاح دائماً، لأن شبابها لم يتخلَّ عن ماضيه في صناعة حاضر ومستقبل الوطن. وقال: إن ما نشاهده من فعاليات اليوم الوطني للدولة في درب الساعي يأتي بأيد شبابية، كما أن ما نشاهده على أرض الواقع من فعاليات وأحداث، كلها من صُنع هذا الجيل.
وأضاف أن هذا الجيل أبدع وتميز في كل ما ينجزه، كما أن ذات الجيل تألق عندما ربط الماضي العريق، بالواقع الحاضر، ومن خلال هذا الربط تفوق من أجل المستقبل، والذي سيكون أكثر إشراقاً.
وأكد السيد جابر العرق أن دولة قطر تفوقت عالميًا من خلال ربطها الماضي بالحاضر، وأن الأجيال القادمة سوف تتحدث عما يصنعه الجيل الحالي، عندما ربط الشباب الماضي بالحاضر، ليتفوق في المستقبل.
ومن جانبها، شددت الإعلامية أمل عبدالملك على ضرورة الحفاظ على الإرث القديم الذي تزخر به دولة قطر، وكذلك الحفاظ على العادات والتقاليد ونقل كل هذا الإرث إلى الأجيال القادمة.
وقالت: إن هذا ما يحدث حالياً على نحو ما يبدو من زخم فعاليات اليوم الوطني في درب الساعي. وثمنت دور وزارة الثقافة إزاء إقامة هذه الفعاليات. وأضافت أن الوزارة تقوم بدور كبير تجاه إقامة فعاليات اليوم الوطني للدولة، والتي تأتي هذه السنة بطريقة مميزة، وفي موقع مختلف، يحظى بإرث مميز.
وأضافت أن المسميات التي تحملها فعاليات درب الساعي، تربط الجيل الحالي بتراثه وثقافته العريقة، ما يجعلها فرصة كبيرة لتعريف الجيل الحالي بتلك الثقافة المتجذرة، وذلك الإرث الكبير، الذي تزخر به دولة قطر، سواء كان ذلك على مستوى الفنون أو الحرف، أو غيرهما.
وأكدت الإعلامية أمل عبدالملك أن هذا التواصل بين الماضي والحاضر، يصنع المستقبل، وهو أمر يتطلب التواصل، وأن هذا التواصل تحققه فعاليات درب الساعي خلال اليوم الوطني، حيث يتعرف من خلالها الجيل الحالي بإرث الأولين، ومن خلال هذا الإرث يصنع المستقبل.