

«صندوق قطر» داعم رئيسي للأمم المتحدة في تقديم المساعدات للاجئين بالشرق الأوسط
قطر الخيرية تعمل على قدم وساق لبناء مساكن آدمية لـ «الروهينجا»
مشاريع صحية وتعليمية في سوريا ولبنان والسودان وكمبوديا
إشادة أممية بالمساهمات القوية من الدوحة لدعم «مفوضية شؤون اللاجئين»
تسببت الحروب وأعمال العنف والاضطهاد في مناطق مختلفة من العالم في زيادة معدّلات النزوح القسري وفرار عشرات الملايين بحياتهم من مناطق النزاعات إلى مناطق آمنة حول العالم لكن تفتقر العيش الآدمي، الأمر الذي دفع دولة قطر إلى إعلاء القيم الإنسانية تجاه تلك الظاهرة بدعم سخي عبر المؤسسات الدولية والإقليمية العاملة في مجال إغاثة اللاجئين.
وواصلت الدوحة من خلال مؤسساتها المختلفة تقديم الدعم اللازم لجهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من أجل تمكينها من تنفيذ برامجها وأنشطتها الإنسانية في مُختلف أنحاء العالم، وتعزيز قدرتها على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المُتزايدة الناجمة عن موجات اللجوء والنزوح القسري.

وأكد مسؤولون قطريون في مناسبات مختلفة أن المؤسسات والجمعيات الإنسانية الخيرية التابعة للدولة تعمل على مُواصلة ترسيخ الشراكة مع المُفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وتقديم مختلف أشكال الدعم اللازم من أجل المُساهمة في تنفيذ برامجها ورسالتها الإنسانية في مُساعدة وحماية اللاجئين وتعزيز حقوقهم.
ويعتبر صندوق قطر للتنمية من الداعمين الرئيسيين للأمم المتحدة، وتركز مساعداته على الدول العربية ودول الشرق الأوسط خاصة على القضية الفلسطينية والأزمتين السورية واليمنية، فمنذ 2016 تعهدت قطر سنوياً بمبلغ 100 مليون دولار لصالح الشعب السوري.
فيما تعمل قطر الخيرية حالياً على إعادة بناء 537 مسكناً للاجئين من مسلمي الروهينغا في مخيم كوتوبالونغ ببنغلاديش والتي سبق أن تعرضت لحريق بشكل كامل في مارس الماضي.
وتتم إعادة بناء المساكن وفقًا للتصميم المعتمد والمُعد مسبقا من هيئة شؤون اللاجئين والإغاثة والعودة إلى الوطن (RRRC) التابعة لحكومة بنغلاديش، ويحتوي كل منزل مصنوع من خشب الخيزران على غرفتي نوم لعائلة مكونة في متوسطها من 6 أفراد.
اللاجئون في لبنان والأردن
وساهمت قطر عام 2019، بمبلغ 4 ملايين دولار أمريكي دعمًا لبرامج الشتاء للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان والأردن، واستفاد أكثر من 45 ألف شخص من هذه المساعدات.
ووضعت قطر والمفوضية خططا مشتركة لتوفير مساعدات لشتاء 2020- 2021، وتمكين العائلات من مواجهة فصل الشتاء ومواجهة ظروف الطقس القاسية بجهوزية أعلى وأفضل.
وفي أبريل الماضي أعلنت المفوضية الأممية وقطر الخيرية عن تقديم مساهمة زكاة قدرها 3.65 مليون ريال قطري، كجزء من حملة قطر الخيرية خلال شهر رمضان المبارك، دعماً للنازحين في اليمن، واللاجئين في الأردن ولبنان.
وهدفت المساهمة القطرية إلى التخفيف من معاناة حوالي 1,840 أسرة نازحة داخلياً في اليمن، وحوالي 1,948 أسرة لاجئة في الأردن، وما يقرب من 3,228 أسرة لاجئة في لبنان. وتقدم المساهمة على هيئة مساعدات نقدية طارئة لمساعدة الأسر اللاجئة والنازحة على تأمين احتياجاتهم الأساسية كالمأوى، والغذاء، والدواء، وغيرها من الأساسيات المنقذة للحياة في ظل تحديات إنسانية إضافية يعاني منها اللاجئون والنازحون بسبب جائحة «كوفيد- 19».
وتعد اليمن أكبر أزمة إنسانية في العالم، وبها حوالي 20 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية وأكثر من 4 ملايين نازح داخلياً في اليمن، 73 % منهم نساء وأطفال. وتقدم مفوضية اللاجئين لهم خدمات الحماية المنقذة للحياة، إضافة إلى تقديم المساعدات النقدية للأسر الأكثر ضعفاً لتمكينهم من الحصول على احتياجاتهم الأساسية ومواجهة الأثر السلبي لجائحة كوفيد- 19 على المستويين الاجتماعي والاقتصادي، لكن هناك احتياج للدعم العاجل.
أما الأزمة السورية فهي أكبر أزمة لجوء في العالم بعد عقد من اندلاعها، وهناك أكثر من 5.5 مليون لاجئ سوري حول العالم، وتعيش الغالبية العظمى منهم في دول الجوار مع تزايد معدلات الفقر (70 % من اللاجئين يعيشون في فقر مدقع) ويزداد تعرضهم لمخاطر الحماية، كالاستغلال وعمالة الأطفال والزواج المبكر.. إلخ، وخاصة في ظل الأثر المدمر لجائحة كوفيد- 19.
مشاريع تعليمية
ومن أهم المبادرات خلال العام الماضي التي قدمتها قطر مبادرة «كويست الصحة» والتي تم خلالها تقديم عدد من البرامج الصحية لدعم اللاجئين السوريين والنازحين داخل سوريا والدول المستضيفة.
وكان لاستمرار الدعم الذي قدم عن طريق مبادرة «كويست التعليم» لمشاريع النازحين واللاجئين السوريين داخل سوريا وخارجها أثر واضح في الحفاظ على استمرارية التعليم عالي الجودة في تلك المشاريع واستمرار عملية التعلم للمتعلمين. فعلى سبيل المثال، يساهم الصندوق في تقديم المنح الدراسية الجامعية للاجئين السوريين في تركيا والذي ينفذ عن طريق برنامج الفاخورة لمؤسسة التعليم فوق الجميع في خمس دول.
ومن خلال الشراكة الإستراتيجية لصندوق قطر للتنمية مع مؤسسة التعليم فوق الجميع في التعليم، تنفذ المؤسسة من خلال برنامج «علم طفلا» مشاريع تعليمية في عدة دول مثل كمبوديا، السودان، ولبنان. وفي هذا الشأن، وقع الصندوق مذكرات تفاهمية مع وزارات التعليم في تلك الدول، بالإضافة إلى تمويل مشروع مالي التعليمي.
تقدير وإشادة أممية
وثمنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في يناير الماضي المساهمات القوية التي تقدمها الدوحة عبر مؤسساتها الدولية والمحلية.
وأكدت المفوضية أهمية الدّعم المتواصل المقدّم من قطر التي تمثل شريكا له دور أساسي في تمكين العائلات.
وشددت على وجود محادثات دائمة بين المفوضية وقطر لضمان تلبية احتياجات الاجئين والنازحين داخلياً ولتوفير الأمان للأسر الأكثر ضعفًا.
وانضمت دولة قطر إلى عضوية منظمة الأمم المتحدة عام 1971 وفي العام ذاته، تمّ تشكيل الوفد الدائم لدولة قطر لدى الأمم المتحدة في نيويورك بهدف تمثيل قطر وإدارة علاقتها مع المنظمة الدولية.
وعلمت قطر منذ انضمامها إلى الأمم المتحدة من أجل تحقيق أهدافها ومبادئها، بما في ذلك الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، ودعم جهود التنمية الدولية، وتعزيز حقوق الإنسان وترسيخها، وتوفير الإغاثات الإنسانية، والمشاركة في الجهود والمبادرات الجماعية لمعالجة التحديات الحالية والناشئة التي تواجه العالم.
وتواصل الدوحة تقديم مساهمات مالية سخية للعديد من الهيئات والكيانات التابعة للأمم المتحدة، الرامية إلى دعم المشاريع في مجالي التنمية والمساعدات الإنسانية. وتلتزم قطر بتطوير البرامج والمبادرات المستدامة بالتعاون مع الأمم المتحدة.
وخلال العام الماضي قدم صندوق قطر للتنمية مساعدات في شكل منتجات مختلفة أكثر ابتكاراً، وكان هناك العديد من أشكال التعاون مع الأمم المتحدة وتبنى الصندوق بالتعاون تنفيذ ودعم أهداف التنمية المستدامة، ويستمر الصندوق بالعمل مع الأمم المتحدة والمانحين الدوليين للوصول إلى الأهداف المرجوة، عن طريق توفير دعم مرن للعديد من منظمات الأممية، والعمل مع منظمات كالبرنامج الإنمائي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، واليونيسف، ووكالة الأونروا.
وفي 9 سبتمبر 2020، أحيت مؤسسة التعليم فوق الجميع إلى جانب شريكيها العالميين اليونيسف واليونسكو اليوم الدولي الأول لحماية التعليم من الاعتداءات، وذلك عقب إجماع قادة ونشطاء العالم على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية وملموسة لحماية التعليم من الاعتداءات، وإعلانهم أن الصمت تجاه القتل المتعمد للأطفال في الفصول الدراسية يضع صانعي القرار على الجانب الخاطئ من التاريخ.
وأعلن هذا اليوم الذي سيتم الاحتفال به سنوياً في التاسع من سبتمبر بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 74/275، عقب دعوة وجهتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة «التعليم فوق الجميع» وعضو مجموعة المدافعين عن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، ليكون اليوم الدولي لحماية التعليم من الاعتداءات منصة عالمية لصناع القرار لتركيز جهودهم على حماية التعليم في فترات النزاع وبناء السلام. ويلفت هذا اليوم الانتباه إلى محنة أكثر من 75 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 3 أعوام و18 عاماً يعيشون في 35 دولة متأثرة بالأزمات وبحاجة إلى دعم تعليمي عاجل.