

أحمد الأنصاري: الشارع أحيا الاهتمام بالقراءة حتى في ظل الجائحة
يحيي دلول: ابن الريب عوّض الكتاب عن تبعات إلغاء المعرض
د. هتمي خليفة الهتمي: نتمنى نقله إلى مكان أكثر حيوية في كتارا
ميثة سلطان: روايتي شهدت نوعاً مختلفاً وجديداً من التسويق
في ظل استمرار جائحة كورونا، والتي من توابعها إلغاء معرض الكتاب، أصبح شارع ابن الريب في الحي الثقافي كتارا، متنفساً للكتاب القطريين للتعريف بإصداراتهم الجديدة، والتواصل مع الجمهور من عشاق القراءة، فضلا عن كونه منفذ بيع أيضاً لدور النشر المشاركة.
وأكدت مجموعة من الكتاب لـ»العرب» أن إصداراتهم الأخيرة شهدت ترويجاً مختلفاً هذا العام بسبب جائحة كورونا التي أُلغي على إثرها معرض الدوحة الدولي للكتاب الذي يقام سنوياً، وأجمعوا على أن شارع ابن الريب قام بدور كبير، حيث ساهم في إنعاش روح الاهتمام بالقراءة في ظل غياب معرض الكتاب، مطالبين بأهمية الترويج للشارع بشكل مكثف لجذب أعداد أكبر من كافة الشرائح العمرية، إضافة إلى تغيير مكانه ليصبح على امتداد الإطلالة البحرية لكتارا، إذ يتجمع الزوار قرب منطقة المطاعم ومواقف السيارات، وبالتالي يتسنى للجميع رؤيته وزيارته ليصبح الشارع بمثابة منارة ثقافية للجميع.
«الشباب.. وحديث الذكريات»
تحدث الكاتب أحمد علي الأنصاري عن كتابه الأخير «الشباب وحديث الذكريات» قائلاً: تطرقت فيه لموضوعين الأول رياضي، وكيف بدأت بعض الألعاب في قطر، ومنها كرة القدم اللعبة الشعبية المفضلة في العالم. وكيف أثرت في تقدم الحركة الرياضية في الدولة، والتي شملت جميع الألعاب الأخرى حتى أن الدوحة أطلق عليها «عاصمة الرياضة»، وهذا دليل على تقدمها الرياضي، والموضوع الآخر هو «من هم الشباب»، والذي يتناول المطلوب من الشباب أن يقدموه للدولة والمطلوب من الدولة تجاه الشباب.
وبسؤاله عن أهمية شارع الريب، قال إن اختيار اسم الشارع بابن الريب الشاعر العربي القدير من قبل إدارة الحي الثقافي لتطلقه على شارع ينبض بالحياة الثقافية والأدبية في كتارا، يعد تشجيعاً للمؤلف القطري على إبراز مواهبه في الكتابة، التأليف، الشعر ليرتبط اسمه بهذا الفن الحيوي الجميل، مشيداً بحسن الاختيار ليسير المؤلفون القطريون على نهج هذا الشاعر المميز، وتوجه بالشكر إلى إدارة الحي الثقافي التي أبرزت المؤلفين والكتاب القطريين من خلال اهتمامها بانطلاق هذا الشارع لتبقى روح الاهتمام بالقراءة مستمرة حتى في ظل الجائحة.
نشر الثقافة والمعرفة
ويرى الكاتب الاقتصادي يحيى دلول أن شارع ابن الريب في الحي الثقافي كتارا لعب دورا كبيرا في نشر الثقافة والمعرفة بعد إلغاء معرض الكتاب والنشر السنوي في الدولة بسبب جائحة كورونا، منوها بأن هذا الشارع يضم العديد من ثمار المعرفة المختلفة التي تغذي العقل والروح لكل عشاق العلم والقراءة، مشيداً بنجاح الشارع من حيث تعويضه الآثار السلبية التي خلفتها الأزمة على مبيعات الكتب، فهو شارع أشبه بشجرة الحكمة التي تتشعب أغصانها في كل مكان وتزهر ثمار الحكمة لجميع الناس، حسب وصفه.
وتناول «دلول» موضوع إصداره الأخير (الاقتصاد الذهبي في زمن الخليفة عمر بن عبدالعزيز)، والذي سلط الضوء فيه على إصلاحات الخليفة عمر بن عبدالعزيز الاقتصادية التي استطاع من خلالها توظيف الأدوات الاقتصادية لتصب في مصلحة الدولة من خلال الاستغلال الأمثل للموارد ورفع الكفاءة الإنتاجية التي ساهمت في زيادة نصيب الفرد من الدخل الوطني، وتحقيق العدالة الاجتماعية في مدة لا تتجاوز السنتين ونصف السنة، حتى قال كلمته المشهورة انثروا القمح على رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين.
خطوة ذكية لجذب القُراء
وقالت الكاتبة ميثة سلطان: إن روايتها الأخيرة (ثمة في جوفي سلام) شهدت نوعاً مختلفاً من التسويق من خلال شارع ابن الريب، الذي اعتبرته خطوة ذكية لجذب القُراء وإتاحة الفرصة للكُتاب بمعايشة تجربة مصغرة لمعرض الكتاب الدولي.
وأضافت: من خلال تدشين إصداري الثاني شاهدت نوعاً مختلفاً من نشاط مبيعات الكتب لهذه السنة في ظل ظروف أزمة كورونا، والتي شعرت بأنها خطوة جيدة، وأشكر كل القائمين على جهودهم المبذولة في تحقيق رسالة القراءة و الكتابة بالشكل المطلوب.
وتناولت ميثة في حديثها نبذة عن روايتها العاطفية التي تدور أحداثها حول شخصية منعزلة تواجه مخاوفها في الفقد بينما تحاول التلذذ بالنعم قدر المستطاع لمحاربة شعور الفقد في صراع مع الوقت بين الماضي والحاضر، بينما تعلقها بالتفاصيل الصغيرة يعوقها عن المضي بسلام.
وأشارت إلى أنها خلال رحلتها لكتابة الرواية تعلمت الكثير من القيم ومنها على سبيل المثال استشعار النعم والتلذذ بها، وأن التعلق بالتفاصيل الصغيرة يضفي جمالا لليوم العادي، حيث يكمن السر في خيط رفيع جداً مفاتحه حوار الذات والاستماع إلى الذات.
بديل مؤقت للمعرض
واعتبر الكاتب الدكتور هتمي خليفة الهتمي شارع ابن الريب بديلاً مؤقتاً لمعرض الكتاب الذي كان ينتظره الكتاب سنوياً خاصة في ظل توقف انطلاقه بالتزامن مع جائحة كورونا ضمن الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة لمكافحة لانتشار الفيروس، منوها بأن نسبة مبيعاته كانت تصل إلى نسبة تقارب ٩٠ ٪ رغم قصر مدة إقامته.
وأضاف: «أتمنى إقامة معرض الكتاب هذا العام بمدة مضاعفة غير المعتاد ليعوض الكتاب ما فاتهم بسبب كورونا، وأرى كذلك أنه يمكن الترويج بشكل أكبر لشارع ابن الريب من خلال تغيير مكانه ليصبح في مكان حيوي على البحر مثلاً باعتبارها منطقة أكثر حيوية على عكس مكانه الحالي وأن يكون قريبا من مواقف السيارات ليتسنى للجميع رؤيته وزيارته، فضلاً عن دعوة المشاهير للترويج له على مواقع التوصل الاجتماعي، وجذب عدد أكبر من الجمهور من خلال إقامة ورش تدريبية للجمهور تتعلق بالكتابة وغيرها من الموضوعات الجاذبة».
ولفت الهتمي إلى آخر إصدارته كتاب «الكون بين يديك»، والذي يتحدث فيه عن اكتشاف جوانب الفيزياء الفلكية من خلال معلومات وحقائق، وكذلك له كتاب آخر بعنوان «أخطر ١١ كوكب في الكون».