انهمرت الدموع من عيني الطالبة السورية نغم عزيز الحامد (الصف السابع) وهي تحدّثنا بحزن عن تجربة انقطاعها عن التعليم لأكثر من عام، بسبب ظروف الأزمة المتواصلة في بلادها واضطرارها للانتقال لدولة قطر، وبصوت متقطّع قالت: كنت أتألم كل صباح عندما كنت أرى من نافذة منزلنا بنات في مثل سنّي يصعدن إلى باصات المدارس، فيما أنا حبيسة جدران المنزل .
بعد وصولها للدوحة، بقيت نغم فصلا دراسيا دون الالتحاق بالمدرسة، إلا أن جاءها الفرج بافتتاح مدرسة إحسان الثانية، كونها نموذجا لمدرسة غير ربحية، تقدّم حلولا عملية من خلال التعليم الاستدراكي لأبناء الجاليات العربية المقيمين بقطر، ممن اضطرتهم ظروفهم للانقطاع عن المدارس أو عدم الالتحاق بها، خصوصا الدول التي تعاني من الأزمات.
تقول عن اللحظة التي علمت فيها بقبولها في المدرسة: شعور لا يوصف، فقد قفزت من فرحي عندما سمعت الخبر ، وتخبرنا بأنها تُقبِل على كتابة الواجبات والمذاكرة بشغف، وأنها تسابق الزمن لتعويض ما فاتها، وأعربت عن شكرها لدولة قطر ولكل من كان له دور في إنشاء هذه المدرسة (قطر الخيرية الشريك الرئيس ومشغِّل المدرسة، بالتعاون مع كل من: مؤسسة عفيف، والمؤسسَين: وزارة التعليم والتعليم العالي ومؤسسة التعليم فوق الجميع). وأعربت عن أملها في أن تستقطب المدرسة مزيدا من طلبة الجاليات العربية الذين اضطروا للتوقف عن الدراسة (يدرس في المدرسة 482 طالبا وطالبة في كل المراحل على فترتين).
لم تكن نغم الوحيدة التي مرت بهذه التجربة (فحوالي نصف طالبات مدرسة إحسان 2 من الطلبة السوريين)، ومنهن أسرى صلاح الدين مراد التي قالت لنا إنها تدرس حاليا في الصف السابع، فيما يفترض أن تكون فعليا في الصف التاسع، وعن السبب أخبرتنا بأنها توقفت سنتين عن الدراسة بسبب الأحداث في بلادها والانتقال لقطر إلى أن قبلت بمدرسة إحسان 2 .
تعبر عن سعادتها بالقول: بعد أن أحاط بي اليأس، جاء القبول بالمدرسة ليمثل بارقة أمل لتحقيق أحلامي، معربة عن أملها بأن تكون محامية في المستقبل لتدافع عن حقوق الأطفال التي تنتهك في الأزمات، ووجهت شكرها لأهل قطر لقبولها في المدرسة، وتوفير كل المستلزمات الدراسية والمواصلات للطلبة بالمجان.
بدورها تحدثنا الطالبة مريم سعد عن معاناتها قائلة: توقفت عن الدراسة حوالي سنة بسبب البيئة غير الآمنة في بلدي، وعندما وصلت لقطر بدأت أدرس بنفسي في البيت بدون التزام دقيق، ولكن بعد قبولي بمدرسة إحسان الثانية مع بداية العام الدراسي الحالي، وجدت نفسي ملتزمة بمتابعة دروسي أولا بأول، فضلا عن أن المدرسة وفرت لي بيئة جيدة من الصديقات وأعادت الابتسامة لحياتي، منوهة بأنها تتطلع إلى أن تكون طبيبة في المستقبل.
الأزمة هي لحظة فارقة وحاسمة وحرجة في نفس الوقت وغالبا ما تقع في وقت لا يختاره المتأثرون بها فطابعها الفجائي يجعلها حدثا استثنائيا.
تنوعت الأزمات الإنسانية، فمنها الأمراض والأوبئة ومنها الكوارث الطبيعية والنزاعات.
هناك لاجئون اليوم في شتى بقاع الأرض بسبب الأزمات التي هي بفعل الإنسان وهناك مشردون بسبب الكوارث الطبيعية.
الحصول على بعض الأدوية والوقاية من الأمراض المعدية يعد تحديا لدى البعض أما أن تقي نفسك وعائلتك من بطش النزاعات فتلك رواية أخرى.
جميل أن تأوي نازحا وتؤمن حياة كريمة لمن ترك بيته ولا مأوى له لكن الأجمل من ذلك أن تنتصر لإنسانيتك دائما وفي جميع الظروف أن تكون معطيا في الظروف العادية أمر رائع لكن الأروع منه أن تتحرك في الظروف الاستثنائية.
لننتصر بذلك للإنسانية التي لا تعرف حدودا جغرافية لنتجاوز بذلك جميع العوائق مهما كانت ونقدم يد العون لمن هم في حاجة إليها.
الثلج يرسم الفرحة على الوجوه ويدخل البهجة على القلوب ولكنه للبعض مصدر قلق وألم، انضموا إلينا أنتم وأطفالكم في مول الحزم اليوم الأحد 8 مارس (من الساعة 5 وحتى التاسعة مساء)، حيث تتواصل فعاليات حملة حق الشام التي تقام بهدف التوعية بمعاناة النازحين واللاجئين السوريين، وجمع التبرعات لصالح الحملة.
هذه دعوة لجميع الأسر للمشاركة في هذه الفعاليات والأنشطة، وليكتشفوا بياض كرة الثلج ولينشروا الدفء والسلام في أوساط من هم في أشد الحاجة إلى الإيواء والغذاء وأدوات التدفئة.
وهي دعوة أيضا للمشاركة في فعاليات وأنشطة أخرى في إطار تواصل حملة حق الشام التي تقام في مول الخليج في الفترة من 12 وحتى 14 مارس الجاري في نفس الزمن.
ونذكركم بأنه بإمكانكم أنتم وأطفالكم التبرع للحملة عبر المحصل الذي سيكون موجودا لاستقبال تبرعاتكم بموقع الفعاليات.
قالت الإعلامية أسماء الحمادي الناشطة على مواقع التواصل والمذيعة بقناة الجزيرة: إن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تلعب دورا مهما في استقطاب الدعم للعمل الإنساني ونشر فضائل العمل الخيري لأكبر شريحة في المجتمع. وأضافت أنه يجب على القائمين على مؤسسات ومنظمات العمل الإنساني توظيف الإعلام الجديد لأثره الكبير في مجتمعاتنا ولقلة كلفته وسرعة إيصاله للمعلومة. جلسنا إليها في دردشة عن أثر وسائل التواصل الاجتماعي في مجال العمل الإنساني، فماذا قالت؟
مشوارك مع العمل الخيري
تطوعت مع قطر الخيرية عام 2015 وشاركت في مبادرات إنسانية داخل وخارج قطر وما زلت عنصرا فاعلا في حملات الإغاثة لجمع التبرعات من خلال وجودي على منصات التواصل ومشاركاتي الشخصية سعياً لرسم ابتسامة على وجه محتاج ولو بالقليل من خلال التبرع ومد يد العون والمساعدة.
إسهام وسائل التواصل الاجتماعي في خدمة العمل الإنساني
وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت لغة العصر لأنها سهلت إيصال الرسالة بأسرع وقت وبأقل مجهود مما ساهم في خدمة القضايا الإنسانية.
زياراتك لمخيمات اللاجئين وعكسها على مواقع التواصل الاجتماعي
نقلت لمتابعي على منصات التواصل أثر تبرعاتهم الإيجابية على المستفيدين في بلدان اللجوء مثل بنغلاديش وتركيا ولبنان وعكست شكر المحتاجين لمن بادر بالمساعدة لتحسين أحوالهم خاصة خلال الأزمات التي تحرمهم من أبسط حقوقهم.
الدروس المستفادة من واقع حضورك على شبكات التواصل الاجتماعي
منصات التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين، إيجابا وسلبا، ولتبني لنفسكَ إرثاً تفخرُ بهِ دوما يجب الحفاظ على سمعتكَ والقيام بما يشرف مسيرتك في المجال الإنساني.. هي وسيلة عظيمة إن استخدمت بطريقة صحيحة بعيداً عن السعي وراء الشهرة.
الإعلام ودوره في تعزيز مفهوم العمل الإنساني
الإعلام له دور هام في تسليط الضوء على القضايا الإنسانية ونقل الصورة بتفاصيلها للمشاهد أو المستمع أو القارئ، والآن الإعلام الجديد ساند الإعلام التقليدي بالنشر والترويج للقضايا الإنسانية لتصل إلى أكبر شريحة في المجتمع، الأمر الذي ساهم في المسارعة لتلبية احتياجات المتضررين والمحتاجين. الإعلام التقليدي والحديث وجهان لعملة واحدة، فهما يساهمان في خدمة الإنسان.