بقطاع النفط والغاز على مدار العقد الماضي.. «بوسطن كونسلتينج جروب»:

وقود ضمن أفضل 20 شركة عالمية أداءً في إجمالي عائد المساهمين

لوسيل

الدوحة - لوسيل

شكلت جائحة (كوفيد- 19) تحدياً إضافياً للشركات العاملة في قطاع النفط والغاز حول العالم، حيث زاد الانخفاض الحاد في الطلب، والذي يُعد الأكبر في التاريخ، الضغط على هذه الشركات نتيجة التراجع المستمر في إجمالي عائد المساهمين (TSR). ومع ذلك، وعلى الرغم من الاضطرابات طويلة الأجل، وتدهور أداء إجمالي عائد المساهمين بشكل مطرد على مدى العقد الماضي، فقد حافظت بعض الشركات على مكانتها كشركات رائدة في خلق القيمة في قطاع النفط والغاز، وذلك وفقاً لتقرير جديد أطلقته مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب وأظهر التقرير الذي جاء بعنوان التنويع مقابل الانضباط: خلق القيمة في قطاع النفط والغاز 2021 ، أن شركة قطر للوقود (وقود) تعد واحدة من بين أفضل 20 شركة عالمياً أداءً في إجمالي عائد المساهمين على مدار السنوات الثلاث والخمس والعشر الماضية.

وتضمن التقرير الشركات التي تقدر قيمتها بأكثر من 6 مليارات دولار (اعتباراً من 1 يناير 2020)، وكان لديها تعويم حر بنسبة 20٪ على الأقل، وكانت موجودة قبل عام 2015. وتناول التقرير أداء إجمالي عائد المساهمين (TSR) على مدار دورة أسعار مدتها 10 سنوات من يوليو 2010 حتى يوليو 2020.

وقدمت هذه التحليلات رؤى إضافية حول كيفية تغير أداء الشركات خلال فترات شهدت أسعار نفط وبيئات سوق مختلفة.

وقال خوان فاسكويز شريك ومدير مفوّض في بوسطن كونسلتينج جروب: إن خلق القيمة في هذا القطاع كان ولا يزال يمثل تحدياً لعدة سنوات نتيجة مجموعة من العوامل، وقد شهد قطاع النفط والغاز تراجعاً مقارنة مع القطاعات الأخرى. ومن المهم معرفة أفضل الشركات أداءً في إجمالي عائد المساهمين في قطاع النفط والغاز، مثل شركة وقود التي أظهرت اتساقاً في عملياتها رغم التحديات المستمرة في القطاع. ويُعد نمو الأرباح والتغيير في التقييم المتعدد، والتدفقات النقدية، بمثابة المكاسب الرأسمالية التي مكنت الشركة من احتلال مكان لها بين أفضل 20 شركة في العالم، وهي الجوانب التي تم تعزيزها من خلال إستراتيجيات الأعمال والمستثمرين وتلك المتعلقة بالشؤون المالية .

ويتم قياس أداء إجمالي عائد المساهمين على أنه العائد من استثمار الأسهم - مع افتراض إعادة استثمار جميع أرباح الأسهم في المخزون وهو حصيلة عوامل متعددة، مثل نمو الأرباح، والتغير في التقييم المتعدد، ومساهمة التدفق النقدي. أولاً، يتم تقييم التغيرات الأساسية في القيمة من خلال مزيج من نمو الإيرادات وتحولات الهامش. ثانياً، يتم تحديد تأثير توقعات المستثمرين عند أخذ التغييرات في مضاعفات تقييم الشركة في الاعتبار، والتي يمكن أن تنطوي - على سبيل المثال لا الحصر - على عوامل الخطر، والسياسات المالية، وتغييرات المحفظة، وتوقعات النمو والربحية. وأخيراً، يتم تتبع توزيع التدفق النقدي الحر على المستثمرين وحاملي الديون في شكل توزيعات أرباح، وإعادة شراء الأسهم، وسداد الديون، مع مساهمة مدفوعات التدفق النقدي الحر في إجمالي عائد المساهمين للشركة.

وقد وجد تقرير بوسطن كونسلتينج جروب، أن شركات النفط العالمية سجلت أداءً ضعيفاً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 فيما يتعلق بإجمالي عائد المساهمين لأكثر من عقد من الزمن. وبعد تسجيلها أداءً جيداً على مؤشر ستاندرد آند بورز 500 في إجمالي عائد المساهمين السنوي على مدى السنوات الخمس السابقة، حققت شركات النفط العالمية إجمالي عائد مساهمين سنوي متوسط بنسبة -7% أي أقل من نصف الشركات المدرجة على المؤشر - من يناير 2009 إلى ديسمبر 2015. وعلاوة على ذلك، فقد سجل القطاع إجمالي عائد مساهمين سنوي متوسط - ارتفاع أسعار الأسهم بالإضافة إلى الأرباح بنسبة -2% للسنوات الخمس الماضية من 30 نوفمبر 2015 حتى 30 نوفمبر 2020.

ومن جانبه، قال جان كريستوف برنارديني شريك ومدير مساعد في بوسطن كونسلتينج جروب تساعد التغييرات في الإستراتيجية والعوامل الخارجية في شرح أسباب ضعف أداء الصناعة . منذ عام 2009، حيث استثمرت الشركات بشكل مفرط في الأصول عالية التكلفة، والتي حققت عوائد أضعف. وعلاوة على ذلك، كانت مخاوف المستثمرين المتزايدة، وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري، والمنافسة من مصادر الطاقة المتجددة، تؤثر على أسعار الأسهم حتى قبل انتشار جائحة كورونا.

ووفقاً للتقرير، يتوقع ثلثا المستثمرين الذين شملهم الاستبيان أن يعود الطلب إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا (كوفيد- 19) في النصف الثاني من عام 2021، وأن ترتفع أسعار النفط. ومع ذلك، يتوقع عدد قليل من المستثمرين أن تحقق الشركات استفادة من هذا الاتجاه الصعودي، حيث يتوقع 60٪ أن متوسط إجمالي عائد المساهمين للقطاع خلال العامين المقبلين لن يكون أعلى مما كان عليه خلال العامين الماضيين. وفي الواقع، خلال السنوات الأخيرة، انخفضت القيمة الرأسمالية لبعض شركات النفط العالمية الرائدة في سوق الأوراق المالية إلى ما دون تلك التي تمتلكها الشركات الرائدة في مجال الطاقة المتجددة.

ومن جهته، قال السيد توماس إستيفيز/ مدير في بوسطن كونسلتينج جروب: يجب على شركات النفط والغاز اتخاذ خطوات استباقية وقرارات مهمة بشأن درجات التنويع وتحسين المحفظة وتعزيز التميز في أداء عملياتها (على سبيل المثال من خلال بناء القدرات الرقمية) لخلق القيمة واستعادة ثقة المستثمرين. وبينما تستعد هذه الشركات للمستقبل، يجب أن تضع خلق القيمة للمساهمين في طليعة أولويات عملياتها إذا ما أرادت الاستمرار وتحقيق النجاح.