إدارة ترامب تدافع عن قرار حظر السفر المثير للجدل

لوسيل

لوس انجليس - أ ف ب

واجهت وزارة العدل الاميركية الثلاثاء جلسة استماع صعبة تزامنا مع مطالبتها محكمة استئناف باعادة العمل بمرسوم اصدره الرئيس دونالد ترامب يمنع موقتا اللاجئين ومواطني سبع دول ذات غالبية مسلمة من دخول الولايات المتحدة.

وتأتي الجلسة بعد اربعة ايام من قرار قاض فدرالي تعليق العمل بمرسوم ترامب مشرعا حدود الولايات المتحدة لآلاف اللاجئين والمسافرين الذين منعوا فجأة من دخول البلاد عقب القرار التنفيذي الذي اصدره ترامب في 27 يناير.
وترأس ثلاثة قضاة في محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو جلسة استماع مدتها ساعة عبر الهاتف تابعها اكثر من 130 الف شخص عبر الانترنت وهو رقم اعتبرته المحكمة قياسيا، فيما نقلت احداث الجلسة لملايين آخرين عبر التلفزيون.
وافاد محامي دفاع الحكومة خلال الجلسة ان مخاوف متعلقة بالامن القومي دفعت ترامب لاتخاذ قرار حظر المهاجرين، معتبرا ان القاضي الفدرالي قد تجاوز سلطاته حينما أوقف العمل بالقرار.
وقال محامي وزارة العدل اوغوست فلينتجي هذا قرار امني وطني تقليدي منوط بالهيئات السياسية والرئيس مؤكدا ان ترامب عمل ضمن سلطاته الدستورية.
وركزت جلسة الثلاثاء على مناقشة انه كان يجب رفع الحظر وليس مدى دستورية القرار، في معركة قضائية يتوقع ان تصل إلى المحكمة العليا.
ورجح متحدث بان تصدر محكمة الاستئناف قرارا في وقت لاحق هذا الاسبوع.
وبدا القضاة مشككين بوجهة نظر الحكومة خلال الجلسة حتى ان القاضي ريتشارد كليفتون اعتبرها غامضة .
وطلب القضاة من فلينتجي دليلا يربط الدول السبع (ايران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن) بالارهاب وضغطوا عليه بالاسئلة عما اذا كان الحظر بمثابة تمييز ديني، كما يدعي معارضوه.
- تمييز ديني -ويصر البيت الابيض من جهته على ان القرار يهدف الى اعطاء الادراة الجديدة وقتا لتعزيز اجراءات التدقيق منعا لدخول ارهابيين محتملين البلاد.
الا ان المعارضين يعتبرونه انتهاكا للدستور عبر التمييز بين الناس بسبب انتمائهم الديني.
وحض محامون يمثلون ولايتي واشنطن ومينيسوتا، اللتين رفعتا الدعوى الفدرالية ضد الحظر بدعم من عدة مجموعات حقوقية، المحكمة على الابقاء على تعليق العمل بالمرسوم إلى حين البت في القضية.
وقال المحامي العام عن واشنطن نواه بورسل ان الحكم القضائي لم يكن يوما في التاريخ الحديث اهم مما هو الآن، الا ان الرئيس (...) يطالب باعادة العمل بالامر التنفيذي دون مراجعة قضائية كاملة، محدثا الفوضى مجددا في البلاد .
ومن ناحيته، لم يكن القاضي كليفتون مقتنعا بان الحظر يعتبر بمثابة تمييز ديني مشيرا الى ان نسبة المتأثرين بالقرار لا تتجاوز 15 بالمئة من مسلمي العالم.
من ناحيتهم، يرى محللون ان محاولة اعادة العمل بالمنع تواجه تحديات جمة.
وقال استاذ القانون في جامعة بيسبورغ آرثر هلمان انه رغم غياب القدرة على توقع الجهة التي يميل اليها القضاة، الا انه سيتفاجأ اذا قرروا الوقوف إلى جانب الحكومة.
وقال ان فلينتجي وجد صعوبة في الاجابة على العديد من الاسئلة ولا أعتقد بان القضاة كانوا مرتاحين لاجاباته .
واضاف لم يكن جاهزا بما فيه الكفاية كما هو متوقع من محام للحكومة الاميركية .
واحدث قرار ترامب بمنع جميع اللاجئين من دخول الولايات المتحدة مدة 120 يوما ومنع المسافرين من الدول السبع مدة 90 يوما فوضى في المطارات الاميركية وادانة عالمية. ويمنع القرار دخول اللاجئين السوريين إلى اجل غير مسمى.
وبدا البيت الابيض في وقت سابق الثلاثاء مستعدا لاحتمال الا يكون الحكم في صالحه عبر التقليل من اهميته.
وقال المتحدث باسم البيت الابيض شون سبايسر للصحافيين ان ما سيصدر هو قرار مؤقت بشان تطبيق المرسوم ام لا، إلى حين البت في القضية ولهذا أعتقد باني اشعر بالثقة .
- انتهاكات -وفي السياق ذاته، قدمت منظمتان حقوقيتان شكوى الاثنين لوزارة الامن الداخلي تفيد بان مسؤولي الهجرة الاميركيين انتهكوا مرارا حقوق المهاجرين غير الشرعيين الذين منعوا من دخول البلاد اثر القرار.
الا ان وزير الداخلية جون كيلي نفى ان يكون ضباط الجمارك وحرس الحدود تصرفوا بطريقة غير مناسبة رغم اقراره بحصول ارتباك كبير عقب صدور قرار ترامب.
وفي محاولته الحد من الهجرة غير الشرعية، اصدر ترامب الشهر الماضي مرسوما آخر يقضي ببناء الجدار الذي وعد به على الحدود مع المكسيك، وهو ما ادى غلى توتر العلاقات بين البلدين الجارين.
وفي هذا السياق، اتفق كيلي مع نظيره المكسيكي بعقد لقاء قريبا في مكسيكو دون الاعلان عن تاريخ، وفقا لمسؤولين.
وأفاد بيان من الحكومة المكسيكية ان كيلي ناقش مع ميغيل انخيل اوسوريو شونغ التقدم الحاصل لضمان الامن على جانبي الحدود .