قال عبد الهادي آهن مدير ادارة تقنية المعلومات بمصرف قطر المركزي ورئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر أمن المعلومات في القطاع المالي في دورته الرابعة تحت شعار الاختراقات الالكترونية وتأثيرها على الاقتصاد ان الدورة هذه نجحت في استقطاب عدد كبير من المشاركين والمتحدثين الى جانب الزوار، لتكون الدورة الرابعة متميزة عن السابقة، مشددا في حديثه على هامش اختتام المؤتمر مساء أمس، ان دورة العام تزامنت مع الاحداث التي تمر بها المنطقة والعالم بشكل عام، وتابع قائلا منذ انطلاق الاستعداد الى تنظيم المؤتمر عمل الفريق المنظم بشكل دؤوب من اجل توسيع قاعدة المشاركين من مختلف انحاء العالم، وقد تمكنا من استقطاب العديد من المشاركين والزوار، حيث كسر عدد المشاركين والزوار للمؤتمر والمعرض المصاحب له حاجز التوقعات التي تم وضعها قبل تنظيم المؤتمر، حيث وصل عدد الحاضرين الى 3300 مشارك وزائر، بعد ان كنا نستهدف 2500 مشارك، وهو ما يعكس اهمية هذا المؤتمر الذي تنظمه دولة قطر للمرة الرابعة على التوالي .
واوضح رئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر أمن المعلومات في القطاع المالي انه حتى اليوم الثاني سجلت زيادة في عدد المشاركين بنحو 200 شخص، بعد ان بلغ عدد المشاركين في اليوم الاول نحو 3100 مشارك ليرتفع الى 3300 مشارك في اليوم الثاني وهو ما يؤكد الاهتمام الشديد بهذا المجال الحيوي والحساس، حيث سجلنا توافد الخبراء والمختصين داخل دولة قطر وخارجها، منذ الساعات الاولى للمؤتمر ومتابعتهم لمختلف الجلسات والنقاشات التي تم تسجيلها، مضيفا ولابد من التنويه بالدعم اللامحدود للمسؤولين عن القطاع المالي وفي مقدمتهم سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني محافظ مصرف قطر المركزي وسعادة الشيخ فهد بن فيصل آل ثاني نائب المحافظ، واللذان يوليان اهمية قصوى لمجال امن المعلومات في القطاع المالي، وهو ما يعكس نجاح مؤتمر امن المعلومات في دوراته السابقة وصولا الى الدورة الرابعة .
وتطرق عبد الهادي اهن مدير ادارة تقنية المعلومات بمصرف قطر المركزي ورئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر امن المعلومات في القطاع المالي الى المعرض المصاحب للمؤتمر، حيث كشف ان عدد الشركات التي شاركت في المعرض بلغ 32 شركة عالمية مختصة في حماية المعلومات والبيانات الالكترونية، مشيرا الى ان عدد الشركات الاجنبية التي سجلت مشاركتها لاول مرة بلغ 27 شركة، كاشفا ان 6 شركات اعلنت عن نيتها في فتح قنوات الاتصالات مع الجهات المختصة في دولة قطر بهدف بحث فرص تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون، من خلال دفق استثماراتها في قطر اما من خلال فتح مكاتب مباشرة لها او من خلال فروع تمثيلية في الدوحة، مشيرا الى ان اغلب جنسيات الشركات المشاركة هي من الولايات المتحدة الامريكية وبريطاينا الى جانب بعض الشركات التي قدمت من الهند وماليزيا.
شركات عالمية
واعتبر مدير ادارة تقنية المعلومات بمصرف قطر المركزي ان الاهداف من العمل على دعوة شركات عالمية في تقنيات حماية المعلومات الالكترونية للمشاركة في المعرض، هي تقريب الحلول التقنية من الشركات والبنوك والمؤسسات المالية العاملة في الدولة بدرجة اولى وتوفير الحلول لتطوير ادارة الانظمة وتأمينها، اضافة الى اطلاع الشركات الاجنبية المشاركة في المعرض على الفرص الاستثمارية التي تتوفر عليها دولة قطر بما يتماشى مع توجهات الدولة والتي تهدف الى تنويع الاستثمارات واستقطاب الشركات الاجنبية المختصة في مجال امن المعلومات.
واشار عبد الهادي اهن مدير ادارة تقنية المعلومات بمصرف قطر المركزي الى الدول التي سجلت مشاركتها بتميز وفي مقدمتها دولة الكويت وسلطنة عمان والجمهورية التونسية من خلال الحضور رفيع المستوى للقيادات المصرفية من هذه الدول من خلال حضور محافظي البنك المركزي الكويتي والبنك المركزي التونسي ووفد رفيع المستوى من سلطنة عمان الى جانب حضور دول لاول مرة للمؤتمر الرابع لامن المعلومات على غرار ماليزيا وجورجيا وكازاخستان والعديد من الدول الاسيوية والاوروبية اضافة الى الولايات الامريكية المتحدة وبريطاينا، ودول عربية اخرى.
ونوه رئيس لجنة تنظيم المؤتمر الرابع لامن المعلومات الى التطور الذي شهده المؤتمر من دورة الى اخرى حيث كانت بدايته على المستوى المحلي قبل ان يتوسع ليشمل المستوى الاقليمي لينتقل الى المستوى العالمي، مشيرا الى ان اللجنة المنظمة خيرت ان تكون الدعوة الى المؤتمر مفتوحة وعامة للجميع وهو ما عزز من عدد المشاركين والزوار للمؤتمر والمعرض الذي اتسم بالتثقيف وتقديم الحلول وعرض الجديد من حلول واحدث البرامج، وتابع قائلا لقد خلص المؤتمر الى توصيات سيتم عرضها في ورقة توجه الى مختلف الجهات والمشاركين، خاصة ان الفائدة كانت عامة للجميع .
واختتم مؤتمر امن المعلومات في القطاع المالي دورته الرابعة تحت عنوان الاختراقات الالكترونية وتأثيرها على الاقتصاد والذي ينظمه مصرف قطر المركزي تحت رعاية معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، الذي شرف حفل الافتتاح بالحضور والقاء كلمة بالمناسبة.
أوراق العمل
وشهد اليوم الثاني والختامي للمؤتمر تنظيم 5 جلسات، شارك خلالها 28 متحدثا قدموا أوراق عمل تقنية بحتة حول اهم المستجدات الحاصلة على مستوى امن المعلومات، حيث تم التركيز على مواطن الضعف في الانظمة الالكترونية والتي تكون في بعض الاحيان ناجمة عن ضعف تكوين المنظومة البشرية داخل المؤسسة حول أمن المعلومات والتي تكون مدخلا لقراصنة الانترنت للتسلل الى الشبكات الداخلية للشركات بعد المرور ببروتوكولات الانترنت العادي، مع تقديم ابرز الحلول لتجنب تلك المخاطر عبر تطوير اساليب التدريب للموظفين وتعزيز نظم الحماية وتحديث التطبيقات التي تقاوم الفيروسات الخبيثة التي تضر اما بالحواسيب والخوادم او تكون منفذا للقراصنة.
كما جدد المتحدثون تأكيدهم على اهمية استمرارية الاستثمار والعمل من اجل تطوير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، اضافة الى سبل مكافحة الاحتيال عبر البريد الالكتروني، والامن السيبراني الى 2022 وما بعدها، مع شرح عن الجرائم السيبرانية انواعها واقسامها وطرق مكافحتها، وامن قواعد البيانات، حيث اكد براين فيلبس مدير ثاليس للامن الالكتروني على ان الجرائم الالكترونية اضحت منحى خطيرا ومتطورا في السنوات الاخيرة واصبحت تهدد الاقتصاد العالمي والدول حيث اصبح القراصنة يستهدفون المنظومات الاقتصادية السياسية التي تقوم عليها الدول وبالتالي تعزز تلك الجرائم، كما شاطره في ذلك نيل فيرنانديز رئيس المخاطر بمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في شركة فيزا، والذي اضاف ان المخاطر الالكترونية والجرائم المتعلقة بها لا تقف فقط على الانظمة الالكترونية وانما تطال كذلك بطاقات الائتمان الالكترونية، من خلال سرقة بياناتها واستعمالها لاحقا، مشددا على ضرورة اعتماد التقنيات الحديثة لحماية البطاقات الائتمانية على غرار خاصية الحماية ثلاثية الابعاد، وذلك عند التطرق الى الخدمات المالية الرقمية وطرق حمايتها، مع مناقشة الهجمات على الشبكة المالية العالمية سويفت من خلال تحليل حالة وطرق كشف الغش عبر الانترنت والطرق الصحيحة لإنشاء الدفاعات الاستباقية الحرجة ضد التهديدات السيبرانية الناشئة.
ممارسات الحوكمة
واوضح ستيفن بايلي رئيس الخصوصية بمجموعة ان سي سي وتحديدا ادارة والمخاطر وممارسات الحوكمة، ان الشركات اليوم مطالبة اكثر من ذي قبل باعتماد سياسات حوكمة عالية الدقة فيما يتعلق بأمن المعلومات، من خلال تخصيص جانب من الاستراتيجيات متوسطة وبعيدة المدى بالنسبة لهذا القطاع الحيوي. كما قام المتحدثون بتقييم ومعالجة مخاطر سلسلة التوريد على مستوى المؤسسة والإنترنت وتصور سياسات الأمن السيبراني للقطاعات المصرفية، والتحديات والتوجهات المستقبلية للأمن السيبراني في القطاع المالي، حيث اوضح سكوت مانسون رئيس الامن السيبراني للشرق الاوسط وافريقيا وتركيا بشركة سيسكو ان الادارات التقنية في المؤسسات لابد من العمل على تعزيز نظم الحماية عند المستوى الاولى والمتمثل في بوابة العبور الى الشبكة العالمية بما يحد من مخاطر الاختراقات. فيما شدد المتحدثون في أوراق عملهم على ما ينتظر العالم من تحديات ترافق الهجمات الالكترونية التي تطال النظام المالي العالمي وطرق الدفاع عنه عند التفطن الى تلك الهجمات، كما تم الحديث عن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، تحديات حماية البيانات الحديثة التي يتم انشاؤها، والأمن الالكتروني لفائدة العملاء من تجربتهم في الخدمة الذاتية.