أكد الدكتور محمد بن صالح السادة وزير الطاقة والصناعة أن النفط لن يكون القوة الفاعلة والمحركة للاقتصاد الخليجي مستقبلا، وان الاستثمارات الخليجية في الخارج - والتي وصلت إلى 248 مليار دولار في عام 2015 باستثناء الصناديق السيادية - لن تحقق التنمية الحقيقية والمستدامة التي ننشدها ما لم تقابلها استثمارات أجنبية في مشروعات إنتاجية. وقال السادة خلال انطلاق المنتدى الاقتصادي القطري - السعودي بالرياض أمس إن المتغيرات التي شهدتها المنطقة في ظل تراجع أسعار النفط والمواد الهيدروكربونية، وعدم الاستقرار السياسي في المحيط الإقليمي، فرضت النظر للمستقبل بنظرة واقعية تمتلك الرؤية وترتكز على الواقع والمعطيات المتاحة .
ينظم المنتدى غرفة قطر بالتعاون مع مجلس الغرف السعودية، على هامش معرض صنع في قطر خلال الفترة من 6 إلى 9 نوفمبر الجاري.
وبين أن أمل المواطن الخليجي يتجلى بأن يرى مجموعة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قوة اقتصادية فاعلة ومؤثرة ليس على المحيط الإقليمي فحسب، بل على المحيط الدولي، خاصة وأنها تملك إمكانيات وتزخر بطاقات، قادرة على أن تكون بوابة تمر منها وإليها الاستثمارات في رحلة البناء والتنمية الإقليمية والدولية.
وأوضح أن إحداث تنمية حقيقية ومستدامة في دول مجلس التعاون فلابد أن يكون عبر إيلاء الصناعة قدرا أكبر من الاهتمام، مشيرا إلى استخدام الشعار الذي تبناه معرض صنع في قطر وهو الصناعة .. قاطرة التنمية .
وبين انه من غير اللائق أن تكون مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي لدول المجلس هي 10%، - نسبة متدنية جداً إذا ما قورنت بدول العالم المتقدم-، لافتا إلى أن النسبة الأكبر من هذه الاستثمارات، تتركز على الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة، كصناعة البتروكيماويات والأسمدة، وهي صناعات تمتلكها الحكومات.
وأكد سعادته على ضرورة التنسيق الصناعي بين دول مجلس التعاون في مجال الصناعات التحويلية، وخاصة الصغيرة والمتوسطة منها، مما يُفسح المجال بشكل حقيقي للقطاع الخاص والمبادرات الشابة لان تجد مكاناً لائقاً على خريطة الإنتاج والتصدير، مشيرا إلى دور حكومات المنطقة لضمان وصول مستثمري القطاع الخاص إلى موارد الطاقة والمواد الخام والأسواق الداخلية والخارجية.
آفاق التعاون
وبين أن آفاق التعاون بين رجال الأعمال من الجانبين رحبة ومتسعة ومهيأة لمزيد من الاستثمارات في قطاعات أخرى كثيرة، لافتا إلى ان معرض صنع في قطر يمثل فرصة طيبة لتبادل الأفكار والخبرات والتعريف بالمنتجات والإمكانيات بحيث تتكاتف فيه الآراء والأطروحات والنقاشات للخروج بنتائج مثمرة وموحدة تصب في مصلحة تعزيز التعاون بين دول المجلس. وأشاد المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي بما حققته دول الخليج من إنجازات وطفرات اقتصادية في فترة لا تتجاوز بضعة عقود زمنية، مؤكدا أن المملكة هي أكبر اقتصاد في الشرق الأوسط وإحدى دول مجموعة العشرين.
نمو قوي
كما أن دولة قطر نجحت في تحقيق معدلات نمو اقتصادي متسارع جعلت من الاقتصاد القطري واحدا من أسرع اقتصادات العالم نموا، بل إنه نما منذ العام 1995م حتى الآن بمعدل 20 ضعفا، حيث قفز إجمالي الناتج المحلي القطري من 8 بلايين دولار عام 1995 إلى 166 بليون دولار عام 2015.
وأكد الفالح أن المملكة وقطر تتطلع أن ترى حجم الاستثمار بين البلدين يتضاعف عدة مرات مما يحقق تطلعات القيادتين، وفي هذا المجال نعول أن يقوم القطاع الخاص بدور قيادي.
وقال سعادة الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني رئيس غرفة قطر ننظر للسعودية باعتبارها الحاضنة الكبرى لآمال وطموحات البيت الخليجي، والنموذج المثالي الذي يحتذى به ، لافتا إلى أن تنظيم منتدى أعمال قطري- سعودي هو تأكيد على ألا يكون المعرض مجرد ساحة لعرض المنتجات والصناعات القطرية في السوق السعودي، وإنما فرصة للانطلاق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية التي تربط البلدين إلى آفاق جديدة في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
الأهداف المشتركة
وبين ضرورة أن يكون المنتدى دافعاً ومحفزاً لأصحاب الأعمال لبذل المزيد من الجهد في هذا الجو المفعم بالمودة والإخاء، للوصول إلى أهداف مشتركة، بزيادة علاقات التعاون المشتركة والاستفادة من الفرص التي يخلقها التفاهم والتقارب بين أصحاب الأعمال السعوديين والقطريين، لإزالة المعوقات التي قد تحول دون تدفق الاستثمارات المتبادلة.
واكد أن أساس الشراكة بين البلدين يقوم على اضطلاع رجال المال والأعمال والصناعة بدور أساسي في تحقيق التنمية، من خلال الاستثمار في مشروعات مشتركة تعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين وتحفز النمو الحقيقي لاقتصادهما، داعيا رجال الأعمال انتهاز الفرصة لخلق مزيد من الشراكات والمشاريع المشتركة، للاستفادة من هذه الميزات واستكشاف مجالات التعاون والاستفادة من الخبرات والمعارف.
وقال لا نريد أن تكون لقاءاتنا مجرد مادة للتناول الإعلامي، وعلينا تحقيق أكبر قدر من المكاسب لمجتمع الأعمال القطري والسعودي، سواء بالاطلاع على المستجدات أو متابعة نتائج ومخرجات اللقاءات السابقة .
ورحب الشيخ باستضافة المنتدى الاقتصادي السعودي القطري والمعرض المصاحب له على أرض المملكة باعتبارها الحاضنة الكبرى لآمال وطموحات البيت الخليجي، معتبرًا أن المنتدى والمعرض يعد فرصة كبيرة للانطلاق بالعلاقات الاقتصادية والتجارية التي تربط بين البلدين إلى آفاق أرحب وفرصة هامة للتبادل الخبرات والتجارب.
التجارة البينية
وأعرب رئيس مجلس الغرف التجارية السعودي الدكتور حمدان بن عبد الله السمرين عن سعادته بعقد هذا المنتدى بعد إطلاق رؤية المملكة 2030 وهو ما يتيح مساحة كبيرة للتعاون المشترك بين رجال الأعمال بالبلدين الشقيقين ويعزز التجارة البينية وضخ المزيد من الاستثمارات المتبادلة وهو ما يساهم بشكل كبير في تعظيم الروابط الاقتصادية والاستثمارية.
وأكد الرئيس التنفيذي لشركة استاد، المهندس علي آل خليفة ان الشركة تسعى لتوسع الشركة في منطقة الخليج من خلال تقاسم الخبرات المحققة في قطر، لدعم تحقيق الرؤية الوطنية السعودية 2030.
وبين أن الدافع وراء التوسع خارج قطر يأتي من الخبرة المتراكمة، لافتا الى ان الشركة متكاملة لإدارة المشاريع والأصول ولديها مجموعة من المشاريع التي تعكس الابتكار والخبرة، والمعرفة، والتفوق على مر السنين التي ستكون مفيدة لشركائنا في المملكة العربية السعودية والمنطقة الأوسع. وأكد آل خليفة أن المعرض سوف يفتح آفاقاً جديدة للتعاون بين شركة أستاد والمملكة العربية السعودية، موضحا أن المنتدى والمعرض يمثل منصة مثالية لفتح الباب أمام نمو العلاقات التجارية السعودية المستقبلية في إطار خطط استاد لتوسيع نطاق خدماتها إلى العملاء والشركاء المحتملين في السعودية وفي المنطقة. وفي جناحها بالمعرض أبرزت شركة استاد محفظة مشاريعها في قطر، كدعوة لنظرائها السعوديين لمناقشة الشراكات المحتملة بين قطر والسعودية.
ومن المشاريع المدرجة متحف قطر الوطني ، وصالة علي بن حمد بن العطية، وصالة لوسيل الرياضية، وملعب مؤسسة قطر، وكلية قطر للدراسات الإسلامية وحديقة قطر العلوم والتكنولوجيا، والمبنى الرئيسي لوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، ومباني المدينة التعليمية والبنية التحتية.