أكد السيد عادل الجبير وزير خارجية المملكة العربية السعودية أن الشعب السوري لا يستطيع القبول ببشار الأسد على رأس السلطة، بعد القتل والتهجير والتدمير الذي ألحقه بالبلاد.. مشددا على أن الشعب السوري هو الذي يقرر بدء فترة انتقال سياسي يجب أن تكون بدون الأسد.
وأشار الجبير في تصريحات للصحفيين في لندن اليوم بثتها وكالة الأنباء السعودية ، إلى أن إعلان جنيف 1 دعا إلى ترك بشار الأسد للسلطة ومغادرته الأراضي السورية.. وعبر عن اعتقاده بأن الأسد لن يغير نهجه، المتمثل في قمع المدنيين، خلال الفترة القادمة.
وفيما يتعلق بالمباحثات الروسية الأمريكية حول وقف إطلاق النار في سوريا، أوضح وزير الخارجية السعودي أن المباحثات بين الطرفين ما زالت جارية وهناك احتمالات للتوصل إلى تفاهم حول هذا الشأن، سيتحدد بعدها مدى جدية بشار الأسد وحلفائه في مبدأ وقف إطلاق النار.
وبخصوص العلاقات السعودية الروسية، قال الجبير إن البلدين يتمتعان بعلاقات تتعدى الإطار السوري ويحاولان تطويرها وتعميقها وتقويتها على الرغم من الخلاف بشأن الوضع في سوريا، كما أن لديهما تفاهمات حتى لا يؤثر هذا الخلاف على العلاقات الثنائية.
وبشأن الوضع في اليمن، قال وزير الخارجية السعودي إن بلاده لم تبدأ الحرب هناك، بل بدأها الحوثيون وعلي صالح الذين استولوا على سلطة شرعية، وخرقوا الاتفاق الذي تم التوصل إليه من خلال الحوار الوطني اليمني، كما انتهكوا قرار الأمم المتحدة 2216.
وأشار الى أن الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن حاليا هي حرب دفاعية لحماية الشرعية وردع التهديد عن حدود المملكة.. مضيفا أن الرياض دعمت المفاوضات اليمنية، ولكن الحوثيين وعلي صالح هم من رفضوا المقترح الذي طرحه الممثل الخاص للأمم المتحدة في اليمن، كما أن المملكة أعلنت وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر لكن الحوثيين وصالح قاموا بإطلاق ما يزيد على 20 صاروخا باليستيا باتجاه أراضي المملكة وقتلوا المرابطين على الحدود، ومع ذلك التزمت المملكة بضبط النفس، وعندما فشلت المفاوضات كان للمملكة كل الحق في الدفاع عن حدودها .
وردا على المزاعم التي تقول إن السعودية تستهدف المستشفيات والمدارس في اليمن، قال الجبير إن هذه الاتهامات غير دقيقة ومنحازة، لأنها تعتمد على جانب واحد ولا تنظر إلى الحقيقة من كافة الزوايا .. مضيفا أن بلاده تقوم بالتحقيقات اللازمة في هذا الشأن ،ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن الحوثيين يجعلون من المستشفيات والمدارس مستودعات للأسلحة وعندما تكون هذه المستشفيات والمدارس مستودعات أسلحة وتستهدف عسكريا بحكم أنها منشآت عسكرية يصور الحوثيون للعالم أن المستهدف هو مستشفيات ومدارس، ولكن تسعى المملكة إلى تصحيح الخطأ ومعالجة الوضع إن وجد بحسب القوانين الدولية ، مستشهدا في هذا السياق بالأخطاء التي وقع فيها البريطانيون والأمريكيون في حربي العراق وأفغانستان.
وعن العلاقات السعودية الإيرانية ، قال وزير الخارجية السعودي إن بلاده لم تغتل دبلوماسيين إيرانيين ولم تقتحم السفارات الإيرانية ولم تهرب الأسلحة إلى الداخل الإيراني لدعم الأقليات ولم تتدخل في دول الجوار ولم تدفع بالطائفية .. مضيفا أن إيران صعدت من لهجتها العدائية بعد توقيع الاتفاق النووي، كما هو مشاهد في لبنان وسوريا واليمن والبحرين، إضافة إلى قيامها بتهريب الأسلحة إلى داخل السعودية والكويت، بينما لا يوجد دليل واحد يشير إلى علاقة السعودية بالإرهاب أو دعمه رغم ما يشاع من مزاعم .
وأكد أن إيران تحاول استخدام الحج من أجل تحقيق مكاسب سياسية، وهو الشيء الذي يرفضه العالم الإسلامي .. مشيرا إلى رفض طهران توقيع اتفاقية الحج رغم التسهيلات التي قدمتها الحكومة السعودية ، مما أضاع الفرصة على الحجاج الإيرانيين الذين ينوون الحج لهذا العام.
ومضى الجبير قائلا إن بيان قمة منظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في اسطنبول في إبريل الماضي، قد أدان تدخل إيران في شؤون المنطقة ودعمها للمنظمات الإرهابية واستخدام الطائفية، وهو البيان الذي صوتت عليه أكثر من خمسين دولة، وهذا ما يوضح عزلة إيران في المنطقة فكثير من الدول قطعت علاقتها معها مثل الصومال والسودان وجيبوتي وغيرها من الدول مما يعطي رسالة واضحة لطهران بأن تتوقف عن تصرفاتها .
كما تطرق وزير الخارجية السعودي إلى الشأن العراقي، قائلا إن مشكلة العراق هي إيران وتدخلها في شؤونه وإدارة المليشيات الشيعية المسؤولة عن كثير من المجازر التي وقعت في ذلك البلد، مما أدى إلى تصاعد الصراع الطائفي وأتاح المجال لنمو تنظيم /داعش/ والتحاق كثير من أهل السنة به بسبب المجازر التي ارتكبت في الفلوجة وغيرها .