أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث أمس عن اختيار تحالف شركة البلاغ للتجارة والمقاولات القطرية وشركة لارسن وتوبرو الهندية كمقاول رئيسي لبناء إستاد الريان الجديد، الذي سيكون مؤهلاً لاستضافة منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 حتى الدور ربع النهائي بسعة تبلغ 40,000 مقعد.
ويأتي هذا الإعلان بعد شهر من انتهاء أعمال الحفريات وتجهيز ملاعب التدريب في محيط الإستاد.
واستضاف مقر اللجنة في برج البدع مراسم توقيع العقد مع ممثلي الشركتين بحضور عدد من مسؤولي اللجنة العليا.
وفي تعليقه على هذا الحدث قال السيد حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث: يُمثل اختيار المقاول الرئيسي لإستاد الريان خطوة مهمة على طريق التحضير لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022، ونحن على ثقة بأن هذا الإستاد سيترك إرثاً مستداماً لأهالي منطقة الريان يتجاوز أثره بطولة كأس العالم، ونحن نرى اليوم بالفعل أولى فوائد هذا المشروع مع قرب إنجاز ملاعب التدريب المحيطة بالإستاد والتي سيتستخدمها نادي الريان البطل الحالي لدوري نجوم قطر في تدريباته للموسم المقبل .
المهندس هلال الكواري، رئيس المكتب الفني للجنة العليا للمشاريع والإرث قال بهذه المناسبة: نتطلع لبدء العمل مع شركة البلاغ القطرية وشركة لارسن وتوبرو لإنجاز مشروع إستاد الريان الذي يتميز بتصميمه الفريد وقيمته المعنوية الكبيرة لدى الجمهور القطري.
ويأتي اختيارنا لهذا التحالف الذي تقوده شركة البلاغ القطرية في إطار التزامنا باستثمار بطولة كأس العالم لكرة القدم لتحقيق إرث اقتصادي مستدام وضمان أن تكون الشركات القطرية المستفيد الأول من الاستثمارات التي تضخها الدولة لاستضافة أكبر الأحداث الرياضية العالمية .
بدوره قال شريدة سعد الكعبي، رئيس مجلس إدارة شركة البلاغ للتجارة والمقاولات: نفخر كشركة وطنية بالعمل مع اللجنة العليا للمشاريع والإرث لإنجاز هذا المشروع الضخم والحيوي، والذي نسعد بإضافته إلى سجل شركة البلاغ القطرية الحافل بالإنجازات إلى جانب شركائنا في شركة لارسن وتوبرو .
من جهته قال الدكتور ينس هوكفيلدت الرئيس التنفيذي لشركة لارسن وتوبرو في قطر: إن اختيارنا إلى جانب شركائنا في شركة البلاغ القطرية لإنجاز أعمال المقاول الرئيسي لإستاد الريان يُمثل مصدر فخرٍ كبيرٍ لنا.
نحن سعيدون بانضمامنا لجهود التحضير لأول بطولة لكأس العالم لكرة القدم تستضيفها المنطقة، وسنبذل كل جهدٍ ممكن لنكون على قدر الثقة التي منحتنا إياها اللجنة العليا لننجز معاً تحفة معمارية تبقى لدولة قطر .
التراث القطري
استُوحِيَ تصميم إستاد الريان - الذي أعْلِنَ عنه في حفل استضافته قلعة علي بن عبد الله العام الماضي بحضور أكثر من 500 ضيف - من التراث المعماري لدولة قطر، إذ يجمع مجموعة من النقوش المعمارية المستخدمة تاريخياً في مختلف المناطق القطرية، كما استوحيت أشكال المباني المحيطة به من الكثبان الرملية التي تُحيط ببيوت الشعر التقليدية.
وحول التصميم المميز للإستاد قال المهندس ياسر الجمال، نائب رئيس المكتب الفني في اللجنة العليا للمشاريع والإرث إن إستاد الريان يحتلّ مكانة خاصة في قلوب المشجعين في دولة قطر، لذلك كان الحرص على أن يعكس تصميم الإستاد هذه الروح القطريّة دون التخلي عن سمات تصاميم الإستادات الحديثة، ليترك إستاد الريان إرثاً مستداماً يستفيد منه أهالي المنطقة والزوار على حدٍّ سواء بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم.
وستبلغ سعة الإستاد المرشح لاستضافة منافسات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر 40,000، وبعد بطولة كأس العالم لكرة القدم ستخفض سعته إلى حدود 20,000 مقعد وسيكون المقرّ الرسمي لنادي الريان، وتجدر الإشارة إلى أن شركتي رامبول وباترن هما من توليتا مهمة تصميم الإستاد.
سلامة العمال
العاملون في إستاد الريان أكملوا مؤخراً 1.3 مليون ساعة عمل دون تسجيل أي إصابات كبرى، وقد احتفل فريق العمل بهذا الإنجاز في حدث استضافه موقع المشروع شارك فيه عمال البناء التابعون لمختلف الشركات والمقاولون العاملون في الإستاد بما في ذلك شركات بن عمران، والنخيل، وكيه إي أو، ورانبل مانكو العالمية، وإيكوم.
وحول سلامة العمال في موقع المشروع قال المهندس عبد الله الفيحاني، مدير مشروع إستاد الريان باللجنة العليا للمشاريع والإرث: يمثل اجتياز 1.3 مليون ساعة عمل دون تسجيل إصابات كبرى أهمية كبيرة بالنسبة لنا، حيث إننا نطبق قواعد صارمة للغاية في الموقع.
وتبقى السلامة أولويتنا القصوى دائماً ونحن نعمل باستمرار على التأكد من اتباع أعلى معايير السلامة والأمن في أي مهمة يتم تنفيذها في الموقع .
وتحرص اللجنة العليا للمشاريع والإرث على تنظيم أيام السلامة واحتفالات توزيع الجوائز في مشروعاتها، حيث يمثل ضمان بيئة عمل آمنة للعاملين في بناء إستادات ومنشآت كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 أولوية قصوى لدى اللجنة العليا.
الموسم المقبل
المهندس عبد الله الفيحاني، مدير مشروع إستاد الريان في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، علق على ذلك قائلاً: نحن نحقق تقدماً ملموساً في تشييد ملاعب التدريب ونتطلع لتسليمها في أغسطس 2016، وذلك لضمان أن تكون جاهزة ليستخدمها نادي الريان بدءاً من الموسم القادم وحتى انتهاء العمل في إستاد الريان الجديد.
وقد بُنيت المرافق المؤقتة التي تتكون من جزئين رئيسيين بالتنسيق مع نادي الريان بحيث تُلبي متطلباته، وتضم هذه المرافق مبنى إدارياً و6 ملاعب تدريب ومضماراً للجري بالإضافة إلى غرف لتبديل الملابس، وغرفة للمؤتمرات الصحفية بالإضافة إلى مساحة مخصصة للنقاهة، تشمل أماكن خاصة للحمام الثلجي وساونا وجاكوزي تشبه تلك المتوافرة لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز . وأضاف: يبلغ عمق الحفريات في الإستاد 6 أمتار وقد تم الانتهاء من حفر 210 آلاف متر مكعب في موقع الإستاد، وسيتم استخدام المواد الناتجة عن الحفريات كمواد أولية في المشروع الرئيسي وذلك في إطار التزامنا بمعايير الاستدامة.
ومع تقدم العمل في مشروع قطر مول وطريق دخان السريع ومترو الدوحة في المنطقة المحيطة، سيتغير وجه المنطقة بشكل كامل مع إتمام بناء الاستاد سنة 2019 .
جائزة دولية
نالت اللجنة العليا للمشاريع والإرث جائزة أفضل تصميم إستاد لهذا العام عن إستاد الريان خلال كونغرس الإستادات العالمي 2016 الذي استضافته الدوحة الشهر الماضي.
وتلقى عبد الله الفيحاني مدير مشروع إستاد الريان في اللجنة العليا للمشاريع والإرث الجائزة التي أعلنت عنها لجنة تحكيم ضمّت أعضاء من بينهم مات روس رئيس تحرير مجلة استاديا ، وتيم براو المستشار في مجال البطولات والملاعب.
وقال الفيحاني: نحن لسنا بصدد إنشاء مجرد إستاد رياضي لأحد أكثر الأندية شعبية في قطر، بل نشيّد مركزاً مجتمعياً سيتيح للعائلات القاطنة في المنطقة الاستفادة من خدماته بشكل يومي.
كما نؤمن بأن تصميم الإستاد يراعي هذا النهج المبتكر، وأيضاً يراعي أعلى درجات الامتياز في إنشاء تصاميم مبتكرة تجمع بين الثقافة والتراث وتلبي حاجات المجتمع المحلي .
مشروعات اللجنة العليا
يُعد إستاد الريان خامس الإستادات التي أعلنت اللجنة العليا للمشاريع والإرث عن تصميمها وذلك بعد إستاد الوكرة، وإستاد البيت في مدينة الخور، وإستاد خليفة الدولي، وإستاد مؤسسة قطر، وتشهد هذه الإستادات جميعاً تقدماً ملحوظاً على الأرض بين أعمال الحفر والبناء أو بدء أعمال المقاول الرئيسي.
وستُعلن اللجنة العليا في وقت لاحق من هذا العام عن تصاميم إستادات لوسيل والثمامة وراس أبو عبود، فيما ستشهد بداية عام 2017 الافتتاح الرسمي لإستاد خليفة الدولي.
وستكون كافة الإستادات المرشحة لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم قطر 2022 جاهزةً بحلول عام 2020 أي قبل عامين من استضافة دولة قطر للبطولة.