استضافت مدينة بروكسل، أمس الإثنين، القمة الأوروبية التركية التي بحثت في ملفات هامة، أبرزها تقاسم اللاجئين، والحد من وصولهم لدول الاتحاد، بالإضافة إلى تسهيل دخول المواطنين الأتراك لأوروبا.
وحددت القمة آليات تنفيذ الاتفاق بين الجانبين، الذي يهدف إلى منع اللاجئين من السفر إلى اليونان، وتقديم 3 مليارات يورو لصالح مشاريع اللاجئين في تركيا والمقدر عددهم بحوالي 2.5 مليون لاجئ، فضلاً عن تسهيل حصول الأتراك على تأشيرات للاتحاد الأوروبي وحرية حركتهم.
ومارست دول الاتحاد ضغوطا على تركيا لمساعدته في السيطرة على أزمة المهاجرين التي تهدد وجوده، وذلك عبر طرد من أسماهم بالمهاجرين الاقتصاديين، أي الذين هاجروا إلى أراضيه بحثاً عن الرزق، مقابل قيام الاتحاد بمساعدة اليونان التي يصل إليها المهاجرون من تركيا وتتوقع وصول مائة ألف منهم بحلول نهاية مارس.
الدول الـ28 عقدت لقاءها مع رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، للتغلب على مشكلة الهجرة، في وقت يسبب فيه وصول 1.25 مليون طالب لجوء انقساما غير مسبوق داخل الاتحاد الأوروبي.
وتأتي هذه القمة الطارئة، وهي الثانية في أقل من 4 أشهر، في أجواء من الخلاف بين تركيا والاتحاد الأوروبي، عبرت خلالها دول الاتحاد أيضاً عن قلقها من قمع وسائل الإعلام المعارضة للرئيس رجب طيب أردوغان.
وكان الاتحاد الأوروبي وقع في نهاية نوفمبر خطة تحرك مع أنقرة لوقف تدفق المهاجرين الذين يغادرون بالآلاف السواحل التركية متوجهين إلى الجزر اليونانية.
الأوروبيون طالبوا أنقرة بأن تعزز التصدي للمهربين الذين ينشطون قبالة سواحلها بمساعدة سفن الحلف الأطلسي في بحر إيجه، وستتوجه سفينة فرنسية إلى المنطقة في الأيام المقبلة.
لكن الوضع يبقى مثيرا للقلق إذ إن 32 ألف مهاجر ما زالوا عالقين في اليونان في ظروف بائسة منذ إغلاق حدود دول البلقان.
ويفترض أن يفرج الاتحاد الأوروبي بسرعة عن مساعدة غير مسبوقة تبلغ 700 مليون يورو على مدى ثلاثة أعوام لمساعدة أثينا التي تواجه أزمة اقتصادية خطيرة.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، الأحد: على الاتحاد الأوروبي أن يدعم اليونان في شكل تضامني وسيقوم بذلك.
وانتزعت أنقرة مكسبا كبيرا لقاء تعاونها مع أزمة الهجرة هذه، وهو تعليق التأشيرات المفروضة على المواطنين الأتراك ربما اعتبارا من الخريف، وتحريك عملية الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، إلى جانب ثلاثة مليارات يورو من المساعدات للاجئين السوريين البالغ عددهم 2.7 مليون في هذا البلد.
وقال مسؤول أوروبي كبير: طلبنا مساعدتهم وهم يجعلوننا ندفع ثمنا كبيرا جدا، موضحا أن الأوروبيين سيقدمون تأكيدات لتركيا حول برنامج واسع للأمم المتحدة للهجرة القانونية للاجئين السوريين إلى الاتحاد الأوروبي عن طريق تركيا.