نجم الفدائي خالد النبريص: من خيام الحرب إلى نجومية كأس العرب

alarab
رياضة 06 ديسمبر 2025 , 01:15ص
علاء الشمالي

في غزة، لم تكن كرة القدم لعبة تُركل على العشب، بل كانت وسيلة نجاة، ومساحة أمل ضيقة في عالم يضيق كل يوم. 
وحين اشتعلت الحرب، وانهالت البيوت على رؤوس ساكنيها، لم يهرب خالد النبريص بقدمي لاعب فحسب، بل بقدمي شاب يحمل حلمًا أكبر من الركام، ويجري خلف موعد مع الحياة لم يتخلف عنه يومًا.
ستة أشهر كاملة لم تلامس أصابعه كرة. كانت السماء مشغولة بالقصف، والأرض مثقلة بالنزوح، والوقت لا يتسع إلا لمحاولة البقاء على قيد الحياة. نزح مع عائلته، نام في الخيام التي لا ترد بردًا ولا تحفظ دفئًا، ووقف في طوابير الخبز والماء، وشحن هاتفه عند أبواب المراكز وفي شوارع انقطعت عنها الكهرباء منذ زمن. عاش الجوع والبرد، وتدفأ على حطب لا يكفي لليلة واحدة، وشاهد القذائف تسقط بجواره، ينجو منها مرة بعد أخرى، وكأن الحياة تتمسك به أكثر مما يتمسّك هو بها.
ومثل آلاف الشبان في غزة، كان يمكن لهذه الكارثة أن تطفئ شغفه، لكنها -على العكس- أشعلته. 
فحين عاد إلى الملاعب، لم يحمل على كتفيه قميص المنتخب فقط، بل حمل غزة كلّها… شوارعها، خيامها، طوابيرها، وأحلام من بقي ومن رحل.
لكن خالد لم يبدأ من الحرب، خلفه مسيرة قصيرة لكنها لافتة، صنعت منه واحدًا من أبرز المواهب الفلسطينية الشابة
في الإسماعيلي، تعلّم الاحتراف الحقيقي، وعرف قيمة الاستقرار الفني واللعب أمام جماهير كبيرة
اليوم، يتصدر خالد النبريص المشهد العربي في كأس العرب، ليس لأنه سجّل أو صنع فحسب، بل لأنه وصل. لأنه عاد من مأساة لا تتكرر، ونهض من بين الخيام والملاجئ ليقف في بطولة عربية