تتميز العلاقات القطرية التركية بالشراكة الإستراتيجية وتقارب وجهات النظر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وتربط زعيمي البلدين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية علاقات قوية ومتينة.
ويتشرف كل من حضرة صاحب السمو وفخامة الرئيس أردوغان غداً الثلاثاء بافتتاح الدورة السابعة للجنة الإستراتيجية العليا بين قطر وتركيا، ومن المتوقع أن تشهد هذه الدورة توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين.
ووفقاً لتصريحات سعادة السفير مصطفى كوكصو، سفير الجمهورية التركيّة الشقيقة لدى الدولة إن هناك عدداً من الاتفاقيات سيتم توقيعها في مجالات مثل مجالات الثقافة، والتجارة والاستثمار والإغاثة، والشباب والرياضة وتنظيم الفعاليات، والدبلوماسية، والتنمية، والصحة.
وما عزز من مكانة تلك العلاقة، التقارب الكبير على مستوى القادة والشعب والقواسم المشتركة بين البلدين، والتضامن اللامحدود في وقت الأزمات، بجانب الرؤى السياسية المتقاربة والمتناغمة في كثير من الملفات والقضايا، فضلاً عن الجهود الصادقة المبذولة والمستمرة من الطرفين للحفاظ على هذا المستوى المميز من العلاقات.
وتربط البلدين علاقات سياسية واقتصادية قوية وتعود جذور هذه العلاقات إلى 1972 عندما تم تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وفي 1979 تم افتتاح سفارتي البلدين في الدوحة وأنقرة، ومنذ ذلك التاريخ شهدت العلاقات نمواً قوياً خلال الفترة المقبلة.
وفي ديسمبر من العام 2014، وقّع كل من حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى وفخامة رئيس الجمهورية التركية، على اتفاقية إنشاء (اللجنة الإستراتيجية العليا) بين البلدين، وبموجب هذه الاتفاقية انخرط عدد كبير من الوزارات والمؤسسات الحكومية والخاصة في البلدين بالإضافة إلى القطاعات المعنيّة في محادثات للتحضير لاتفاقيات ومذكرات تفاهم وبروتوكولات تعاون ثنائية، كما عملت اللجنة الإستراتيجية العليا كآلية هامة لتعزيز العلاقات الثنائية في كافة المجالات.
ومنذ تأسيس اللجنة الإستراتيجية العليا المشتركة بين قطر وتركيا، وُقّعت أكثر من 60 اتفاقية و6 بيانات مشتركة، وتتنوّع تلك الاتفاقيات في مجالات الاقتصاد والصناعة والدفاع والأمن والاستثمار والطاقة والثقافة والملكية الفكريّة والتعليم والشباب والاقتصاد، وغيرها من مجالات التعاون الحيويّة.
ومن المؤكد أن اجتماع الدورة السابعة للجنة الإستراتيجية العليا القطرية التركية وما سينتج عنها من لقاءات ومباحثات واتفاقيات، ستضفي زخماً كبيراً على العلاقات الثنائية وستؤدي إلى استشراف آفاق جديدة، كما أنها ستسهم في تعزيز وتطوير آليات التعاون القائمة.
وتشهد الفترة الممتدة منذ عام 2011 وحتى اليوم تناغما في السياسة الخارجية لكل من البلدين وذلك نتيجة التطابق في الرؤى والتوجهات في السياسة الخارجية إزاء الأحداث الإقليمية. والشاهد أنه وخلال السبعين شهراً الماضية اجتمع حضرة صاحب السمو وفخامة الرئيس التركي في أكثر من 28 قمة، وتم تأسيس اللجنة الإستراتيجية العليا في 2016 والتي شهدت توقيع أكثر من 68 اتفاقية بين البلدين وتم إصدار أكثر من 6 بيانات مشتركة، أظهرت تناغما في وجهات النظر بين الدوحة وأنقرة تجاه أزمات المنطقة مثل سوريا، وليبيا، واليمن، كما يتعاون البلدان لإيجاد حل للأزمة الأفغانية وعملا على تطوير وتأهيل مطار كابول ومن المتوقع أن يعملا سويا لتشغيل المطار في المستقبل.
وانعكست هذه الاتفاقيات أيضاً على التعاون الاقتصادي بين البلدين حيث ارتفع حجم التبادل التجاري بينهما ليصل إلى حوالي 2 مليار دولار في العام الماضي 2020 وبإجمالي استثمارات قطرية في السوق التركي بحوالي 33.2 مليار دولار حتى ديسمبر الماضي في مختلف المجالات. ويوم أمس الأول افتتح فخامة الرئيس أردوغان أكبر مصنع لصهر الزنك في ولاية سيرت جنوب شرقي البلاد بالشراكة مع دولة قطر.
ويعد المصنع الأكبر في سيرت بإجمالي استثمارات 102 مليون دولار ومن المتوقع أن يلبي نصف احتياجات تركيا من الزنك ليخفض الاعتماد على الخارج.
وبالمقابل هناك استثمارات تركية في الدوحة بإجمالي 32 مليون دولار، ونفذت الشركات التركية مشاريع نفذتها صناعة المقاولات التركية في الدوحة بقيمة 18.6 مليار دولار وتعدّ قطر هي الدولة الثامنة التي يتم فيها تنفيذ معظم المشاريع خارج تركيا. فيما بلغت قيمة المشاريع التي نفذتها الشركات التركية في قطر 1.2 مليار دولار خلال 2019 و567 مليون دولار في 2020.
ويعتبر السوق القطري إحدى الوجهات الجاذبة للشركات التركية حيث توفر بيئة أعمال تنافسية، ساهمت في جذب حوالي 711 شركة تركية تعمل في السوق القطري منها حوالي 47 شركة برأسمال تركي 100 % إضافة إلى 15 شركة مسجّلة في المنطقة الحرة القطريّة. وسوف تؤدي شركات البناء التركية دورًا رئيسيًا في إنجاز مشاريع تطوير البنية التحتية في قطر قبل انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي تستضيفها دولة قطر. وفيما يتعلق بالتعاون بين البلدين في مجال التعليم نجد أن هناك تعاونا بين المؤسسات التعليمية القطرية والتركية وتُدَرس مدرستان في الدوحة المنهج التركي.
عسكرياً وقع البلدان اتفاقية دفاع مشترك في 2014 خلال زيارة الرئيس أردوغان للدوحة، وبموجبها نفذ البلدان العديد من المناورات العسكرية المشتركة. وفي أكتوبر من العام الماضي دشن سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع برفقة سعادة السيد خلوصي آكار وزير الدفاع الوطني التركي سفينة التدريب QTS91 الدوحة ، وذلك في حوض بناء السفن (الأناضول) في مدينة إسطنبول في الجمهورية التركية الشقيقة.
وحسب بيان وزارة الدفاع تعتبر سفينة التدريب الدوحة من أكبر سفن التدريب في العالم، كما تشكل رافدا مهما للقوات البحرية القطرية في مجال التدريب، وعلى وجه الخصوص أكاديمية حمد بن غانم الغانم البحرية ومنتسبيها من خلال القدرات التدريبية العالية المزودة بها.