الاستثمــارات القطريـة

خبراء: استثمارات قــــــطر والخليج لن تتأثر بالقادم الجديد

لوسيل

0

لعل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا هل تتأثر الاستثمارات الخليجية والقطرية على وجه الخصوص بنتيجة الانتخابات الأمريكية، خاصة أن دولة مثل قطر خصصت نحو 35 مليار دولار لاستثمارات في الولايات المتحدة خلال الخمس سنوات المقبلة.

وينفي الدكتور محمود حداد هذه الفرضية (تأثر الاستثمارات) بشكل قاطع، فحسب وجهة نظره فإن الاستثمارات الدولية وخاصة الخليجية لن تتأثر بمن سيدخل قلعة الكابتال هول (أي البيت الأبيض)، لأن هذه الاستثمارات تحدد وفقاً للسياسات الاقتصادية على المدى الطويل، بالتوازي مع السياسات التجارية وقوة السوق.
ويؤكد الدكتور حداد الذي يشغل منصب مدير عام أحد البرامج الاستثمارية بجامعة تينسي الأمريكية، أن أي تغيير جذري في سياسة الولايات المتحدة الاستثمارية سياسهم في إضعاف الأمن والتجارة العالمية، بالتالي تتأثر الثقة العالمية في النمو الاقتصادي.
على الرغم من أن الدكتور إبراهيم العيسى يتفق مع حداد في أن الاستثمارات الخليجية في مأمن من نتيجة الانتخابات، إلا أنه حذر من أن إقرار قانون مثل قانون جاستا (الذي يخول المحاكم الأمريكية النظر في قضايا مرفوعة ضد حكومات أجنبية من قبل ضحايا العمليات الإرهابية في أمريكا) قد يكون له تأثير سلبي محتمل وجدي.
ويرى العيسى أن دول الخليج تفضل في العادة الحزب الجمهوري على الديمقراطي، لكن فوز دونالد ترامب (صاحب التصاريح النارية والمستفزة) حسب تعبيره، قد يجعل دول الخليج في حيرة من أمرها.
ليس هناك قلق من ناحية ترامب حسب رأي العيسى، من ناحية أن الرئيس الأمريكي يتخذ قراراته بناء على إجراءات صارمة ويكون فيه توجه الحزب هو الأثر الفعال الأمر الذي يبعث الاطمئنان على وضع العلاقات مستقبلاً.
ولا يرى العيسى أي تأثير محتمل على الاستثمارات القطرية في أمريكا، وإن كان هناك بعض الهزات فهي ستكون على الجميع (جميع الاستثمارات).
الدكتور عثمان محمد الذوادي، الأستاذ المساعد في كلية الإدارة والاقتصاد بجامعة قطر يرى أن التأثير قد بدأ بالفعل حتى قبل انتهاء الانتخابات نتيجة لتمرير قانون (جاستا). مبيناً أن هذا القانون هو ما قد يؤثر وبشكل كبير على مستقبل الاستثمارات الأجنبية بشكل عام في أمريكا وتحديداً المرتبطة بالحكومات أو أذرعها الاستثمارية.
وحسب وجهة نظر عثمان محمد الذوادي فالبيئة القانونية المحفزة للاستثمار هي ما يميز أمريكا، بالتالي أي تغيير في هذه البيئة يتطلب وقتاً لكي يتفهم المستثمرون طبيعة القانون الجديد والمخاطر التي يشكلها عليهم.
ويختلف الأستاذ عبد الرحمن بن أحمد القبيعي، وهو مصرفي سعودي سابق، عن سابقيه بأن الاستثمارات بأمريكا ستتأثر وقد يكون هذا التأثير بشكل غير مباشر لكن سرعان ما تتعافى مع مرور الوقت وتحديد السياسات الاقتصادية للرئيس الجديد كما حدث في بداية عهد أوباما.
الا أن القبيعي نفسه وضع استثمارات قطر في مأمن من أي تأثير لأن قطر ملتزمة ومهتمة بالجانب الاقتصادي الداخلي والخارجي وسياساتها الاقتصادية تؤكد ذلك في جميع أنحاء العالم.
ولم يتردد الدكتور الذوادي في القول إن السوق الأمريكي لا يزال الأفضل حول العالم، إلا أن توسع الاستثمارات أو تقليصها مرهون بما سيئول إليه تطبيق قانون جاستا ومن سيقود أمريكا في السنوات الأربع القادمة.
بعد موسم الانتخابات المليء بالتصريحات يتوجب على الرئيس القادم بعث رسائل طمأنة لحلفاء أمريكا وللأسواق العالمية.
وحسب الذوادي فإن انتخاب ترامب لن يساهم في طمئنة الأسواق وبالتالي من المتوقع في حالة فوزه أن تكون هناك فترة ترقب طويلة وتأجيل لقرارات الدخول باستثمارات جديدة.