اللجنة الوطنية للتربية والثقافة تحتفي باليوم العالمي للمعلم 2020

لوسيل

الدوحة - قنا

احتفلت اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم باليوم العالمي للمعلم 2020، تحت شعار المعلمون: القيادة في أوقات الأزمات، وإعادة تصور المستقبل ، بالتعاون مع مكتب اليونسكو بالدوحة، وجامعة قطر، وكلية شمال الأطلنطي، والمدارس المنتسبة لليونسكو.

وخلال الحفل، الذي أقيم عبر الاتصال المرئي ، أكدت الدكتورة حمدة حسن السليطي الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم على أهمية تضافر الجهود والتكاتف في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم حاليا، لإيجاد حلول إبداعية وأفكار ابتكارية لمواجهة جائحة كورونا (كوفيد-19)، التي أثرت في جميع مجالات الحياة، وخاصة العملية التعليمية.

وأضافت أنه تم اتخاذ إجراءات سريعة لقيادة هذه الأزمة، وذلك على مستوى المجتمع خاصة وعلى مستوى العالم كافة، مشيرة إلى أن الجميع لمس التغير الذي فرضته هذه الأزمة من تحول العملية التعليمية من تعليم نظامي إلى تعليم عن بعد من خلال التعليم الافتراضي والتعليم المدمج، كما تكاتفت جهود وزارة التعليم والتعليم العالي لسرعة إثراء المنصات التعليمية، وبث القنوات التعليمية، وإدارة المنصات الافتراضية، وتذليل الصعوبات التي واجهت المعلمين وأولياء الأمور والطلبة.

وبينت الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، أن اليونسكو شددت على ضرورة استخدام التعلم المدمج في المدارس، وتعزيز مهارات المعلمين، واتباعهم نهجا مدروسا لإعداد المنهج الدراسي، حيث يركز المعلمون على تصميم أنشطة تعليمية متمحورة حول الطلبة، وتكييف طرائق وأهداف التعلم المختلفة، والاستفادة من موارد التعليم المتنوعة، فنهج التعلم المدمج هو تحد لبعض المعلمين نظرا إلى أنه يتطلب اكتساب مهارات تعليم مختلفة، ويتطلب الوقت والعزم والإصرار لتعلم أشياء جديدة.

وقدمت السليطي في الختام شكرها وتقديرها للمعلمين، ولكل القيادات التربوية والشركاء بالعملية التعليمية في جميع أنحاء العالم ممن كانت لهم بصمة وأثر في إدارة هذا التغيير، والإسهام بتذليل الصعوبات لمواجهة هذه التحديات، ورسم معالم جديدة لمستقبل التعليم، ورؤى مستقبلية في طرق التدريس وإعداد المناهج، وأدوات التقييم والاستراتيجيات والسياسات التعليمية وغيرها في ضوء تحقيق رؤية 2030، وتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة، وهو ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع، وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع .

من جانبه نبه الدكتور سالم بن ناصر النعيمي رئيس كلية شمال الأطلنطي في قطر إلى أن يوم المعلم لهذا العام يأتي في ظل ظروف استثنائية قام على أساسها المعلمون في جميع أنحاء العالم بالانتقال من عملية التدريس العادية إلى التعليم عن بعد، لافتا إلى أنهم في كلية شمال الأطلنطي تكيفوا مع المتغيرات وكانوا على قدر عال من المسؤولية، ولعبوا دورا كبيرا لضمان استمرار العملية التعليمية من خلال تقديمهم المحتوى التعليمي بكل براعة وإبداع عبر الإنترنت.

بدورها، أشارت الدكتورة آنا بوليني مديرة مكتب اليونسكو بالدوحة إلى أثر جائحة فيروس كورونا التي وصل عدد من وقع تأثيرها عليهم حتى اليوم إلى 63 مليون معلم ومعلمة في المرحلتين الابتدائية والثانوية، وهو ما فاقم تعطيل مسيرة التعلم لدى طلبتهم، وأولئك الذين يعملون بمؤسسات تدريب المعلمين على حد سواء، وأوضحت أن هذا الوضع قد يشكل تهديدا خطيرا من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع مستوى النقص العالمي الحالي في أعداد المعلمين المؤهلين في المستقبل.

ولفتت آنا بوليني إلى أن الملايين من المعلمين ومديري المدارس وغيرهم من العاملين في مجال التعليم هم العاملون في الخطوط الأمامية لقطاع التعليم أثناء الأزمات، وأظهر معظمهم مستويات عليا من الالتزام والإبداع في مواجهة جائحة (كوفيد-19)، وهو ما يضع مسؤولية ضمان سلامتهم وصحتهم ورفاههم أيضا على عاتق الحكومات وواضعي السياسات، لضمان استمرار توفير التعليم الجيد لأكثر من 1.5 مليار طالب وطالبة متضررين من الأزمة.

وشددت مديرة مكتب اليونسكو بالدوحة على أهمية إيجاد طرق ناجعة للحفاظ على الشبكات المهنية للمعلمين وتطويرها، فضلا عن المحافظة على العلاقات بين المعلمين والمتعلمين وأسرهم ومجتمعاتهم من أجل ضمان نجاح التعلم عن بعد كإجراء مؤقت قبل أن تصبح المدارس جاهزة لإعادة فتح أبوابها، كما أكدت أهمية العمل مع كافة أصحاب المصلحة في مجال التعليم، بمن فيهم المعلمون ومديرو المدارس للتفكير والبحث والتقييم المنهجي للتدخلات التي نجحت وأسباب نجاحها، وتحديد الثغرات المتبقية وكيفية معالجتها لدعم أنظمة تعليمية أكثر شمولية وإنصافا، تتسم بالمرونة والاستجابة للتحديات المستقبلية.

وكان الحفل قد تضمن عقد جلستين نقاشيتين افتتحت الأولى، بعرض فيديوهات مصورة لعدد من المعلمين والقيادات، تحدثوا خلالها عن الإجراءات التي تمت مع الطلبة والتحديات الإضافية التي ظهرت نتيجة لوباء (كوفيد-19)، كما اشتملت على استعراض لجهود دولة قطر في توفير التكنولوجيا الفاعلة والمنصات الإلكترونية في العملية التعليمية، إضافة إلى الكوادر المتخصصة لمساعدة المعلمين، وتوفير الإمكانات المادية والأجهزة الإلكترونية والمعامل الحاسوبية للطلاب والمعلمين، وللصفوف الدراسية، وفي نهاية الجلسة الأولى تم عرض فيديوهات مصورة لطلاب وطالبات المدارس المنتسبة لليونسكو لمشاركة تجاربهم وآرائهم في التعلم عن بعد.

وناقشت الجلسة الثانية عدة محاور منها دور فرق العمل المعنية بالمعلمين في دعم المعلم خلال جائحة (كوفيد-19)، ومعوقات تدريب وتطوير المعلمين كقادة، وكيفية مواجهة نقص تدريب المعلمين على استخدام الوسائل التكنولوجية خاصة في الدول الفقيرة، والإطار العام لتدريب المعلمين كقادة، والأدوار والمسؤوليات الجديدة للمعلم القائد على مستوى علاقته بطلابه وبالمدرسة وبمجتمعه.

ويأتي احتفال اللجنة الوطنية بيوم المعلم سنويا في الخامس من أكتوبر، استجابة وتزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمعلمين الذي أقرته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو اعترافا بدورهم كركيزة أساسية للعملية التعليمية.