على الرغم من أن الخلافات مع زملاء العمل ربما تكون مزعجة، وتؤدي معالجتها بطريقة خاطئة إلى صراع يقلل من الإنتاج ويؤثر على نوعيته، فإنه يمكنك من خلال بعض التخطيط تجنب الشجار وإيجاد الحل الذي يناسب الجميع. وتشير مجلة هارفارد بيزنس ريفيو الشهيرة، إلى مجموعة من الإرشادات التي تسمح لك بإدارة خلافات العمل.
تقول المجلة إنه من النادر أن تمر الخلافات في العمل بسلاسة، وذلك لأنّ معظم الأشخاص يبدون غير مهيئين لمناقشتها، وفي هذا الشأن يشير جيف وايس ، أحد رواد الأعمال ومؤلف كتابين في مجال إدارة صراعات العمل، إلى أن معظم الصراعات يتم حلها من خلال التعارك أو عن طريق إبعاد المتخاصمين، ولسوء الحظ يؤدي هذا النهج إلى عدم رضا الطرفين من النتائج، لذلك فالخلاف المنتج يبدأ من تفكيرك.
ويقول وايس: قبل أي شجار افترض أنّ لديك شيئا تتعلمه، وأنه هناك حل أكثر إبداعًا مما كنت تفكر به، وعند دخولك في نقاش بأسلوب منفتح، بغض النظر عن موقف زميلك في العمل، على الأرجح ستجد حلًا مناسبًا لكليكما، ولكن هذه الطريقة المثالية تتطلب وقتًا وانتباهًا.
وتحذر جوديث وايت، أستاذة مشاركة في إدارة الأعمال بكلية توك للأعمال ، بأنه يجب توقع أن الوصول لهذه الطريقة سيطلب جهدًا للاستثمار في الوقت والتفكير، وهنا بعض من القواعد والمبادئ التوجيهية من شأنها مساعدتك في تحويل موقف سيء إلى إيجابي.
يتطلب الاستعداد لصراع داخل العمل معرفتك بموقعك في الشركة ومحاولة فهم زميلك، فقبل الدخول في نزاع مع أحدهم ينصحك وايس بمعرفة نواياك الرئيسية، إذ يصنّف وايس أنواع الاختلافات بين زملاء العمل إلى 3 أنواع: أولها الخلافات الموضوعية، وفيها لا تتفق مع المحتوى أو المهمة التي تعمل عليها. وثانيها الخلافات العلائقية، وفيها يكون الاختلاف حول علاقتك مع زميلك في العمل. أما الأخيرة فهي الخلافات الإدراكية، وفيها ينظر كل منكما إلى المشكلة من منظور مختلف. ويرى وايس أنه من خلال فهمك لهذه الاختلافات تستطيع صياغة مناقشة واضحة.
أولًا، اعترف بنوع الخلاف الذي تواجهه، وتأكد بأن زميلك في العمل يراها بالطريقة نفسها. ثانيًا، وبغض النظر عن نوع الخلاف دع مشاعرك جانبًا، فكما يقول وايس: الخلافات تحل بالشكل الأمثل عند التمتع بالموضوعية وليس العواطف.
ويشمل الاستعداد والتحضير لأي نزاع إعداد دراسة متأنية للخدمات اللوجستية ضمن الشركة، لذلك قم بجدولة مناقشتك بحيث تمكنك من الوصول إلى النتائج المرجوة، واحرص أن تتم المحادثة بينك وبين زميلك وجهًا لوجه في غرفة مغلقة، ولا تحاول حل الخلافات من خلال استخدام رسائل البريد الإلكتروني، لأنها لا توضح النبرة والاختلافات الجوهرية في وجهات النظر التي تحاول شرحها.
وللبدء بأي نقاش بطريقة صحيحة، من الأفضل تحديد شيء تتفقان عليه أنت وزميلك في العمل، سواء كان ذلك هدفًا مشتركًا بينكما أو أي قواعد تنظيمية تبدو وكأنها موافقة مبدئية. حاول أيضًا قول شيء مثل: كلانا يريد وضع خطة من شأنها أن تأخذ شركتنا إلى مستوى متقدم ، أو سنجتهد ونتقبل القرار بشكل تام . وتأكد أن الأرضية المشتركة التي تحاول إيجادها أمر يهم زميلك حقًا، وليست شيئًا تعتقد أنه ينبغي عليه تقبله. وقبل المضي قدمًا في إجراء النقاش تأكد من موافقة زميلك، ولا ضرر في طمأنته بأنك تُقدّر علاقتك معه، فهذه الخطوة ستؤكد له أنّ الخلاف الحاصل بينكما ليس شخصيًا.