اقترح مجلس إدارة ((تسلا)) خطة تعويضات جديدة للرئيس التنفيذي للشركة إيلون ماسك، تقدّر قيمتها بنحو تريليون دولار عند تحقيق بعض الأهداف الكبيرة، وطُلب من المساهمين التصويت على الخطة التي وُصفت بأنها من أضخم الحزم في تاريخ ((وول ستريت)).
ووفق بيان مالي فإن الخطة تمنح ماسك 12 شريحة من الأسهم على مدى العقد المقبل، في حال تحقيق إنجازات تشغيلية وسوقية محددة، أبرزها مضاعفة القيمة السوقية لتسلا لتصل إلى تريليوني دولار وتسليم 20 مليون سيارة بالنسبة للشريحة الأولى.
الجائزة الكاملة تعني حصول ماسك على أكثر من 423 مليون سهم إضافي، أي ما يعزز سلطته التصويتية في الشركة التي يصفها بـ((عملاق السيارات الكهربائية والروبوتات)).
وأكدت رئيسة مجلس الإدارة روبين دينهولم لشبكة CNBC أن الهدف هو ((تحفيز الرئيس التنفيذي للبقاء مركزاً على تحقيق أهداف الشركة الطموحة للغاية)).
وقد تم تصميم العرض الذي طال انتظاره لتحفيز إيلون ماسك على قيادة ((تسلا)) خلال السنوات القادمة، ويتضمن مجموعة من الأهداف الطموحة التي يجب أن يحققها للحصول على كامل التعويض، منها توسيع أعمال مجال سيارات الأجرة ذاتية القيادة (روبوتاكسي) لدى الشركة وزيادة قيمتها السوقية إلى 8.5 تريليونات دولار على الأقل مقارنة بنحو تريليون دولار حالياً. وتمتد خطة التعويض على مدى 10 سنوات.
تسلا كشفت أيضاً أنها ستطرح للتصويت في اجتماع 6 نوفمبر المقبل مقترحاً للاستثمار في أحدث مشاريع ماسك، وهو xAI، بعد أن طرح الفكرة عبر استطلاع على منصة ((إكس)) في يوليو الماضي حول ضخ 5 مليارات دولار في المشروع. تراجعت أسهم ((تسلا)) بنسبة 16% خلال هذا العام حتى نهاية الخميس.
حصة ماسك
يوضح الإفصاح الذي قدمته ((تسلا)) أن الأسهم الإضافية التي قد يحصل عليها ماسك سترفع حصته في الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية إلى 25% على الأقل، وقد أعلن ماسك علناً أنه يطمح للحصول على حصة بهذا الحجم.
وتوفر الخطة لصالح ماسك فرصة لتحقيق مكاسب مالية هائلة وتوسيع سيطرته على الشركة، وهو الذي يعد أغنى شخص في العالم، بعد أن رفضت محكمة ديلاوير حزمة عام 2018 التي كانت تتجاوز قيمتها 50 مليار دولار.
في حين تستأنف تسلا ذلك القرار، يسعى مجلس الإدارة لإيجاد طرق أخرى لتعويض الرئيس التنفيذي، بما في ذلك منح أسهم مؤقتة في أوائل أغسطس بقيمة تقارب 30 مليار دولار.
تهدف الحوافز في الخطة الجديدة إلى الحفاظ على تركيز ماسك على ((تسلا)) في حين تسعى الشركة للنمو في أسواق جديدة تشمل الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
كما تضمن الإفصاح المقدم اقتراحاً غير ملزم من المساهمين لشركة ((تسلا)) للاستثمار في شركة ماسك الناشئة ((إكس إيه آي)) ( xAI)، وهي فكرة سبق لماسك مناقشتها. تُبرز الاتفاقية الجديدة هيمنة ماسك المطلقة على الشركة المصنعة للسيارات، رغم تعدد الالتزامات والانشغالات التي يواجهها.
شركات متعددة
ماسك، الذي يتولى منصب الرئيس التنفيذي لشركة ((تسلا)) منذ 2008، يشرف كذلك على أربع شركات أخرى هي: ((سبيس إكس))و((إكس إيه آي)) و((نيورالينك (Neuralink))) و((بورينغ (Boring))). وأكد في مقابلة مع وكالة بلومبرغ خلال مايو التزامه بالبقاء في قيادة تسلا خلال السنوات الخمس المقبلة.
ويأتي الاقتراح الجديد فيما لا تزال قضية رواتب ماسك السابقة لعام 2018 عالقة أمام القضاء، حيث أن محكمة في ديلاوير كانت قد ألغت الخطة واعتبرتها مبالغاً فيها ومنحت بشكل غير قانوني، مشيرة إلى أن ماسك مارس نفوذاً كبيراً في صياغتها وأن المساهمين لم يحصلوا على المعلومات الكاملة قبل التصويت.