تمكنت شركة مزرعتي التابعة للمجموعة الوطنية للإنتاج الزراعي والحيواني بإدارة الرئيس التنفيذي السيد عبد الرحمن حمد المانع، أن تصبح واحدة من أبرز الشركات القطرية في مجالها وبفترة زمنية قياسية. بدأت الشركة كمزرعة صغيرة حيث تأسست في عام ٢٠١٧ وخلال ما يقارب السنة فقط، تمكنت من بدء أعمالها التشغيلية والإنتاج وفق أحدث المعايير العالمية في مجال الإنتاج الزراعي، ومجال الدواجن على مختلف المراحل من تغذية وتربية وذبح وإنتاج، بدورة متكاملة من الأعلاف وحتى تعبئة المنتجات وتوزيعها على الجمعيات الاستهلاكية. وقد قدمت مزرعتي منتجاتها الطازجة بجودة عالية تنافس المنتجات الأخرى محلياً وإقليمياً. ويتميز هذا المشروع الوطني، بكونه مشروعا متكاملا ويمكن اعتبار هذه التكاملية الإنتاجية في مزرعتي، من أهم ميزات المشروع المتكون من ثماني وحدات صناعية حديثة التقنية وتغطي مختلف مراحل الإنتاج والتصنيع
أشاد السيد عبد الرحمن المانع في تصريحات خاصة لملحق قادة الصناعة في قطر بالدعم الكبير الذي توليه القيادة الحكيمة، لقطاع الأعمال والصناعات الوطنية؛ إذ شهدت تحولات جذرية وحققت مكاسب كبيرة،
منوها بأن الدولة حريصة على تعزيز مكانة قطر كدولة صناعية رائدة في المنطقة. مؤكدا ان الشركة المنفذة لمشروع مزرعتي ، الهدف منها هو المشاركة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواجن الطازجة في قطر، عبر منتج ذي جودة عالية قادر على منافسة منتجات أخرى.
واضاف المانع قائلا اللافت في هذا المشروع هو تكامله منذ بدايته وحتى خروج المنتج النهائي، حيث يقوم على فكرة الاستفادة من كل المخلفات في صناعات أخرى عديدة، كالأسمدة وطعام الحيوانات الأليفة ومعالجة المياه وغيرها من المنتجات.
ويضيف المانع لملحق قادة الصناعة أن مزرعتي تضم ثماني وحدات صناعية عالية التقنية، تشكل نظاما بيئيا متكاملا، مبنيا على دورة إنتاج كاملة، تضمن تقديم الأعلاف النباتية الخالية من المواد الكيميائية والمضادات الحيوية المضرة بالصحة. هذه الوحدات أنشئت عبر شراكة مع شركات من دول عديدة أبرزها ألمانيا وتركيا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا، بخلاف الاستشاريين.
وعن فترة البدايات يحدّثنا المانع، عن انطلاقة المشروع والتحديات الأولية التي أحاطت به قال السيد عبد الرحمن المانع: تم تدشين مزرعتي المتخصصة في الانتاج الزراعي والحيواني في عام 2017 لخدمة السوق القطري وقد بدأنا الإنتاج في غضون فترة قياسية بلغت 11 شهرا بعد الدراسة الدقيقة لكافة الجوانب والتفاصيل المتعلقة بالمشروع وانطلقت مزرعتي عبر 8 مصانع تنتج مجموعة متميزة من منتجات الدواجن والألبان لتغطية احتياجات السوق، منوها بأن منتجات الشركة طبيعية 100 % خالية من المواد الكيميائية.
لكنّه يصف هذه التحديات التي واجهته في بداية مشروعه بالمحفزات المشجعة على تقديم ما يمكن في سبيل إنجاح المشروع. كما أكّد أنّ عامل الخبرة المكتسبة مع الوقت، يساعد على تجاوز عدد كبير من هذه التحديات، بل يساعد على التفكير بطموح أكبر في المشاريع المستقبلية.
وأشاد المانع بالمؤسسات الوطنية الداعمة لمنظومة ريادة الأعمال القطرية، حيث حصلت مزرعتي على دعم بنك قطر للتنمية على مستوى الاستثمار التمويلي والدورات التدريبية والورشات التي تساعد على بناء شبكة علاقات تساعد رواد الأعمال في مشاريعهم الجديدة.
وعن علاقة شركته بالسوق، نوّه السيد عبد الرحمن المانع، بأن جميع الشركات القطرية تعمل بشكل تكاملي، وبتنافسية نزيهة، تهدف إلى خدمة المستهلك والسوق الوطني.
أما عن المشاريع المستقبلية، فقد صرّح المانع برغبة الشركة في توسعة مزرعة الأبقار، وزيادة عدد الحظائر والمواشي الموجودة حالياً وتقديم عدد من المنتجات الجديدة إلى السوق، واستكشاف إمكانيات العمل على تصدير المنتجات الوطنية إلى أسواق جديدة في المستقبل القريب.
وحول تقييمه للجهود والقرارات التي اتخذتها الدولة للمستثمرين المحلين أشاد المانع بالجهود التي بذلتها الحكومة الرشيدة لدعم الاقتصاد ولتذليل أية معوقات وصعوبات واجهت الشركات، كما أعادت تنظيم إجراءاتها وأعمالها بما سهل مناخ الأعمال وجذب الاستثمارات، ويسر الحركة التجارية مع الخارج، مضيفا أن الاقتصاد القطري يتسم بالصلابة والتنوع ولديه القدرة المميزة على التكيف مع جميع المعطيات والخروج منها بحلول واقعية.
وأكد أن السوق القطري قد تطور بشكل كبير، وأصبح القطاع الخاص القطري يلعب دورا كبيرا في عملية تزويد السوق بالمنتجات الاستهلاكية، وأيضا في توفير المخزون الاستراتيجي من المواد الاستهلاكية الحيوية.
وحول مستوى معدلات الإنتاج من الاعلاف قال السيد المانع تبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع الأعلاف 48 ألف طن سنويا، يتم تسويقها على أكثر من 100 مزرعة وجهة متفاوتة الأحجام من أصحاب الحلال ومربي الطيور والدواجن، وينتج المصنع 24 صنفا من أعلاف الدواجن للحلال والطيور.
وعن العلامة التجارية لمزرعتي قال السيد المانع هي شعار نريده رمزا للثقة والجودة ونموذجا يقتدى به بمجالات إنتاج الأغذية الطازجة، شعار يمثل المجموعة الوطنية للإنتاج الزراعي والحيواني، وهي أسست عام 2013 وكان نشاطها خلال ذاك الوقت يقتصر على إنتاج أعلاف الرودس الخضراء لإطعام الحلال، في عام 2016 بدأت المجموعة العمل في أكبر مشروع للدواجن في قطر بكلفة تخطت 412 مليون ريال، بأهداف دقيقة تدل على الطموح في المجموعة، بعض هذه الأهداف تم تحقيقها وبعضها لا يزال قيد التحقيق. ولدى إدارة المجموعة خطة متكاملة تهدف للحصول على الاكتفاء الذاتي في الدجاج الطازج في السوق القطري وهذا ليس غريبا على منشأة ومشاريع بهذا الحجم، إلى جانب التوسع بإنتاج بيض المرعى الحر.
وحول الوحدات الصناعية المكملة قال عوضا عن التخلص من الفضلات الصلبة للدواجن مثل الريش والعظم والرؤوس والأقدام، فإن مصنع البروتين وهو وحدة مستقلة داخل المشروع يحول كل هذه الفضلات في درجة حرارة عالية للمنتج النهائي في شكل بودرة، يتم تصديرها إلى بعض البلدان التي تحولها إلى أغذية غنية بالبروتينات للحيوانات الأليفة.
وهناك أيضا محطة معالجة المياه، حيث تحتاج كل دجاجة إلى أكثر من 16 لترا من المياه لتنظيفها، ولذلك تعالج هذه المحطة المياه وفق عملية تصفية مكثفة، مع إضافة بعض المواد لتفكيك أي مكونات ضارة بها، لتصبح المياه في النهاية نقية بنسبة 99%، تستعمل في ري المحاور الزراعية الموجودة في المزرعة، التي بدورها تنتج نباتات تستخدم طعاما للمواشي
وتضم مزرعتي للدواجن مختبرا هو الأكبر من نوعه في الدوحة، يحتوي على أجهزة ومعدات ذات تقنية عالية لفحص كافة مراحل الإنتاج منذ وصول البيض من دول أوروبا مع متابعته في كافة المراحل للتأكد من مطابقته للشروط ومعايير الجودة المطلوبة.
ومزرعتي تضم مصنعا للسماد العضوي، الذي يحول فضلات الدجاج الغنية بالنيتروجين إلى سماد غني، باستخدام أحدث التكنولوجيا والمعدات الأوروبية، حيث يقوم المصنع بتجفيف هذه الفضلات ثم طبخها تحت درجة حرارة عالية جدا، ثم يتم كبسها في شكل حبيبات كسماد عضوي مميز يستعمل في الزراعة.
تتنوع منتجات شركة مزرعتي بين مختلف أصناف الدجاج، والحليب ومشتقاته، والألبان والعصائر، وغيرها من المنتجات الغذائية التي باتت تحظى بثقة متزايدة لدى المستهلك القطري، لما تتميز به من جودة عالية وطابع محلي أصيل. وقد حصلت هذه المنتجات على عدد من الشهادات الدولية المرموقة، من أبرزها شهادة الاعتماد الحلال، وهي شهادة خاصة بالمنتج تؤكد التزام مزرعتي بتقديم منتجات تتوافق مع متطلبات الشريعة الإسلامية. كما تطبّق الشركة أنظمة جودة وسلامة معتمدة حاصلة على شهادة HACCP، بالإضافة إلى شهادات الأيزو المختلفة، والتي تعدّ جميعها شهادات أنظمة تُمنح للمؤسسات التي تلتزم بتطبيق معايير عالمية في إدارة الإنتاج وسلامة الأغذية.
ويعكس هذا النهج التكاملي التزام مزرعتي الراسخ بالجودة في كل مراحل سلاسل التوريد والإنتاج، الأمر الذي ساعدها على ترسيخ مكانتها في السوق المحلي خلال فترة زمنية قصيرة، وتقديم نموذج وطني يُحتذى به في مجال التصنيع الغذائي. واليوم، توفّر مزرعتي أكثر من 140 منتجاً من الحليب ومشتقاته والعصائر بمختلف نكهاتها، تشمل 9 منتجات مميزة في فئة الألبان، من بينها حليب الأبقار الصافي 100%، والحليب عالي البروتين بنكهات الشوكولاتة، الفراولة، والفانيلا، إضافة إلى الأجبان العربية التقليدية، والزبدة الطبيعية، والروب اليوناني بالفواكه، وغموس الجبن، فضلاً عن مجموعة متنوعة من الحلا المبتكرة التي تلبي مختلف الأذواق وتناسب أنماط الحياة اليومية.