يعتبر العمل الانساني والخيري أحد مكونات المجتمع القطري الذي وصلت أياديه لمختلف بقاع العالم بانتشار منظماته الانسانية التي ساعدت المحتاجين في أوقات الشدة والأزمات، ومؤخراً انتشرت ثقافة المزادات الخيرية التي تقيمها هذه المنظمات آخرها مزاد حلب لبيه للتبرعات العينية الذي شاركت فيه بالتعاون مع اللجنة العليا لاحتفالات اليوم الوطني.
لوسيل استطلعت اراء مختلفة حول ثقافة المزاد الخيري والمزادات التقليدية في قطر خاصة بعد ظهور دار الباهي في ساحة المزادات كأول دار رسمية تعنى بشؤون المزادات في قطر.
تحديات المزاد
قال محمد علي الغامدي عضو لجنة مزاد التبرعات العينية لحملة حلب لبيه ان المزاد الخيري يختلف عن المزاد التقليدي الذي تكون فيه المزايدة علي اشياء ثمينة ونادرة، ونحن نحاول استغلال كل الوسائل المتاحة بما فيها المزادات لزيادة الريع وتعظيم الموارد الخاصة للمنظمات الانسانية. وحسب الغامدي فان ثقافة المزاد الخيري ليست بجديدة في قطر حيث تقوم العديد من المنظمات الخيرية بالمزادات وان كانت بشكل مختلف عن المزاد الذي نظمته اللجنة العليا لاحتفالات اليوم الوطني بالتعاون مع دار الباهي لصالح حملة حلب لبيه.
وحدد الغامدي عوامل مثل شروط المزاد واختلافه عن البيع المباشر كأحد أهم التحديات التي تواجه ثقافة المزاد في قطر، بالتالي يعملون علي ترسيخ هذه الثقافة عبر المزادات، وبعض الخيرين خاصة في المزادات الخيرية يودون الشراء دون أن يظهروا، وهذا ما يجب معالجته مستقبلاً.
ويرى الدكتور محمد صلاح ابراهيم، المدير العام لمؤسسة راف إن تفاعل الناس مع مزاد التبرعات العينية لحملة حلب لبيه خاصة من قبل فئة الشباب يعكس رغبتهم في المساهمة في مثل هكذا حملات ويعكس رغبتهم في مساعدة الاخرين. وأوضح الدكتور ابراهيم أن التسويق الجيد هو أحد أهم عوامل نجاح أي مزاد خيري بالاضافة للقضية التي من أجلها قام المزاد فهي تساهم بقدر كبير في الاقبال على المزاد من قبل المتبرعين او مشتري السلع المعروضة في المزاد.
وقال ان كل جمعية خيرية قطرية لديها تجربتها الخاصة في المزاد الخيري ورأينا في حملة حلب لبيه لخبرتهم وامكانياتهم العالية وحتى يكون الجميع تحت شعار واحد.
واعتبر أشرف ابوعيسى صاحب مزادات دار الباهي ان مزاد حلب لبيه فرصة جيدة لنشر ثقافة المزاد في قطر، وفرصة طيبة لنشر ثقافة المزاد بين أكبر قدر من الناس لأن هذه الثقافة لم تكن موجودة من قبل في قطر. وحسب ابوعيسى فإن عملية المزايدة وكيفية اخذ رقم وغيرها كلها ثقافة كانت غائبة من قبل وهذا ما يعملون عليه كأحد الطرق المتبعة لترسيخ هذه الثقافة. وأضاف بعض الناس يتفاجأون ويتساءلون لماذا نأخذ منهم نسبة عمولة وشيك ضمان ونسجل بياناتهم وعناوينهم .
ويؤكد ابوعيسى أن دور دار الباهي للمزادات لا يقتصر فقط علي تنظيم المزاد وانما معني بنشر هذه الثقافة وسط المجتمع عبر الخدمات التي يقدمونها وشرح طرق المزايدة وكيفية التعامل معها. واضاف أن الدار تسعي للتوسع اقليمياً في دول مجلس التعاون اضافة لتفعيل المزاد عبر الانترنت بشكل أكبر .
سوق السيارات
ويرى مسفر الهاجري الذي التقته لوسيل بمزاد حلب لبيه (وهو ايضاً احد الذين تبرعوا بسيارته لنصرة حلب) بأن المزاد جيد ولا غبار عليه، الا ان ضيق المكان في المزاد غير مستحب، ويضيف بأن ثقافة المزاد في قطر ما زالت تحتاج لمزيد من الدراسات والتطوير خاصة في عمليات البيع والشراء في سوق السيارات. ويضيف الهاجري أن المزاد الناجح لا بد أن يصحبه إعلان قوي في كافة وسائل الاعلام سواء ان كانت صحفا أو تلفزيونا او مواقع تواصل اجتماعي. ويضيف دول الجوار لديها خبرة أكبر في مجال المزادات يمكن الاستفادة منها لترسيخ هذه الثقافة.
تنافس على الخير
وشدد محمد يوسف أحد المواطنين الذين ارتادوا مزاد حلب لبيه، على الدور الكبير الذي تقوم به المزادات الخيرية في ترسيخ ثقافة العمل الخيري والتنافس علي الخير وهنا تتحول المزايدة من ثقافة مزاد إلى عمل خيري.
ويضيف يوسف الذي يحضر لأول مرة مزاد بقطر، ان الأسعار المناسبة هي احد عوامل الجذب للمزاد وطريقة العرض الجيدة بالاضافة للسلعة نفسها. ويشير يوسف لقطع الموجوهرات بمزاد حلب لبيه ويقول طريقة العرض كان يمكن أن تكون أفضل من هذه حتى تجذب الناس بشكل أكبر، وحتى لا تنقص من المجهود الكبير الذي بذل في هذا المزاد.