

رغم الأجواء الاحتفالية التي تحيط بـ ببطولة كأس العرب، وما تمثله من تجمع عربي كروي يعكس وحدة الرياضة وقيمها السامية، فإن بعض مباريات البطولة ومرحلة التصفيات لم تخلُ من لقطات صعبة . نتيجة الضغط النفسي، وسخونة المنافسة، وتراكم التوتر داخل أرضية الميدان.
إليك بعض الحالات التي شهدت طردًا بالبطاقات الحمراء مع أسماء اللاعبين المعنيين:
في مباراة منتخب مصر ضد منتخب الكويت، طُرد حارس مرمى الكويت سعود الحوشان في الدقيقة 84 من زمن المباراة بعد حصوله على بطاقة حمراء.
في مواجهة التأهيل بين منتخب البحرين ومنتخب جيبوتي، تعرّض مدافع جيبوتي احمد زكريا للطرد بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية في الدقيقة 41 (قبل نهاية الشوط الأول)، ليكمل منتخب جيبوتي اللقاء بعشرة لاعبين. في مباراة التأهيل بين منتخب السودان ومنتخب لبنان، طُرد المهاجم السوداني جون مانو بعد تلقيه إنذارين سريعين (ثانيهما أعطته بطاقة حمراء) في الدقيقة 22 من المباراة، ما أجبر السودان على مواصلة اللقاء بعشرة لاعبين.
أما في مباراة المجموعة بين منتخب الجزائر ومنتخب السودان، فقد حصل اللاعب الجزائري آدم اوناس على بطاقة حمراء في نهاية الشوط الأول إثر تدخل قوي، ما أضعف صفوف الجزائر أمام منافسه.
تداعيات الانضباط وتأثير الانتقائية على الرياضة
مثل هذه المشاهد، على تعددها وتنوعها، تعكس الضغط الكبير الذي يعيشه اللاعبون في بطولاتٍ رسمية بحثًا عن التأهل، وعن المجد العربي. لكن في الوقت ذاته، تطرح أسئلة جدية حول مدى ترسيخ ثقافة اللعب النظيف والالتزام بالروح الرياضية داخل المنتخبات وفي أوساطها الفنية والإدارية.
كرة القدم ليست مجرد نتيجة أو هدف — هي رسالة أخلاق قبل أن تكون تفوقًا رياضيًا. التحلي بالروح الرياضية، احترام المنافس، الالتزام بقرارات الحكم، وضبط النفس عند الاحتكاك — هي جوهر اللعبة الحقيقي.
خاصة في بطولة بحجم “كأس العرب”، التي تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة من مختلف الدول العربية. تصرفات اللاعبين على أرض الملعب تصبح نموذجًا يُحتذى به، لا سيما من قبل الأجيال الشابة.
مسؤولية جماعية لتعزيز القيم النبيلة
إن تعزيز الروح الرياضية لا يقع على عاتق اللاعبين وحدهم، بل هو مسؤولية مشتركة بين: الاتحادات والقائمين على التنظيم، من خلال تعليم اللوائح وضمان الالتزام بها، وتطبيق عقوبات رادعة عند المخالفات.