الحمادي لـ "المعلمين": أنتم مؤتمنون على طلابنا

alarab
محليات 05 أكتوبر 2015 , 11:25م
الدوحة - العرب .. تصوير: معتز الدحنون
رحب سعادة الدكتور محمد عبدالواحد الحمادي، وزير التعليم والتعليم العالي الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم، بجميع المعلمين والمعلمات، في مختلف المراحل التعليمية، المنتشرين في ربوع قطر الحبيبة، قائلاً: "أقدم التهنئة إلى كل من أمضوا سنين حياتهم، وبذلوا قصارى جهدهم، وهم ينيرون الطريق لأبنائنا، علماً وخلقاً، بدءاً من أول حرف يخطه طفل في رياض الأطفال، إلى العلوم المتقدمة التي ينهلُ منها شبابُنا وفتياتنا ليكونوا مواطنين فاعلين وناجحين، متمسكين في ذات الوقت بدينهم وتقاليدهم وقيمهم العربية والإسلامية الأصيلة.

وأضاف الحمادي: "يأتي احتفالنا باليوم العالمي للمعلم في غمرة جهود حثيثة ومتواصلة تبذلها دولتنا الفتية بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه"، وبتوجيهات معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للتعليم، للارتقاء بالمنظومة التعليمية في البلاد، وفق خطط ممنهجة ومدروسة، تواكب روح العصر، وتحافظ في الوقت نفسه على قيمنا الإسلامية السمحة، وتصون تراثَنا، وتراعي تقاليدَنا وعاداتنا القطرية والمجتمعية، باعتبار ذلك ضرورةً وطنيةً للحاق بركب الأمم المتقدمة، والاستيعاب الواعي لكل ما يستجد من فكر وممارسات جديدة وإيجابية في الميدان التربوي والتعليمي، مشيراً إلى أن احتفال اليوم العالمي للمعلمين يأتي هذا العام تحت شعار "تمكين المعلمين لبناء مجتمعات مستدامة"، باعتباره أحد بنود إعلان أنشيون الصادر عن المنتدى العالمي للتربية المنعقد في كوريا لعام 2015، والذي يطالب بتمكين المعلمين والمربين وتوظيفهم توظيفاً ملائماً، وتدريبهم تدريباً جيداً، وتأهيلهم تأهيلاً مهنياً مناسباً، وتمتعهم بالحوافز وأوجه الدعم اللازمة، في إطار نُظم تعليمية ناجعة تُدار بطريقة فعالة وتُزوّد بموارد كافية، وهو ما سعت قطر وتسعى إلى تحقيقه بشتى السبل.

ووجه الحمادي حديثه للمعلم، قائلاً: "أود أن يدركوا تماماً مدى المسؤوليات الجسام الملقاة على عواتقهم وهم يقومون بتربية فلذات أكبادنا، وأقول لهم: عليكم وأنتم المؤتمنون عليهم، أن تكونوا قدوة صالحة لهم، تعينونهم وتصبروا عليهم وتوجهونهم الوجهة السليمة نحو التحلي بالأخلاق الفاضلة والقيم الرفيعة، وأن تصبحوا معلمين وأولياء أمور لهم في وقت واحد داخل الصف وخارجه، تخلصون في أداء المهمة وتؤدون الرسالة بكل إخلاص وتجرد، تحافظون على الوقت، وتصلحون وتقوِّمون الاعوجاج والضعف والتقصير بروح تربوية سمحة، تشجعون الأبناء على المشاركة والتفاعل الصفي واللاصفي، وتفعلون كل ما بوسعكم لتطوير قدراتكم ومهاراتكم التدريسية لما فيه مصلحة طلبتكم، والارتقاء بمستوى التحصيل لديهم والعمل الجاد لبناء شخصياتهم، حتى يصبحوا أعضاء صالحين وفاعلين في مجتمعهم، ومفيدين لبلدهم وأمتهم.

وأكد الحمادي أن المجلس الأعلى للتعليم يهتم بتطوير قدرات المعلم، صقلاً وتدريباً وتأهيلاً، حتى يضطلعَ بدوره في أداء رسالته، وذلك بالجودة والتميز المهني المطلوب بكل إخلاص وتجرد، لافتا إلى أن قطر كانت رائدةً وسباقةً إلى تمهين التدريس ودعم المعلم، اعترافاً منها بأنه حجر الزاوية وجوهر العملية التعليمية، وأنه يجب أن يتبوأ مكانته اللائقة المستحقة، سواء أكان ذلك بتحسين أوضاعه المادية والمعيشية، أو بتوسيع فرص التطوير المهني المتاحة له، وإكسابه كافة المهارات والمعارف التي يحتاج إليها لكي يبدع في عمله، ووضع الضوابط والمعايير التي تضمن له مساره المهني وتحفظ حقوقه وخبراته.

وتحدث الحمادي عن المبادرات والإجراءات التي قام بها المجلس الأعلى للتعليم والتي من شأنها دعم المعلم، حيث قال: "إن قطر كانت سباقة إلى وضع المعايير المهنية الوطنية بوصفها إطارا يعمل من خلاله المعلمون وقادة المدارس على إعداد المناهج، والدروس، وأساليب إدارة وقيادة المدرسة، كما أنها ترسم سياسات التطوير المهني، سواء عند إعداد معلمين جدد للصفوف الدراسية أو تدريب المعلمين العاملين على تطبيق معايير المناهج، وترتقي المعايير المهنية الوطنية بنظرة المجتمع إلى مهنة التعليم، وتجعلها مهنة مرموقة، وعلى مستوى التطوير المهني قمنا هذا العام بتدشين مركز التدريب والتطوير التربوي الذي سوف يوسِّع آفاق التطوير المهني للمعلمين وقادة المدارس، ويلبي تطلعات المعلمين ويراعي احتياجاتهم، كما أنشأنا مكتباً لشؤون المعلمين في هيئة التعليم بهدف دعم المعلمين والمعلمات في الدولة في كل ما يتعلق من إجراءات تعمل على تطوير قدراتهم المهنية والتربوية، كما تم الإعلان مسبقاً عن الميثاق الأخلاقي للتربويين في قطر، وشكلنا اللجنة الاستشارية للمعلمين لكي يكون لجميع المعلمين والمعلمات في الميدان التربوي صوت يعبر عن آرائهم ومقترحاتهم، بالإضافة للتعاميم السابقة بتخفيف الأعباء على المعلمين، وذلك في إطار منظومة متكاملة هدفها تهيئة بيئة العمل التعليمية والتدريب المستمر للمعلم وتحسين أدائه الكلي، بما ينعكس إيجاباً على إثراء تحصيل ومعارف أبنائنا الطلبة والطالبات.

وأشار الحمادي إلى قيام الوزارة بتشجيع ودعم وتوظيف التكنولوجيا في التعلم في ظل تغير الكثير من المفاهيم التعليمية، موضحاً أن التكنولوجيا أصبحت عنصراً أساسياً في التعليم، ولم يعد التلقين والحفظ عن ظهر قلب ضمن المعايير والمقاييس الدولية للتعليم في عصرنا الحاضر، بل استجد الكثير من أساليب التدريس والتقييم والتقويم التي تجعل البيئة المدرسية جاذبة، وعاملاً مساعداً على الإبداع والتميز والابتكار واكتشاف القدرات والموهوبين وتطوير مقاييس التقييم والتحصيل، وذلك أمر ضروري في كل مجال، وبإلحاح في المجال التعليمي خاصة، وهو ما نقوم به الآن في إطار سياساتنا ونظامنا التعليمي.

وأضاف أن مهنة التعليم بكل مكوناتها وعناصرها من معلم وإدارة مدرسية وإشراف تربوي ومنهج وطلبة وأولياء أمور ومبنى، كانت وستظل دائماً محل اهتمام ورعاية خاصة من جانب قيادتنا الرشيدة، لأن التعليم بكل بساطة هو أساس كل مجالات حياتنا وهو العمود الذي يستند عليه البيت وتنهض به الأمم.

وأشار إلى أن تخصيص يوم عالمي للمعلم، يؤكد بجلاء الدور المتعاظم للمعلم والرسالة المقدسة المنوطة به في مجال التعليم، فنحن على ثقة بأن المعلم في دولة قطر بما يتوافر له من دعم ومساندة، أهل لهذه الأمانة، وأنه قادر على إنجازها بعون الله، ثم بتوجيهات القائمين على المنظومة التعليمية في البلاد وبتسخير المعلم ذاته لإمكانياته وبذل جل طاقاته في سبيل الوفاء بهذه الرسالة وتحقيق غاياتها النبيلة في خدمة المجتمع والدولة.

كما خاطب الحمادي المعلمين، قائلاً: "إلى كل معلم وكل معلمة في قطر أهنئكم في يومكم هذا، هنيئاً لكم رسالتكم النبيلة السامية، فأنتم أساس العملية التعليمية وركيزتها، ونحن نعول عليكم الكثير، ونتطلع إلى المزيد من جهودكم وتفانيكم في عملكم من أجل رفعة وطننا وإعلاء رايته خفاقةً بين الأمم، ولا يفوتني في هذا المقام أن أبارك للمعلمين والمعلمات المحتفى بهم في هذه الأمسية، ونعرب لهم عن تقديرنا لكل ما بذلوه من جهد ومثابرة وعمل دؤوب ومخلص خلال مسيرتهم التعليمية وأن هذا التكريم دافعٌ لهم ولغيرهم نحو المزيد من التفاني في العمل ونشر وتأصيل العلم والمعارف التربوية والاعتزاز بالوطن".