في إطار تواصل حملة أوقفو مجاعة الصومال التي أطلقتها قطر الخيرية لإغاثة المتضررين بالجفاف، بدأ وفد من قطر الخيرية يضم كلا من السيد سعود المعاضيد مدير إدارة الاعلام، والسيد خالد عبدالله اليافعي مدير إدارة الإغاثة، زيارة للصومال لمعاينة آثار موجة الجفاف التي يتعرض لها الصومال عن قرب والاطلاع على الحالة الإنسانية للمتضررين منها، وتقديم المساعدات الإغاثية لهم، وتفقد مشاريع قطر الخيرية الإغاثية.
وتضمن برنامج اليوم الأول زيارة مخيمات النازحين بضواحي العاصمة الصومالية مقديشو، ومستشفى بنادر للأمومة والطفولة والذي يؤوي عددا كبيراً من الأطفال الذين تأثروا بالجفاف وتعرضوا لأمراض سوء التغدية.
توزيع السلال الغذائية
وقد قام الوفد بتوزيع السلال الغدائية للأسر الأكثر تضررا بالجفاف والذين يعيشون في مخيمات درييل وكلمس والمقابر، وتضمنت السلال المواد التموينية الأساسية التي تكفي الأسر مدة شهر كامل، وبلغ عدد المستفيدين 514 أسرة (3084 مستفيدا).
وذكر السيد آدم شيخ حسن مسؤول مخيم درييل أن مخيم درييل يؤوي 5000 أسرة نازحة من أقاليم شبيلي السفلى، وباي وبكول، وجدو وشبيلى الوسطى، ممن يعانون ظروفا معيشية وصحية صعبة، وتزداد هذه المعاناة يوما بعد يوم، في هذه الأيام حيث يكون الجو في النهار حارا جدا وفي الليل باردا جدا، فيما يسكن معظم سكان المخيم في بيوت مصنوعة من أغصان الشجر وبقايا الثياب البالية.
وقال السيد عبدالنور مرسل، مدير مكتب قطر الخيرية في الصومال إن الصومال تشهد حالة إنسانية خطرة، جراء تأخر موسم الأمطار لمدة ثلاثة أعوام، وهذا الأمر أدى إلى أن يعاني نصف سكان الصومال حوالي، 7.1 مليون شخص من خطر المجاعة، أغلبهم نزحوا من مدنهم وقراهم وتمركزوا في مخيمات داخل المدن الكبيرة، بعد رحلة شاقة استمرت بعضها أكثر من شهر سيراً على الأقدام بحثا عن ما يسد جوعهم .
وأوضح أن قطر الخيرية بدأت بالتدخل منذ بدء الأزمة الإنسانية في المناطق المتضررة في جميع الولايات الصومالية، بحيث استفاد من الحملات الإغاثية في قطاع الغذاء والتغذية أكثر من 123,738 شخصا في الفترة ما بين نوفمبر 2021 الى مايو 2022.
وأعرب عن جزيل الشكر وعظيم الامتنان للمتبرعين من أهل الخير من الشعب القطري، الذين هم دوما سند للشعب الصومالي.
وتركت أزمة الجفاف تأثيرها الكبير لاسيما على الأطفال بسبب المجاعة وتسببت بموت الأطفال وإصابة مئات الآلاف منهم بسوء التغذية، ومن الحالات الإنسانية التي استفادت من المساعدات الغذائية لقطر الخيرية السيدة سلطانة حسين ابراهيم 26 عاماً، من قرية ولموي التي تبعد عن العاصمة مقديشو 45 كيلومترا، حيث كان لديها خمسة أطفال، اثنان منهم ماتا في الطريق بسبب سوء التغدية، وعندما وصلت مخيم طيب مات طفلان آخران، وبقي لديها حاليا طفل واحد، ورغم الحالة النفسية التي كانت تشعر هي وزوجها، فقد عبرت عن شكرها لأهل الخير في قطر على دعمهم لهم بسلة غذائية تكفيها وتكفي أسرتها مدة شهر.
وتقوم قطر الخيرية بتشغيل عيادة صحية متنقلة للمتضررين بالجفاف، توفر خدمات صحية مجانا، حيث تستقبل يوميا أكثر من 200 مريض، أغلبهم من الأطفال والنساء والعجزة.
وقال محمد علمي حسن 49 عاما من قرية ديماي بنمطقة سبلالي في اقليم شبيلي السفلي لدي 9 من الأطفال يعانون من سوء التغذية والملاريا، لم أقدر على توفير الدواء لهم، وبحمد الله تحسنت حالتهم بعد أن زرت عيادة قطر الخيرية في المخيم فشكرا لهم وللمحسنين الكرام .
ووفق تقديرات منظمة أنقذوا الاطفال Save The children فإن 386,400 طفل صوماليا يعانون من سوء التغذية الحاد، فيما سيواجه ما يقدد ب 1,5 مليون طفل صومالي دون سن الخامسة سوء التغذية الحاد بحلول نهاية العام.