وفرة وأسعار تنافسية.. لوسيل في جولة بأسواق حلال الأضاحي

80 ألف رأس من الحلال الحي والمبرد بالأسواق خلال موسم الأضحى

لوسيل

صلاح بديوي

تتنافس شركات المواد الغذائية العاملة في الدولة للظفر بحصة من كعكة لحوم وحلال الأضاحي والفوز بأكبر عدد من طلبات المستهلكين عليها، وفي هذه الأجواء التنافسية نجد الأسواق تتمتع بوفرة من قطعان الخراف والبتلو والإبل، وخصوصا الأغنام متعددة الأنواع والجنسيات والأحجام، والأصناف التي تلبي احتياجات وأذواق كافة شرائح المجتمع. ووفق دراسات للسوق من قبل سجلات تجارية تنفق دولة قطر خلال أيام عيد الأضحى المبارك ما قيمته 180 مليون ريال (49 مليون دولار) من لحوم الأضاحي الحية، بخلاف بقية أنواع اللحوم المبردة والمجمدة والمصنعة.

وحسب السجلات تستهلك دولة قطر متوسط 1.5 مليون خروف سنوياً، من بينها 200 ألف خروف خلال عيد الأضحى ورمضان، إضافة إلى أن معدل استهلاك الفرد من اللحوم في البلاد سنوياً يصل إلى 90.5 كيلو، وهو من أعلى معدلات الاستهلاك في العالم، وفق منظمة الأغذية والزراعة العالمية الفاو .

بينما تشير أرقام رسمية إلى أن دولة قطر تستهلك 88 ألف طن من اللحوم الحمراء والبيضاء الطازجة سنويا، من بينها 53 ألف طن لحوم خراف و6 آلاف طن لحوم إبل، 7 آلاف طن لحوم أبقار، و22 ألف طن لحوم دواجن طازجة .

وتشير تلك السجلات التي اطلعت عليها صحيفة لوسيل إلى أن عدة شركات رئيسية في الدولة تطرح خلال موسم العيد قرابة 80 ألف رأس من الحلال، 60 % رؤوس الخراف المبردة، 40 % رؤوس خراف حية والمئات من البتلو والإبل، ويتوافر من حلال الأضاحي بالأسواق 15 صنفا على الأقل، إلى جانب 6 أصناف محلية فيكون المجموع 21 صنفاً من حلال الأضاحي المتميزة المنتجة في قطر والمستوردة من 9 مصادر خارجية.

وتبلغ متوسطات أسعار حلال الأضاحي المتميز بين 7 آلاف ريال لرأس الإبل 4500 ألف ريال لرأس البتلو و1500 ريال لرأس الخراف البلدي المحلي، وهناك رؤوس أضاحٍ من الخراف تتسم بمتوسطات أسعار أقل تصل إلى 750 ريالا للخروف وتصل أحجامها الى 35 كجم من إيران والسودان والصومال وأرمينيا وتركيا ودول أخرى.

وفرة في الأضاحي

وخلال جولة لـ لوسيل في السوق المركزي المخصص للحلال بالوكرة، تلتها جولة أخرى في ساحة أبو نخلة للحلال بعزب أبو نخلة، لفت انتباه الصحيفة الوفرة في أعداد الحلال ورواج عمليات بيعها في ظل حالات من الاستقرار غير المسبوق في الأسعار وتواصل إمدادات حلال الأضاحي، حيث تتدفق من العزب والمزارع المحلية ومن الخارج الآلاف من قطعان الحلال مختلفة الأنواع والأصناف والأحجام يوميا وتنتظر الزبائن الذين يتطلعون لشراء الأضاحي.

وبمجرد دخول لوسيل إلى سوق الحلال، اندفع عدد من السماسرة والبائعين نحو لوسيل لمعرفة ما نبغي من الخراف وعرضوا على مندوب الصحيفة أصنافا وأنواعا متعددة من قطعان الحلال بأسعار تلبي كافة الأذواق بل وظل السماسرة والبائعون يتسابقون في تقديم عروض الأسعار والأضاحي لمندوب الصحيفة على أمل أن يظفر كل منهم بمشتر جديد لحلال الأضاحي.

وفي ذات السياق تكرر المشهد في ساحة حراج أبو نخلة، حيث لفت انتباه صحيفة لوسيل وجود وفرة من الخراف وانخفاض نسبي في الأسعار بالساحة عن سوق الوكرة، وفي معرض تبريره لذلك قال أحمد محروس راعي سيارة محملة بالحلال في ساحة أبو نخلة للصحيفة: إن انخفاض الأسعار يتراوح من 10 إلى 20 % عن سوق الوكرة للحلال والسبب يرجع إلى أن سوق الوكرة إيجارات حظائر الحلال به مرتفعة على الرغم من حرص شركة أسواق على تخفيض سعار تلك الإيجارات مرارا بينما الساحة تعرض فيها قطعان الخراف مجانا بدون رسوم .

واستطرد محروس قائلاً: ولذلك فإن ساحة حراج أبو نخلة استقطبت مبيعات حلال تجمعات العزب القطرية المختلفة، بينما أجبرت الشركات على تأجير حظائر بسوق الوكرة للحلال نظرا لطبيعة عملها وضرورة تقنين وجودها، وعموما فإن تجار الحلال بشكل عام يفضلون عرض مبيعاتهم من الخراف في سيارات بتلك الساحة عن عرضها في السوق المركزي للحلال بالوكرة للحد من نفقاتهم .

وبصورة أكثر تفصيلا، قال عمر السوداني بائع حلال لـ لوسيل : الإيجارات مرتفعة في سوق الحلال، حيث يصل إيجار الحظيرة الشهري إلى 4 آلاف ريال، وهذا يعني إيجارا سنويا 48 ألف ريال، بينما مكسب الحظيرة لا يصل إلى 70 ألف ريال طوال العام، الأمر الذي ينعكس بدوره على أسعار المنتج المعروض للبيع من الحلال، ولذلك يفضل التجار ساحة أبو نخلة .

الحظائر والمقاصب

وخلال جولتها في سوق الوكرة للحلال توقفت لوسيل أمام حظائر توجد بها أعداد من قطعان العجول البتلو معروضة على من يرغب في شراء أضحية منها يصل وزن العجل منها إلى اكثر من 200 كجم من اللحوم الصافية، إلى جانب وجود المئات من رؤوس الأغنام المحلية والمستوردة، وقال آدم أحمد راعي الحظيرة إن متوسط سعر الرأس يصل إلى 4500 ريال وهناك أسعار أعلى من ذلك وأقل.

وتعرض شركة ودام في حظائرها 7 أنواع من الحلال للبيع، من بينها الخروف الإيراني بسعر 960 ريالا والخروف الهرفي بسعر 1050 ريالا وخروف أسترالي بسعر 700 ريال وخروف سوداني بسعر 650 ريالا، ووفق سجلات شركة ودام فإن الأكثر مبيعا من الخراف السوري 1300 ريالا وخروف عربي عواسي بألف ريال والأسترالي 700 ريال.

ووفق تطبيق ودام يبلغ سعر الخروف السوري الطلي من 15 الى 10 كجم 1300 ريال قطري والخروف بلدي مدعم للمواطنين بألف ريال ويخصص عدد 2 رأس لكل بطاقة ويسلم الخروف مع الكبدة والكلاوي والقلب والخرف السوداني 750 ريالا، ويبلغ سعر الخروف الأسترالي المجمد زنة 18 كجم 684 ريالا والخروف الهندي المبرد متوسط وزن 7 كجم 290 ريالاً.

ويرصد مصدر في شركة ودام - رفض ذكر اسمه - 4 تطورات مهمة في مسار تسويق اللحوم بالشركة، التطور الأول ويتعلق بتركيز الشركة على تسويق المنتج المحلي كمبادرة من قبل الدولة لتعزيز إنتاج العزب المحلية، وبنسبة قد تصل إلى 70 % من خراف الأضاحي التي يتم دعمها، ويشدد المصدر على اهتمام الدولة بدعم المنتج المحلي وتضاعف حجم الإنتاج مما كان عليه في السابق، الأمر الذي يترتب عليه استقرار وتنوع وجودة في حجم المعروض من الخراف والحلال .

ووفق المصدر فإن شركة ودام دعمت في الآونة الأخيرة افتتاح مقاصب في مناطق تعتبر من أهم مناطق الإنتاج المحلي من الحلال بالدولة، أبرزها مقصبا الشيحانية وأم صلال، وهذا الأمر ينشط من حركة البيع والشراء خصوصا وأن المقاصب تعتبر واحدة من أهم الركائز التي يعتمد عليها الاستثمار بمجالات إنتاج الحلال، حيث بلغ عدد المقاصب التي تمتلكها الشركة من بينها مقاصب متطورة أقيمت على أحدث المواصفات العالمية .

وقال المصدر لـ لوسيل إن ودام توفر للسوق أيضا أصنافا مختلفة من اللحوم المبردة على مدار الأيام وخصوصا أيام العيد يتم استيرادها جوا بشكل يومي من أهم الدول مثل أستراليا، جنوب أفريقيا، السودان، باكستان البرازيل، الأرجنتين.

ولدى ودام الغذائية 6 مقاصب منها 4 ينتظر أن تتولى توفير الدعم لخراف المبادرة وهي مقاصب الوكرة، أم صلال المركزي، الشيحانية، الشمال، إضافة إلى مقصب الخور ومقصبي الشيحانية وأم صلال اللذين افتتحا مؤخرا يعملان بطاقة إنتاجية تصل إلى ألف رأس من الحلال يومياً لكل منهما وتصل مساحة المقصب منهما إلى 5 آلاف متر مربع. وتلك المقاصب تخضع للرقابة الصحية من قبل مفتشي وزارة البلدية والبيئة، والتي تتولى بدورها الإشراف على عمليات الذبح لضمان صلاحية الغذاء.

وأشار المسؤول بودام إلى أن مبادرة دعم الخراف إلى جانب أنها تساهم في تنمية المنتج المحلي، فإنها تساهم إلى حد كبير في استقرار أسعار اللحوم في الأسواق .

وأضاف: ودام توفر في منافذها الآن خرافا حية محلية وسودانية وأسترالية وسورية وأرمينية، وأن مقاصب ودام خلال أيام العيد تعمل من 5 صباحا إلى 4 مساء بالشيحانية، ويعمل مقصبا الوكرة والخور من 5 صباحا إلى 5 مساء، والشمال من 9 صباحا إلى 5 مساء.

بالنسبة للحجز إلكترونياً والتوصيل للمنازل، أوضح المسؤول أنه يمكن حجز الأضاحي عبر تطبيق ودام على الأجهزة الذكية مدعوماً بخاصية السداد الإلكتروني والتوصيل خلال أيام العيد.

وأشار إلى أنه تم تحديد مسارات في مواقع بيع الأضاحي والمقاصب وتسليمها بالمركبات دون الحاجة للنزول، حيث يتم الدفع من خلال البطاقة البنكية وتسلم الأضحية في المسار النهائي قبل الخروج بالمركبة.

هذا ووفق المسؤول تعزز الكفاءة التشغيلية للمقاصب بكادر يتجاوز 350 فرداً لتسهيل وتسريع عمليات الذبح، والتنسيق مع البلديات لزيادة الكوادر الطبية لتسريع علميات فحص الأضاحي قبل وبعد الذبح.

خراف الحظائر

وخلال جولات لوسيل على حظائر التجار بالسوق المركزي بالوكرة، رصدت تواجدا لأنواع من الأغنام والماعز والتيوس الصغيرة والكبيرة والمتوسطة الحجم نظرا لوجود إقبال كبير عليها من جانب المواطنين إلى جانب الأضاحي، ويقول التاجر عثمان المهدي إن هذا الإقبال من أجل تزيين موائد الطعام بالطلب من الماعز والأغنام الصغيرة السن .

وحول الأسعار، أوضح أن التيس الصغير زنة 5 أو 6 كجم لحما صافيا يتراوح سعره من 550 إلى 650 ريالا أي بقيمة أكثر من 100 ريال للكيلو جرام وهي أسعار مرتفعة إذا ما عرفنا أن متوسط سعر الكيلو من لحوم التيوس الكبيرة 35 ريالا، ويصل سعر التيس زنة 25 إلى 30 كجم إلى 1100 ريال، وسعر التيس زنة 12 إلى 15 كجم من 650 إلى 850 ريالا .

وعن أسعار خراف الأضاحي، قال محمد الزواوي بائع: يصل سعر الخروف الصومالي زنة 35 كجم إلى 850 ريالا والإيراني نفس الوزن إلى 950 ريالا والخروف الصومالي الطلي زنة 18 إلى 13 كجم لحما صافيا من 550 إلى 750 ريالا والخروف العربي زنة 40 كجم يباع بسعر يتراوح بين 1500 ريال، والسوري بذات الوزن من 1400 ريال، والخراف العماني ذات الوزن 1300 ريال والعارض الإيراني طلي زنة 7 إلى 12 كجم يتراوح سعره بين 850 إلى 1200 ريال.

ويرجع ظهور المنتج المحلي من العزب والمزارع إلى تنامي حجم الدعم المقدم من قبل الدولة لتلك الوحدات الإنتاجية سواء من الأعلاف المركزة المجانية للمندرجين تحت مشروع دعم الحلال أو الشعير والشوار الذي يصرف للمربين بأسعار رمزية.

استعدادات البلدية والبيئة

وبدأت وزارة البلدية والبيئة تنفيذ خطة للتفتيش على المقاصب والتأكد من جاهزيتها والتزامها بالإجراءات الاحترازية المطلوبة بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة للتأكد من سلامة الأضاحي وإجراءات المقاصب الاحترازية، من خلال تكثيف الزيارات الميدانية إليها والتأكد من جاهزيتها وفحص العاملين بها بشكل مستمر، وكذلك زيادة عدد المفتشين الصحيين وجولات التعقيم داخل المقاصب وخارجها بشكل مستمر والتخلص الفوري من مخلفات الذبح وتنظيم عمليات البيع.

وعلمت لوسيل من مصدر مسؤول بالبلدية والبيئة أنه سيتم العمل في المقاصب خلال أيام الأسبوع كاملة من الساعة الخامسة صباحا وحتى الخامسة مساء، تحت إشراف الأطباء البيطرين المختصين والحرص التام على سلامة الذبائح المستلمة للجمهور، مع التأكد من مدى التزام العاملين بهذه المقاصب من حيث وجود الشهادات الصحية والنظافة الشخصية، وذلك لاستقبال ذبائح الجمهور والكشف البيطري عليها طيلة أيام عيد الأضحى المبارك، وحذر المصدر من عدم الذبح العشوائي أو الاعتماد على القصابين المتجولين خاصة خلال هذه الفترة.

ومن جانبها تقدم وزارة البلدية والبيئة 6 حزم من الدعم لمربي الحلال تتمثل في دعم غير مباشر مثل إصدار شهادات الحيازات التي يتم تقديمها لوزارة التجارة والصناعة لصرف الأعلاف المدعومة، وشهادات صرف مياه مدعومة، وشهادة تُقدم لوزارة الداخلية لاستقدام عمال التربية الحيوانية، كما يوجد تعاون مع بنك قطر للتنمية لصرف قروض ميسرة لأصحاب العزب لشراء الحيوانات للتربية.

وبالنسبة للدعم المباشر الذي تقدمه الوزارة فيتمثل في تقديم الخدمات البيطرية مجاناً، كالتحصين والتلقيح ورش الطفيليات ودعم مدخلات الإنتاج لمربي الثروة الحيوانية مثل توزيع المعالف المجانية والأملاح المعدنية ومكاينات جز الصوف، وتوزيع الأعلاف المركزة والحلابات الآلية للأغنام والماعز والأبقار، على مربي الثروة الحيوانية في مجمعات العزب.

وتجيء تلك التطورات في وقت أعلنت فيه وزارة البلدية والبيئة إحصائية عن أعداد الحلال في الدولة، مؤكدة تناميها وأن عدد رؤوس الجمال يبلغ 131080 رأساً، والخراف 1094217 رأساً، والبقر 40971 رأساً، والماعز 441279 رأساً، بإجمالي 1707547 رأساً. وأوضحت الوزارة أن عدد مربي الثروة الحيوانية بلغ 17866 فرداً