

كشف الدكتور أنيس اليافعي مسؤول مركز المعافاة واستشاري طب المجتمع في مركز لعبيب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، عن ارتفاع نسبة مرض السمنة لدى النساء القطريات أكثر من الرجال القطريين وفق المسح الوطني التدرجي، موضحا أن 71 % من القطريين بشكل عام لا ينخرطون في أي نشاط رياضي متوسط أو قوي خلال الأسبوع.
وقال اليافعي إن الأرقام الرسمية في قطر تشير إلى وضع غير مطمئن حول سلوكيات الناس تجاه الأكل الصحي وممارستهم للنشاط الرياضي، وأنه أمر مهم للغاية لما له من انعكاس على الوضع الصحي في قطر خصوصا فيما يتعلق بانتشار الأمراض المزمنة غير الانتقالية مثل السمنة والسكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وغيرها.
وأوضح أن المسح الوطني يشير إلى أن أغلب القطريين يتناولون أسبوعيا الفاكهة بمتوسط (3.4) والخضار بمتوسط (5.5) يوما بالأسبوع، في حين أن أغلب التوصيات العالمية التي تربط بين الخضار والفاكهة وبين علاقتها بالأمراض المزمنة توصي بتناولها يوميا خلال الأسبوع. ولا يقتصر الوضع على العدد الأقل في الأيام من حيث تناولها، بل يمتد إلى أن عدد الحصص أو الكمية الموصى بها قليلة وقليلة جدا. إذ يتناول القطريون أقل من حصة واحدة من الفاكهة وأقل من حصة ونصف مثلها من الخضار، في حين أن الباحثين والأطباء يوصون بتناول خمس حصص من الخضار يوميا وثلاث حصص من الفاكهة.
وأضاف أن مؤشرا آخر على تناول الغذاء عالي السعرات الحرارية هو الانتشار الواسع لمرض السمنة في قطر إذ يعاني (43.2%) من النساء القطريات من السمنة، في حين أن (39.5%) نسبة انتشار السمنة عند الذكور القطريين، حيث أظهر المسح أن 71.3% من القطريين لا ينخرطون في أي نشاط رياضي متوسط أو قوي خلال الأسبوع. كما تشير آخر الدراسات أن أغلب سكان قطر يعانون من قلة كمية وجودة النوم ليلا بمعدل أكثر من 60%.
وأشار إلى إمكانية تقليل السعرات الحرارية التي يحصل عليها الشخص عن طريق ملء المعدة بكمية غذاء وسوائل قليلة السعرات الحرارية وتعطي الشعور بالشبع: وهذا يكون بعدة طرق مثل تناول الشوربة أو المشروبات الدافئة قبل الأكل، كما أن تناول كميات كافية من السلطة الغنية بالخضار الملونة تعطي شعورا بالشبع. وشرب المياه، فخلال الشتاء حتى في حالة عدم العطش يثري نشاط الجهاز الهضمي والدوري وكذلك نشاط الكلى، كما يمكن إضافة قطع الخضار أو الفاكهة لإضفاء مذاق محبب للمياه.
ونوه إلى ضرورة إضافة الحبوب الكاملة للوجبات اليومية، حيث تتميز الحبوب الكاملة بقيمتها الغذائية وكذلك إعطائها للطاقة بشكل بطيء مما يبقيها في الجهاز الهضمي لفترة أطول معطية شعورا بالشبع.
ولفت إلى ضرورة التقليل من منتجات الطحين الأبيض، لأن الكم النشوي في المنتجات او المطبوخات التي تعتمد على الطحين الأبيض عالية جدا ويتم احتراقها داخل الجسم بصورة سريعة وتعطي شعور الجوع بعد ساعات قليلة جدا مما يدفع الفرد لتناول المزيد منها ويدخل في دائرة غير منتهية في استهلاك سعرات عالية يوميا، إضافة إلى ضرورة التقليل من تناول السكر.
وأكد على أهمية التنوع الغذائي الذي يتزن بين مكونات الغذاء الأساسية، بحيث يكون نصف صحن الاكل مكونا من الخضار الطازجة أو المسلوقة بالإضافة الى ربع الطبق من البروتين مثل اللحوم والدجاج والاسماك والربع الاخر من النشويات، وقال: لا بد من ضرورة الابتعاد عن الاكثار من النشويات والسكريات بشكل متدرج. وكذلك الحرص على تناول خمس حصص من الفواكه والخضراوات يوميا. الحصة يعني حبة واحدة من الفاكهة أو الخضار.
وأضاف الدكتور أنيس اليافعي: كما ننصح بأن تكون التجمعات الاجتماعية مناسبة للنقاش أو للفعاليات الثقافية أو الترفيهية وليست مناسبة لزيادة والافراط في تناول السعرات الحرارية العالية.