اعتبرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، لجوء الرئيس دونالد ترامب للخيار العسكري وأمره بقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، كشف محدودية جدوى حملة الضغط الأقصى الاقتصادية التي انتهجتها واشنطن ضد طهران.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير لها اليوم، أن الضغط الأمريكي على إيران كان في أغلبه اقتصاديا حتى وقت قريب، من خلال وابل من العقوبات التي تم فرضها على أكثر من 1000 شخصية وجماعة وشركة مرتبطين بإيران، وقد ساهم في تقييد وكبح الاقتصاد الإيراني، وقد كان الهدف من كل ذلك هو إجبار إيران على التفاوض على اتفاقية نووية جديدة.
وأضافت أن العقوبات نجحت بالفعل في خنق إيران اقتصاديا، لكنها لم تجبرها على تغيير سلوكهما أو التفاوض على اتفاقية نووية جديدة، مشيرة إلى أنه رغم أن واشنطن وطهران في خلاف طويل الأمد، إلا أن الإدارات السابقة للبيت الأبيض تجنبت الدخول في مواجهات مباشرة وانتهجت عادة سبل أكثر حكمة، حتى جاء الرئيس السابق باراك أوباما ووعد بـ مد يده إذا كانت إيران مستعدة لـ إرخاء قبضتها ، إلا أنه حين جاء ترامب إلى السلطة، وصف الاتفاق النووي الذي أبرمته إدارة سلفه أوباما والقوى الدولية الأخرى مع إيران في 2015 بأنه فظيع ، وتعهد بإعادة التفاوض عليه.
وأشارت إلى أن ترامب أعلن في مايو 2018 انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، فيما رفضت الأطراف الدولية الأخرى الانسحاب من الاتفاق وأكدت التزامها به.
وبدأ ترامب في استخدام ما يعرف بحملة الضغط الأقصى ضد إيران، من خلال إعادة فرض العقوبات الاقتصادية التي كانت مفروضة بالفعل ضد طهران قبل توقيع الاتفاق النووي، وكذلك فرض عقوبات جديدة مشددة ضد شخصيات وكيانات إيرانية، لدفع طهران للجلوس مجددا على طاولة المفاوضات.