الملتقى القطري للمؤلفين ينظم جلسة خاصة بالمكفوفين بمناسبة اليوم العالمي للغة برايل

لوسيل

الدوحة - قنا

نظم الملتقى القطري للمؤلفين، مساء اليوم، جلسة خاصة عن بعد بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة بريل الذي يوافق الرابع من يناير من كل عام، استضاف خلالها السيد فيصل الكوهجي رئيس إدارة مركز قطر الثقافي والاجتماعي للمكفوفين، للحديث حول المشاغل الثقافية لهذه الشريحة من المجتمع.

وعرف السيد فيصل الكوهجي في البداية لغة برايل بأنها طريقة لعرض للرموز الأبجدية والرقمية باستخدام حاسة اللمس، مشيرا إلى أنها تمكن الكفيف من قراءة الكتب ومختلف المطبوعات بالخط البارز، وهي في تطور مستمر لاسيما في مجال الطباعة.

وبين الكوهجي، خلال الجلسة التي أدارها الكاتب مختار الخواجة، أن طريقة برايل لم تتأثر بالتقنيات الحديثة، وأن الكتب المسموعة والبرامج الناطقة لن تغني عنها وإن كانت إضافة لها، لأنه طبقا للإحصائيات العالمية فما زال هناك أكثر من 150 مليون شخص كفيف حول العالم يستخدم هذه الطريقة في القراءة، مشيرا إلى وجود تقنيات وتطبيقات حديثة تحول المادة المسموعة إلى مادة مطبوعة بطريقة برايل عن طريقة الأسطر الالكترونية الداعمة لطريقة برايل، كما أنه طبقا لإحصائيات دولية فإن الأشخاص المكفوفين الذين يجيدون القراءة والكتابة بهذه الطريقة هم الأوفر حظا في الحصول على وظائف عن غيرهم من المكفوفين.

كما تحدث عن التحديات والأعباء التي تمثلها طريقة برايل وأهمها ارتفاع تكلفة الطابعات الخاصة بها سواء الطابعات الشخصية للأفراد أو الطابعات الخاصة بالناشرين، فضلا عن متاعب عملية التدقيق في مرحلة إعداد الكتاب ليكون قابلا للقراءة ، فضلا على أن حاجة الطباعة إلى الكثير من الورق فمثلا طباعة مصحف مطبوع بطريقة برايل يعادل 6 مجلدات، كل مجلد بحجم المصحف العادي مرتين.

وحول أهم العوائق التي تواجه تثقيف المكفوفين، ذكر رئيس إدارة مركز قطر الثقافي والاجتماعي للمكفوفين، أن من أبرز الإشكاليات التي تواجه مكفوفي العالمي هي صعوبة وقلة الوصول إلى البيانات والمعلومات بشكل عام بسبب قلة الطباعة بطريقة برايل، مشيرا إلى وجود جهود في دولة قطر لمحاولة تذليل هذه العقبات، وهو ما يقوم به مركز قطر الثقافي في ظل سعي مكتبة قطر الوطنية لطباعة أعداد من الكتب بطريقة برايل، كما تم الاعلان عن مشروع بالمؤسسة العامة للحي الثقافي /كتارا/ لإقامة طباعة بهذه الطريقة، وكلها جهود قطرية محمودة لتذليل العقبات أمام المكفوفين.

وتطرق السيد فيصل الكوهجي أيضا إلى اهتمام مركز قطر الثقافي والاجتماعي للمكفوفين بتعزيز الثقافة بين منتسبيه من خلال متابعة آخر التطورات على الصعيد الدولي، وكذلك تقديم التوصيات للجهات المسؤولة بالدولة المتعلقة بهذا الجانب ومنها اتفاقية مراكش الصادرة في 2013 لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات، والتواصل مع المؤسسات في الدولة بهذا الشأن، مضيفا أن المركز يقدم كذلك بعض الدورات في الكتابة والقراءة بطريقة برايل، وهناك مبادرة لتحويل المستندات المهمة للقراءة أيضا بطريقة برايل بدأت من تحويل بدأت من قوائم المطاعم لتتسع إلى الارشادات المهمة ومستندات البنوك وغيرها.

ودعا الكوهجي، في ختام الجلسة، دور النشر والمؤلفين إلى الاطلاع على طريقة برايل ومحاولة إيصال مطبوعاتهم إلى المكفوفين لدعمهم ثقافيا، مشددا على وجود المتميزين منهم فكريا وثقافيا على مدار التاريخ أصحاب ذاكرا للكثير من النماذج المضيئة فكريا في ثقافتنا العربية.

جدير بالذكر أن الأمم المتحدة تحتفل باليوم العالمي للغة برايل منذ عام 2019 وذلك بهدف إذكاء الوعي بأهمية لغة بريل، باعتبارها وسيلة تواصل أساسية للمكفوفين وضعاف السمع حول العالم، توفر لهم حق المساواة في التعلم والمعرفة، والاطلاع على كافة مصادر المعلومات بشكل ميسر.