تظاهرات تعم الأراضي المحتلة في الذكرى المئوية

فلسطين تقاضي الحكومة البريطانية بسبب وعد بلفور

لوسيل

رام الله - وكالات

تظاهر آلاف الفلسطينيين أمس في مدينتي رام الله ونابلس في الضفة الغربية المحتلة في الذكرى المئة لوعد بلفور البريطاني الذي مهد لقيام دولة إسرائيل.
وفي رام الله، رفع المتظاهرون لافتات باللغتين العربية والإنجليزية منها وعد من لا يملك لمن لا يستحق ، وهو مصطلح يستخدم للإشارة إلى وعد بلفور.
ومشى المتظاهرون من دوار عرفات في المدينة إلى مقر المجلس الثقافي البريطاني القريب.
ووقف أبو هيثم عمرو (71 عاما) بين المتظاهرين أمام مقر المجلس وهو يحمل علما فلسطينيا، وقال إن وعد بلفور هو سبب كل ما حصل للشعب الفلسطيني.
وأضاف: بلفور أعطى وعدا بإنشاء الكيان الإسرائيلي وهذا القرار كانت نتيجته ما يعانيه الشعب الفلسطيني حتى الآن من تشريد ودمار وألم . وفي نابلس في شمال الضفة الغربية، انطلقت تظاهرة من وسط المدينة وتوجهت إلى الدوار الرئيسي فيها حيث اختتمت بمهرجان خطابي.
وهتف المتظاهرون: يا إنجليز، يا استعمار، بدنا منكم اعتذار ، و يا بلفور وعدك باطل انت مجرم واكبر قاتل ، و الانتداب الانتداب.. أسس دولة للإرهاب . وحمل المتظاهرون أعلاما فلسطينية وأعلاما سوداء.
وشارك محافظ نابلس اللواء أكرم الرجوب وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية قيس عبد الكريم في التظاهرة.
وطالب المشاركون من بريطانيا الاعتذار من الشعب الفلسطيني والاعتراف بدولة فلسطين وتعويضات.
وقال الرجوب: نقول لبريطانيا إنه آن الأوان كي يصحو ضميرها، ومطلوب من شعبها أن يقف إلى جانب شعبنا ويضغط على حكومته لتقديم الاعتذار، والاعتراف بدولة فلسطين، وتعويضنا عما لحق بنا من أذى وجرائم من قبل احتلال أرضنا . وقام ملثمون بإحراق مجسمات تمثل بلفور ومجسات أخرى تمثل رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي. كما سارت تظاهرات مماثلة في قطاع غزة.
وفي الثاني من نوفمبر 1917، قال وزير الخارجية البريطاني في حينه آرثر بلفور إن حكومته تؤيد إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين . ويختلف الفلسطينيون والإسرائيليون في نظرتهم إلى وعد بلفور البريطاني بعد مرور قرن كامل عليه، إذ تشيد به إسرائيل كأحد العوامل التي ساعدت على قيامها، بينما ساهم هذا الوعد بالنسبة إلى الفلسطينيين في مأساة سلب أرضهم.
وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بريطانيا في ذكرى مرور مئة عام على وعد بلفور بالاعتراف بـ الخطأ التاريخي الذي شكله هذا الإعلان تجاه الشعب الفلسطيني، متخوفا أن وعد الدولتين بات تحقيقه مستحيلا مع مرور الوقت . وقال عباس في مقال نشرته صحيفة الرأي الحكومية الأردنية: وعد بلفور ليس مناسبة للاحتفال، خاصة في وقت لا يزال فيه أحد الطرفين يظلم ويعاني بسبب الوعد، فقد أدى إنشاء وطن لأشخاص آخرين إلى تشريد شعب آخر واستمرار اضطهاده، ولا يمكن المقارنة بين المحتل والشعب القابع تحت الاحتلال . وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن بلادها ستحتفل بافتخار بوعد بلفور.
وقالت نحن فخورون بالدور الذي لعبناه في إقامة دولة إسرائيل وبالتأكيد سنحتفل بالمئوية بافتخار . وتستقبل ماي الخميس في لندن نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمناسبة الذكرى المئوية لوعد بلفور. ويتم إحياء المناسبة خلال حفل عشاء.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ، ومستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للشؤون الخارجية نبيل شعث، أمس إن السلطة الفلسطينية تتجه لمقاضاة الحكومة البريطانية بسبب وعد بلفور، جاء ذلك في تصريح للإعلاميين في العاصمة تونس، خلال مشاركته في ندوة نظمها المنتدى الديبلوماسي التونسي (غير حكومي) ومركز جامعة الدول العربية، بعنوان القضية الفلسطينية قرنا بعد صدور وعد بلفور . وقال شعث، إن القيادة الفلسطينية تدرس رفع القضية، إما أمام المحاكم البريطانية أو الأوروبية أو الدولية، وطلب التعويض عن آثاره، وأكد شعث أن لجنة قانونية تدرس بالتفصيل الإجراءات القانونية الممكن اتباعها لمقاضاة الحكومة البريطانية إما في محاكم بريطانية أو في المحكمة الدستورية الأوروبية العليا، أو في محكمة العدل الدولية . وأضاف شعث أن وعد بلفور كان جريمة كبرى أدت إلى النكبة وكل الكوارث التي واجهها الشعب الفلسطيني، وعلى بريطانيا أن تدرك ذلك.
وبخصوص المصالحة بين حركتي فتح وحماس، قال شعث: نأمل أن نتوحد في إطار واحد للنضال المشترك في مواجهة الاستيطان الإسرائيلي. وأضاف: كل ما اتفق عليه بين الطرفين تم تنفيذه في مواعيده، وذلك سيعيد الديمقراطية الانتخابية في الضفة وغزة، ويسمح بمزيد من القدرة على مواجهة إسرائيل.