طالب اقتصاديون وإعلاميون مغاربة، بضرورة إيجاد حلول سريعة لحراك الريف في منطقة الحسيمة، لتفادي الانعكاسات السلبية على اقتصاد البلاد. وحراك الريف أو الحراك الشعبي في الحسيمة، هو سلسلة من الاحتجاجات في مدينة الحسيمة في منطقة الريف منذ مقتل الشاب محسن فكري يوم 28 أكتوبر الماضي، وتقوم الاحتجاجات على مبدأ السلمية والمطالبة بتحقيق لائحة من المطالب للمنطقة. وقال الاقتصاديون، في أحاديث مع الأناضول ، إن بقاء الاحتجاجات سيؤثر في المؤشرات الاقتصادية ومعدلات النمو في المغرب، خصوصا أن الاستقرار والأمن من بين أهم أسباب جلب الاستثمارات، فضلا عن احتمال تأثر السياحة التي تعد مصدرا مهما للعملة الأجنبية.
ونما اقتصاد المغرب 4.8% على أساس سنوي في الربع الثاني من العام الجاري، مدعوما بشكل كبير بزيادة الناتج الزراعي 17.4%، بفضل هطول أمطار غزيرة بعد موجة جفاف حاد العام الماضي، وفق المندوبية السامية للتخطيط.
وطالب عمر الكتاني، الخبير الاقتصادي، المسؤولين بضرورة الاهتمام بإقليم الحسيمة لتجنب تداعيات اقتصادية على المنطقة والبلاد برمتها. وأضاف الكتاني، في حديثه مع الأناضول ، إنه من الضروري الاهتمام ببعض مناطق البلاد المهمشة وتنميتها، وعدم التركيز على العاصمة الرباط والدار البيضاء، فضلا عن إطلاق مشاريع جديدة والاهتمام بالجانب الاقتصادي، وعدم الاقتصار على الجانب الإداري. وانتقد الكتاني اعتماد سياسات اقتصادية، تفتقد إلى الطابع الاجتماعي، أي لا تنعكس على المؤشرات الاجتماعية وعلى واقع المواطنين. وطالب المسؤولين المغاربة باعتماد إستراتيجية للتنمية على مدى 20 سنة مقبلة، على غرار تركيا وماليزيا، موضحا أن اعتماد إستراتيجيات على مدى 4 أو 5 سنوات لا تعطي نتائج كبيرة.
من جهته، أبرز محمد نظيف، المحلل الاقتصادي، ضرورة محاربة الفساد في منطقة الحسيمة، خصوصا أن هذه الظاهرة تؤثر سلبا في مستوى المشاريع المبرمجة، فضلا عن تحقيق مطالبهم الاجتماعية والاقتصادية، منها إنشاء جامعة، وتوفير فرص عمل. ودعا نظيف، في حديثه مع الأناضول ، المسؤولين المغاربة إلى التعامل مع هذه الاحتجاجات من أجل تفادي أي انعكاسات سلبية على السياحة أو جلب الاستثمارات، أو عودة المغتربين المغاربة بالخارج على اعتبار أن هذا الإقليم يضم شريحة كبيرة منهم. وقال إن الاستقرار والأمن، أحد المؤشرات المهمة للحفاظ على جلب الاستثمارات الخارجية، موضحا أن النجاح في إنهاء الأزمة سيساهم في رسم صورة إيجابية عن البلاد، وبالتالي جلب استثمارات أكثر.
وحول تضرر القطاع السياحي، قال نظيف إن المسؤولين والمهنيين المغاربة قادرون على اعتماد برامج لجلب سياح، بالنظر إلى مؤهلات المنطقة والبلاد ومقوماتها الجاذبة. كانت وزارة الخارجية البريطانية دعت مؤخرا، مواطنيها الراغبين في قضاء عطلة الصيف في المغرب، إلى اليقظة وتوخي الحذر واتخاذ الاحتياطات الأمنية المعقولة، وتجنب والتجمعات السياسية والمظاهرات. فيما حذرت وزارة الخارجية الألمانية، الشهر الماضي، مواطنيها المقيمين في المغرب أو الذين يرغبون في الذهاب إليه خلال العطلة الصيفية من زيارة منطقة الريف، التي تشهد احتجاجات متواصلة منذ 8 أشهر.