اجتمعت أمس اللجنة المشتركة للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 4+1 برئاسة مندوب الاتحاد الاوروبي انريك مورا لبحث عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي، وعقد الاجتماع على مستوى المساعدين والمدراء السياسيين لوزارات الخارجية لدول إيران ومجموعة 4+1 عن بعد.
وكثفت القوى الدولية مساعيها الدبلوماسية من أجل التوصل لتسوية تفضي لعودة واشنطن للاتفاق النووي والتزام طهران بكافة بنوده، وبينما كشف الاتحاد الأوروبي عن قرب انخراط الطرفين في مفاوضات بفيينا، توقعت إيران رفع العقوبات سريعا ورأت أنه لا ضرورة لعقد لقاء مع الأميركيين. وأعلن الاتحاد الأوروبي أمس الجمعة أنه سيعقد اجتماعات في فيينا الثلاثاء المقبل مع جميع الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي بما فيها الولايات المتحدة، من أجل التحديد الواضح لرفع العقوبات وتنفيذ التعهدات النووية.
وقال مسؤول كبير بالاتحاد إنه لن تكون هناك محادثات مباشرة بين أميركا وإيران بل ستكون محادثات غير مباشرة ، وقال المسؤول الأوروبي إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة والقوى العالمية ستسعى إلى وضع قائمتين للتفاوض بشأن العقوبات التي يمكن لواشنطن رفعها والالتزامات النووية التي يجب على طهران الوفاء بها . وأضاف أن جميع الأطراف تأمل في التوصل إلى اتفاق في غضون شهرين. وقال المسؤول الكبير نتفاوض على قائمة الالتزامات النووية وقائمة رفع العقوبات. وسيتعين دمج القائمتين عند مرحلة ما. وفي النهاية، نحن نتعامل مع ذلك بطريقة متوازية. وأعتقد أنه يمكننا القيام بذلك في أقل من شهرين .
من جانبه، قال ميخائيل أوليانوف السفير الروسي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المحادثات بين القوى العالمية وإيران بشأن الاتفاق النووي المتعثر المبرم في 2015 انتهت، مضيفا أن الانطباع الذي لديه هو أن الأمور تمضي على المسار الصحيح. وذكرت مصادر إيرانية أنه تم الاتفاق خلال اللقاء على عقد الاجتماع المقبل في فيينا يوم الثلاثاء المقبل.
وقال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أمس الجمعة إن الولايات المتحدة وافقت على إجراء محادثات مع الشركاء الأوروبيين والروس والصينيين بشأن تحديد القضايا المرتبطة بالعودة للالتزام بالاتفاق النووي المبرم مع إيران في عام 2015. وأضاف برايس في بيان لا نزال في المراحل الأولى ولا نتوقع انفراجة فورية لأننا أمام مناقشات صعبة لكننا نعتقد أن هذه خطوة مفيدة . وقال دبلوماسيون في وقت سابق أمس الجمعة إن مسؤولين من طهران وواشنطن سيسافرون إلى فيينا الأسبوع المقبل في إطار جهود لإحياء الاتفاق النووي.
وأشار برايس إلى أن المحادثات ستكون قائمة على مجموعات عمل يشكلها الاتحاد الأوروبي مع باقي المشاركين من الدول الموقعة على الاتفاق النووي بما يشمل إيران. وذكر برايس في البيان أن القضايا الرئيسية التي ستتم مناقشتها هي الخطوات النووية التي تحتاج إيران لاتخاذها للعودة للالتزام ببنود الاتفاق وخطوات تخفيف العقوبات التي ستحتاج الولايات المتحدة لاتخاذها لتعود للالتزام به أيضا. وقال برايس لا نتوقع حاليا أن تكون هناك محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وإيران خلال تلك العملية على الرغم من أن الولايات المتحدة تبقى منفتحة على الأمر . وستبدأ المحادثات في النمسا في السادس من أبريل.
وجاء الإعلان عن اجتماع فيينا عقب محادثات جرت عن بُعد بين طهران ومجموعة 4 + 1 ، بخصوص الاتفاق النووي الإيراني، وأعلن الاتحاد الأوروبي أن المشاركين في اجتماع 4+1 أبدوا استعدادهم لبذل جهود مشتركة لعودة واشنطن بالكامل للاتفاق النووي. وذكرت وكالة إرنا الإيرانية أن الاجتماع الافتراضي للجنة المشتركة للاتفاق النووي بين إيران ومجموعة 4 + 1 عُقد برئاسة مندوب الاتحاد الأوروبي المدير السياسي للتكتل إنريكي مورا، بالنيابة عن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل. وعُقد الاجتماع على مستوى المساعدين والمديرين السياسيين لوزارات خارجية مجموعة 4 + 1 وإيران.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف إن هدف اجتماع الثلاثاء المقبل إنهاء سريع للعقوبات يتبعه وقف إيراني لخفض الالتزامات بالاتفاق النووي . وأضاف أنه لا داعي للقاء إيراني أميركي ، ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن مصدر مسؤول أن طهران لن تجري تفاوضا مباشرا أو عبر وسطاء مع واشطن قبل رفع العقوبات.. وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب انسحب في عام 2018 من الاتفاق النووي بين إيران والقوى العالمية، وأعاد فرض عقوبات قاسية على طهران.
وأعلنت إدارة الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن عن استعدادها للعودة إلى الاتفاق النووي مقابل عودة طهران لكامل التزاماتها بموجبه. وتصر إيران على ضرورة أن تتخذ الولايات المتحدة الخطوة الأولى برفع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب.