قال التقرير الصادر عن إدارة التقارير وأبحاث السوق بشركة إزدان العقارية إن عقارات التجزئة والضيافة تشهد نمواً ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، وسوف تزداد معدلات نموها بشكل قياسي خلال العام الحالي، مع افتتاح عدد من المولات التجارية الكبرى وسلسلة من الفنادق العالمية التي تدشن فروعا لها في الدوحة، حيث رصد التقرير توقعات تشير إلى استعداد السوق القطرية لاستقبال عدد من المولات والمجمعات الاستهلاكية الكبرى خلال العام 2020 بمساحة تقدر بحوالي 548 ألف متر مربع، كما ارتفع إجمالي المعروض من مساحات التجزئة في السوق المحلي إلى مستوى 1.89 مليون متر مربع بنهاية الربع الثالث من العام الماضي، حيث يشهد قطاع التجزئة في قطر نمواً ملحوظاً مدعوماً بالقدرة الشرائية المرتفعة للمواطنين والمقيمين وجاذبية قطر للعلامات التجارية.
وساهم في زيادة معدلات نمو قطاع عقارات التجزئة التشريعات والقوانين التي سنتها دولة قطر، ونشاطها الملحوظ في سبيل زيادة معدلات زائري الدولة من السياح، وهو ما انعكس بالفعل على المؤشرات السياحية، حيث قفز معدل تدفقات الزوار إلى دولة قطر بنسبة 14.8 % ليصل إلى 1.86 مليون زائر منذ يناير وحتى نهاية نوفمبر 2019، مقارنة مع مستوى بلغ 1.62 مليون زائر خلال الفترة ذاتها من العام 2018.
كما سجل عدد السياح القادمين إلى دولة قطر بحراً أرقاماً قياسية وصلت إلى 144.71 ألف سائح في نوفمبر 2019 مقارنة مع مستوى بلغ 73.68 ألف زائر في الفترة ذاتها من العام 2018، ومن المتوقع أن يكون موسم السياحة البحرية الحالي الأكبر بين المواسم السابقة، حيث تشير التقديرات إلى استقباله 186 ألف مسافر، و61 ألفا من البحارة وأطقم العمل على متن 74 سفينة.
يرى التقرير الشهري لشركة إزدان العقارية أن العقارات الفندقية تشهد أزهى عصورها مع الاقتراب من استضافة كأس العالم 2022 والنهج الذي تتبعه دولة قطر من سياسة انفتاح على العالم لجذب آلاف السياح سواء من خلال تشريعات جديدة أو من خلال فعاليات رياضية ومؤتمرات ومنتديات عالمية، فضلاً عن المهرجانات التي تنظمها الدولة كل عام.
وفي هذا الإطار فإن السوق القطرية تشهد كل يوم مبادرة جديدة من شأنها أن ترفع من قدراته الاستيعابية سواء على مستوى الغرف الفندقية أو جودة الخدمات والمنتجات التي يتم الإعلان عنها، ولعل آخر تلك المبادرات هو اتجاه قطيفان للمشاريع الشركة المملوكة من قبل كتارا للضيافة لبناء وتشغيل 16 فندقاً عائماً على شواطئ جزيرة قطيفان الشمالية لتوفير إقامة للجماهير ضمن قرى المشجعين خلال مونديال 2022، وتأتي هذه الفنادق بتصميم طوله 72 مترا وعرض 16 مترا بارتفاع 4 طوابق بسعة 101 غرفة، لتصل سعة النزلاء الكلية بالغرف إلى 1616 نزيلاً، فضلاً عن هياكل بحرية ضخمة يمكن الاستفادة منها بعد كأس العالم بتحريكها لترسو على أي شاطئ، حيث تحتاج لعمق 4 أمتار فقط.
وجدير بالذكر بأن جزيرة قطيفان الشمالية هي جزء من مدينة لوسيل وتعتبر أول جزيرة ترفيهية سياحية في قطر، وتضم ستة شواطئ، الأمر الذي يجعل منها واجهة بحرية مميزة للمدينة، وتصل مساحة الجزيرة الى 1.3 مليون متر مربع، وتمتد مساحة المشاريع في الجزيرة على 830 ألف متر مربع تقريباً.
وعلى الصعيد ذاته تشير تقارير أداء القطاع السياحي إلى ارتفاع معروض الغرف الفندقية بنحو 8 % خلال النصف الأول من 2019، بينما سجل الطلب على الإقامة الفندقية زيادة سنوية بلغت نسبتها 19 %، وفي حين انخفض متوسط سعر الغرفة بنسبة 5 % في جميع الفنادق والشقق الفندقية، ارتفع معدل العائد على الغرفة المتاحة بنسبة 3 %، خلال النصف الأول من 2019 قياساً على الفترة ذاتها من العام السابق.
ووفق استراتيجية المجلس الوطني للسياحة 2030، تسعى قطر لاستقطاب 5,6 مليون سائح بحلول العام 2023، ويتوقع أن يرتفع الاستثمار في القطاع السياحي ليصل إلى 4 مليارات دولار بحلول العام 2028، بينما تصل مشاركة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي إلى 36,57 مليار دولار، ومن المتوقع أن يشهد قطاعا السياحة والضيافة نمواً كبيراً لتلبية متطلبات الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا في تأمين 60 ألف غرفة فندقية في العام 2022.
يرى التقرير العقاري الشهري أن توقيع عشرة عقود إنشائية جديدة لمشاريع تطوير الطرق والبنية التحتية بأراضي المواطنين، بقيمة إجمالية تقدر بحوالي 4 مليارات ريال، وذلك لخدمة أكثر من 8400 قسيمة سكنية في عشر مناطق في أنحاء الدولة من شأنه أن يساهم بفعالية في تحفيز سوق البناء والتشييد في الدولة، ويدفع مؤشر السوق العقاري إلى مواصلة نموه، حيث تأتي هذه الخطوة استكمالاً للخطة التي وضعتها الدولة لتوفير طرق وبنية تحتية متطورة لأراضي المواطنين في مناطق مختلفة في 10 مناطق تتوزع على شمال وجنوب وغرب البلاد منها العب ولعبيب، وجريان نجيمة، وجنوب الدحيل وأم لخبا، والمعراض، وجنوب المشاف وغيرها.
في حين تستمر هيئة الأشغال العامة في خطتها لاستكمال أعمال 22 مشروع بنية تحتية لأراضي المواطنين بتكلفة إجمالية تبلغ 9 مليارات و550 مليون ريال، وذلك لخدمة 11 منطقة كالفروش والخريطيات وروضة إقديم وإزغوى وجنوب الوكير والشمال والمعراض وجنوب غرب معيذر وجنوب المشاف والعب والعبيب وغيرها، حيث تغطي هذه المشاريع قرابة 20,728 قسيمة سكنية.
كما تحفز التعديلات الجديدة التي أدخلتها وزارة البلدية والبيئة على النظام الإلكتروني لاستخراج رخص البناء وشهادة إتمام البناء وإجراءات توصيل الخدمات تسارع وتيرة نمو البناء والتشييد في الدولة، مع تسريع وتبسيط الإجراءات وتحسين وتطوير النظام الإلكتروني لرخص البناء، والتي دخلت حيز التنفيذ بالفعل في الأول من شهر فبراير، مما سينعكس بشكل إيجابي على نمو حركة البناء والتشييد خلال هذا العام.
ورصد التقرير الإعلان عن الانتهاء من مسودة قانون التخطيط العمراني الجديد، حيث من المقرر إنجاز اللائحة التنفيذية للقانون والقرارات الخاصة بها منتصف العام الجاري 2020، وهو ما يعد خطوة مهمة في إطار الخطة العمرانية الشاملة لدولة قطر.
وألمح التقرير إلى أن ظاهرة المدن الجديدة التي تشهدها دولة قطر تساهم بشكل فعال في النهوض بجودة المنتجات العقارية إلى مستويات قياسية، ليس على النطاق المحلي فحسب بل على المستوى الإقليمي والعالمي، لما تتمتع به المجتمعات العمرانية الجديدة مثل (مشيرب الوسيل اللؤلؤة) من بنية تحتية متطورة، فضلاً عن بنية تكنولوجية تؤهلها لأن تصبح مدن ذكية من طراز رفيع، وما لهذا من تأثير فعّال في تهيئة الأجواء التنافسية في السوق المحلية نحو بناء مجتمعات عمرانية مشابهة.
وأضاف التقرير أن نموذج المدن الذكية في قطر يتحول تدريجياً إلى حقيقة واقعة مع إطلاق العديد من المشاريع العقارية على رأسها لوسيل التي تعرف بمدينة المستقبل في قطر، فهي مدينة يجري تطويرها حالياً وذات بنية تحتية ذكية وتبلغ تكلفتها 45 مليار دولار، ويوفر المشروع بيئة تشغيل عالية التقنية تضم شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية بما يضمن توفير خدمات متقدمة.
وأشار إلى أن العالم يتجه بشكل متزايد إلى المدن الذكية مع تنامي الاتجاه إلى دمج التكنولوجيا الرقمية في إدارة العقارات بهدف تحسين كفاءة عمليات المدن وخدماتها، وفي هذا الإطار أطلقت دولة قطر مبادرة قطر الذكية ، والمعروفة باسم تسمو التي تسعى لتسخير التكنولوجيا والابتكار لتعزيز التنوع والنمو الاقتصادي المستدام وتحسين الخدمات العامة وجودة الحياة للمواطنين والمقيمين والزوار في قطر.
ويرى التقرير العقاري الصادر عن إدارة التقارير وأبحاث السوق بشركة إزدان العقارية أن الصفقات الاستثنائية التي شهدها شهر يناير، والتي دفعت مؤشر التداول العقاري إلى الصعود، تبشّر بسوق واعدة وتداول نشط للعقارات خلال العام الحالي، خاصة في المنطقة الجنوبية التي تشهد طفرة في التنمية العمرانية مع تنفيذ عدد كبير من مشروعات البنية التحتية الضخمة التي تضمن مدّ مئات الأكيال من مشاريع الطرق وأضحت بمثابة شريان يربطها بالدوحة، فضلاً عن المشاريع السكنية التي توفر آلاف الوحدات السكنية في منطقة الجنوب، بأسعار تنافسية، وهو الأمر الذي انعكس على حجم الإقبال السكاني الكبير على تلك المنطقة، إضافة إلى تدشين محطة مترو الوكرة، والتي تربط جميع سكان منطقة الوكرة والوكير بالدوحة خلال دقائق معدودة.