انطلقت أمس فعاليات المؤتمر السنوي الثامن لتبريد المناطق بالشرق الأوسط والذي تستضيفه الدوحة، بمشاركة عدد كبير من الخبراء في هذا المجال، وبرعاية شركة مرافق قطر الراعي الاستراتيجي للحدث، وكلية الهندسة بجامعة قطر وبالتعاون مع مجلس قطر للمباني الخضراء.
وتضم قائمة المتحدثين خلال جلسات المؤتمر الدكتور خليفة ناصر آل خليفة عميد كلية الهندسة بجامعة قطر وأبو بكر الحضرمي مدير التشغيل والصيانة بشركة مرافق قطر وعدد من الخبراء والمسؤولين بالشركات المشاركة بالحدث.
ويناقش المؤتمر آليات تبريد المناطق ومستقبله ويعد أكبر حدث في هذا المجال يعقد سنويا في الشرق الأوسط، وتشهد تقنيات تبريد المناطق اهتماما متزايدا في قطر في ظل الاعتماد عليها في عدد من المشروعات الكبرى بالدولة وأبرزها مدينة لوسيل ومشروع مشيرب واللؤلؤة - قطر والمدينة التعليمية ومدينة بروة وغيرها، ويهدف الاعتماد على تلك التقنية إلى زيادة كفاءة التبريد وتوفير استهلاك الكهرباء.
وصاحب المؤتمر معرض خاص لتقنيات تبريد المناطق من خلال العديد من الشركات العالمية التي تشارك بالحدث، والتي أكد ممثلوها أن قطر ودول الخليج بشكل عام تشهد نمواً ملحوظاً فيما يخص الاعتماد على تبريد المناطق في ظل مشروعات كبرى واحداث تشهدها المنطقة خلال الفترة المقبلة أبرزها كأس العالم 2022 ودبي إكسبو 2020، كما تشهد قطر إنشاء مدينة لوسيل التي سيتم امداد جميع منشآتها بالكامل بتلك التقنية.
عميد هندسة قطر: تبريد المناطق يحقق معادلة الكفاءة ومراعاة البيئة
قال الدكتور خليفة بن ناصر آل خليفة عميد كلية الهندسة فى تصريحات خاصة لـ لوسيل على هامش المؤتمر إن المؤتمرات العلمية التي تناقش مثل تلك التقنيات الحديثة التي تراعي البعد الاقتصادي والبيئي فى آن واحد لها أهمية خاصة فى ظل المشروعات الكبرى التي تشهدها الدولة وتشهد اعتماداً على تلك التقنيات.
وأكد عميد كلية الهندسة أن الدولة بالفعل لديها توجه واضح نحو مزيد من الاعتماد على تقنية تبريد المناطق لكونها أولا صديقة للبيئة وكذلك فاعليتها المرتفعة على صعيد الأداء، وتساعد فى تخفيض التكاليف.
واوضح ان كلية الهندسة تشارك فى الحدث بكونها شريك المعرفة وهناك تعاون مستمر من خلال التدريب الذي يحصل عليه طلاب كلية الهندسة، مضيفا أن التبريد يندرج ضمن تخصص الهندسة الميكانيكية، ويتم التعاون مع شركة لوسيل وشركة مرافق ونحو 300 طالب يشاركون بالتدريب الصيفي معهم ومن ضمن تلك التخصصات التي يتم تدريب الطلاب عليها هي تقنيات تبريد المناطق.
الرئيس التنفيذي لمرافق قطر: التقنية بحاجة لدعم المطورين والتشريعات المحفزة
قال أحمد العماري الرئيس التنفيذي لشركة مرافق قطر إن مشاركتهم تأتي لتعريف القطاعات المختلفة بنظام تبريد المناطق وتمثل فرصة لنقل صورة افضل للمجتمع لآخر ما توصلت اليه التكنولوجيا فى هذا الشأن، وكذلك لدعم هذا القطاع ورفع مستوى المعرفة به، لان نظام تبريد المناطق فى قطر يعد حديث العهد وبحاجة لجهود كبيرة من العاملين بهذا القطاع لنشر الوعي فيما يخصه، والتعريف بذلك سيكون ضمن الورش والحوارات والعروض المقدمة من الشركات ومزودي الخدمة.
وأكد فى تصريحات خاصة خلال مؤتمر ومعرض تبريد المناطق فى الشرق الأوسط أن مشاريع التطوير العقارية تتأثر بشكل مباشر بانفاق المطورين عليها والانفاق العام للدولة وان تبريد المناطق له توفير وجدوى اقتصادية على المدى البعيد ولكن لازال هناك تحديات فيما يخص التكلفة الاولية له والمطورن العقاريون بحاجة لنظرة بعيدة المدى حول الاستدامة التي تتحقق من وراء هذا النظام كنظام محافظ على البيئة، بالاضافة الى مصلحة المستخدم الاخير وخفض استهلاك الطاقة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
واوضح ان هناك حلولا لقضية ارتفاع تكلفة التشغيل الاولية لهذا النظام وتتمثل في ان يتم تنفيذ تبريد المناطق على مراحل وهي حلول فنية تتماشي مع تلك الظروف. واكد ان الاعتماد على تلك الالية فى التبريد بحاجة للتعاون بين مزودي الخدمة والمطورين، وكذلك هناك دور مهم جدا فى التشريعات التي تصدر من المنظم للخدمات وفي قطر هي المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء حيث لابد من التعاون بين الجميع لاصدار تشريعات تحفز الاعتماد على تلك التقنية واستخدام افضل الانظمة وتحقيق الاستدامة للوصول الى حل اقتصادي مناسب يتماشى مع التحديات الاقتصادية العالمية. وقال إنه يأمل أن تقوم الدولة بإصدار تشريع يلزم المشروعات الكبرى أو التي تعمل بطاقة معينة من التبريد أن تعتمد على تلك الالية، وكل هذا سيصب فى النهاية فى مصلحة الاقتصاد، من خلال خفض استهلاك الكهرباء والحفاظ على الموارد وتقليل انباعاثات الكربون ومراعاة التكلفة الاولية للمشروع، مع ضرورة توفير تعرفة كهربائية مناسبة لهذا النظام تحقق له التنافس مع الأنظمة الأخرى.