اعتذرت رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي عن فقدها لأغلبية حزبها المحافظ في انتخابات جرت في يونيو الماضي، وردت على منتقديها، أمس الأحد، قائلة إن لديها الإستراتيجية الصحيحة لقيادة بريطانيا والتوصل إلى اتفاق للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكسيت).
وتريد ماي، التي تواجه دعوات من داخل حزبها للتنحي، استغلال فرص المؤتمر السنوي لحزب المحافظين في مانشستر هذا الأسبوع في محاولة تعديل جدول أعمالها وتقديمه للطلاب والأشخاص الذين كانت قد وصفتهم من قبل بأنه بالكاد يدبرون شؤونهم في بريطانيا.
وقللت ماي في حديث مع تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية BBC من شأن خلاف بين الوزراء في حكومتها قائلة إنهم متحدون وراء برنامجها والأهم أنهم متفقون على سياسة الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وعقد حزب المحافظين الذي تتزعمه ماي، أمس، اجتماعًا خلال مؤتمره السنوي، وسط جدل بشأن قيادة ماي ، والانقسامات حيال بريكسيت، وقبيل وصولها إلى الاجتماع أقرت ماي بالأداء المخيب في الانتخابات ، إلا أنها أكدت أن لديها برنامجا تنوي الاستمرار فيه ، وقالت نعم، علينا التوصل إلى أفضل اتفاق بشأن بريكسيت، ولكن علينا كذلك التحرك هنا في الداخل لجعل هذا البلد منصفا للعاملين العاديين ، بحسب موقع قناةITV البريطانية الرسمية.
ويرى محللون أن قبضة ماي، على السلطة ما تزال ضعيفة، وذلك بعد مرور أربعة أشهر من خسارة أغلبيتها البرلمانية في الانتخابات المبكرة التي جرت في يونيو الماضي.. وفي بروكسل، تسير مفاوضات بريكسيت بوتيرة بطيئة للغاية، فيما لا يزال الوزراء في الداخل غير متفقين على شكل مستقبل بريطانيا خارج الاتحاد الأوروبي.
وأثارت دعوة ماي لفترة انتقالية مدتها عامان، تساهم بريطانيا خلالهما في ميزانية الاتحاد الأوروبي، حربا كلامية جديدة في الصحف بين حلفاء وزير الخارجية بوريس جونسون، ووزير المالية فيليب هاموند، الذي يخشى من الانعكاسات السلبية التي قد يتسبب بها انسحاب قاس من التكتل على الاقتصاد.
كان زعيم المحافظين السابق وليام هيج، من بين الداعين إلى التهدئة، محذرا من أن المستفيد الوحيد من الانقسامات هو زعيم حزب العمال جيريمي كوربين، إلا أن جونسون، استغل مقابلة عشية المؤتمر ليصعد الضغط مجددا، إذ أعطى تفصيلا بشأن خطوطه الحمر في ما يتعلق ببريكسيت، مؤكدًا ضرورة تقليل مدة الفترة الانتقالية.
أما ماي ، فنفت تقارير تشير إلى أنها تشعر بأنها مهددة من قبل وزير خارجيتها، وقالت عبر شبكة بي بي سي ، أمس، إن بوريس، يدعم بشكل تام خطاب مدينة فلورنسا الإيطالية .