تظاهر بضعة آلاف من محتجي السترات الصفراء بهدوء في فرنسا، وذلك خلال السبت الـ 29 على التوالي منذ بدء حركة الاحتجاج المناهضة لسياسة الرئيس ايمانويل ماكرون والتي بات جلياً أنّ المشاركة فيها تشهد تراجعا متواصلا.
وأشارت أرقام وزارة الداخلية التي يشكك المحتجون في صحتها، إلى تظاهر 9500 شخص في كل أنحاء فرنسا، بينهم 1500 في باريس، وهو أدنى مستوى تعبئة منذ بداية الاحتجاجات في نوفمبر 2018.
ورفع المحتجون لافتات ورددوا شعارات عدالة اجتماعية، عدالة ضريبية و ضدّ الرأسمالية ، و من اجل عالم أفضل، ماكرون استقل .
غير أنّ بعض المحتجين باتوا لا يترددون في إبداء استيائهم، مثل جوزيان التي شاركت في الاحتجاجات منذ أيامها الأولى وواكبت تظاهرات مدينة تولوز (جنوب-غرب)، أحد معاقل الحراك حيث تراجع تحرّك السبت الى بضع مئات.
وقالت المرأة المتقاعدة إنها المرة الأولى التي يشارك خلالها عدد قليل في تولوز، وهذا يؤلمني. السلطات قوية جدا، في المحصلة لم نحقق شيئاً فضلاً عن أننا نتلقى الشتائم والضرب .
وبعد أشهر من التحركات المتنوعة التي استقطبت عشرات الآلاف من المتظاهرين الذين فاق عددهم في بعض المرات 280 ألف شخص، بدأ التحرك بالتراجع في الأسابيع الأخيرة. وفي 18 مايو، بلغ عدد المحتجين في كل أنحاء فرنسا 15500 شخص، وفي 25 مايو انخفض عدد المتظاهرين إلى 12500 شخص.
غير أنّ عدداً من المتظاهرين الذين التقتهم فرانس برس بين الحشود، لا يزال يحدوهم الأمل.
ويستنكر كل المحتجين قمع الشرطة . وفي هذا السياق أكد مدعي عام باريس هذا الأسبوع أنه ستتم محاكمة رجال شرطة بسبب استخدام العنف خلال التظاهرات، ما أثار غضب نقابات الشرطة.
ومنذ بدء الاحتجاجات في 17 نوفمبر، جرح 2448 متظاهراً -بعضهم فقد عيناً أو يداً-، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية في 13 مايو، بينما جرح 1797 عنصراً من قوات الأمن.