

حمد المري: «الحي الثقافي» يتسم بأجواء مميزة في رمضان
محمد صديق: الواجهة البحرية تجعلها أحد أهم الأماكن السياحية
علي أمان: تنوّع المطاعم والمقاهي يجذب الشباب
يختلط المشهد عند زيارة مرافق الحي الثقافي «كتارا» بالوجوه الآتية من كل مكان، والتي تمثل مختلف شرائح المجتمع بمن فيهم الشباب، الذين يستهويهم التجول في أرجاء الحي الثقافي إلى ساعات متأخرة من الليل، حيث أصبح الحي الثقافي الذي يعانق مياه البحر من مختلف الجهات، وجهة مثالية للشباب في أمسيات شهر رمضان، مستفيدين من وجود العديد من المقاهي على طول الواجهة البحرية، والشوارع المعبّدة بالحجارة، والمطاعم المتنوعة التي توفّر لهم أكلات من مختلف الثقافات.
وأكد عدد من الشباب أن شوارع الحي الثقافي والمرافق المختلفة، بما تحمله من لمسة عصرية جمالية مع احتفاظها بعناصر التراث القطري، أصبحت وجهة رمضانية جاذبة، يفضل العديد من الشباب التوجه إليها برفقة الأهل أو الأصدقاء، وذلك للاستمتاع بمرافقها الحديثة واستشعار أجواء الشهر الفضيل في التواصل مع الآخرين.

أجواء مميزة
وقال حمد المري: إن «كتارا» توفر خيارات واسعة ومتنوعة، ليس فقط أمام العائلات ولكن أيضاً للشباب والعزاب، للاستمتاع بأجوائها المميزة في شهر رمضان المبارك، حيث قامت الإدارة بتزيين أروقتها وشوارعها بأنواع مختلفة من الإضاءة المبهجة في شكل أهلّة وتهانٍ تضيء الشوارع طوال الشهر الفضيل، بالإضافة إلى الأسلاك الضوئية المُعلقة على طول المدخل الرئيسي وعلى تلال كتارا الخضراء، وفي الساحات، مؤكداً أن الحي الثقافي إحدى الوجهات المفضلة للشباب في شهر رمضان إلى جانب منطقتي اللؤلؤة ولوسيل. وأكد المري أن شوارع الحي الثقافي المتعرجة والمعبدة بالحجارة تضفي طابعاً مميزاً في ظل المرافق الحديثة، حيث يؤدي كل واحد من تلك الشوارع إلى معلم من معالم المكان، مؤكداً أن شارع شكسبير وشارع المذاق يعدّان أشهر شوارع الحي الثقافي «كتارا».
وجهة يومية
ووافقه الرأي في هذا الإطار محمد صديق، مبيناً أن الحي الثقافي بات مقصد الشباب المفضل في مختلف المناسبات، بما فيها شهر رمضان المبارك وكذلك الأعياد والإجازات، على رغم اختصار العديد من الفعاليات التي دأبت «كتارا» على تنظيمها أو استضافتها خلال الشهر الفضيل، كالمهرجانات الفنية والعروض التي تحاكي تراث المنطقة وتجذب الأطفال والكبار... وأكد محمد أن الأجواء الترفيهية والعائلية والشبابية الهادئة في «كتارا» تجعله وجهة دائمة للشباب، مشيداً بإدارة الحي الثقافي على حسن استغلالها الواجهة البحرية المميزة للشاطئ، والتي جعلت من الحي الثقافي أحد أهم الأماكن الترفيهية السياحية في دولة قطر، حيث يربط بين حداثة الحاضر وعبق الماضي من حيث تصميم المباني والمطاعم وحسن التنظيم، فضلاً عن قرب الحي الثقافي من مجموعة الفنادق والشواطئ الخلابة، معرباً عن سعادته بهذا المرفق السياحي الترفيهي الكبير، مؤكداً أن شاطئ «كتارا» لا يزال وجهة مفضلة لكثير من العائلات، لما حققه من سمعة طيبة بجمعه بين مقومات الترفيه والخدمة المميزة، وقربه من منطقة الأبراج والمراكز التجارية الكبرى.
عادة رمضانية
فيما أكد علي أمان أن وجود مجموعة من المطاعم والمقاهي في منطقة مفتوحة أتاح التنوع في الزوار من أطفال وشباب وكبار سن وأفراد وعائلات، وأكد أن من العادات الرمضانية عند الشباب القطري قبل موعد الإفطار، عروض السيارات الكلاسيكية والرياضية في شوارع الحي الثقافي، بينما كانت العادة مقتصرة على شارع الكورنيش سابقاً.
وتشهد شوارع الحي الثقافي عادة شبابية في شهر رمضان تتمثل في مسيرة للسيارات الكلاسيكية ينظمها عدد كبير من الشباب، حيث تضم أندر وأقدم وأغرب السيارات والدراجات النارية.
ويقبل الشباب على المسيرة السنوية وموعدها قبل وقت الإفطار في رمضان، فيما شهد هذا العام التزاماً بعدد الركاب تماشياً مع الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا.
ويتواصل المسير بمرور السيارات بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى الدراجات النارية التي يقودها الهواة حتى قبل مغيب الشمس الذي تنتهي به مثل هذه التجمعات الفردية بسبب الإجراءات المفروضة حالياً.
ويعتبر المسيرة ملتقى للشباب خلال شهر رمضان، فهي عادة قديمة شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الأخيرة من حيث أنواع السيارات والاهتمام بها، وكذلك الدراجات النارية أيضاً، بالإضافة إلى تواجد كافة الهواة من جميع الهوايات لقضاء أوقاتهم خلال الشهر الفضيل، والالتقاء ببعضهم وفق العدد والإجراءات المتبعة.
قصة «كتارا» من عمق التاريخ
يعتبر اسم «كتارا» الذي أطلق على الحي الثقافي، أقدم اسم استخدم للإشارة إلى شبه الجزيرة القطرية في الخرائط الجغرافية والتاريخية منذ عام 150 للميلاد.
وظهر اسم «كتارا» للمرة الأولى في خرائط كلوديوس بطليموس عام 150 للميلاد، وظهر بعد ذلك في أطلس تاريخ الإسلام، حيث حدّدت الخرائط شعوب شبه الجزيرة العربية في منتصف القرن الثاني الميلادي، كما حدّدت موقع قطر الجغرافي تحت اسم «كتارا Catara» جنوب غرب مدينة الجرهاء، غرب مدينة كدارا.
أما اسم «كتارا Katara» فظهر في الخرائط الجغرافية والتاريخية في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي، وفي خريطة فرنسية لساحل شبه الجزيرة العربية وللبحر والخليج، حيث كُتب اسم «كتارا» على شكل Katara بدلاً من Catara، واستخدمت هذه التسمية من قبل الجغرافيين منذ صدور خريطة بطليموس عام 150 وحتى عام 1738.
الرؤية:
يسعى الحي الثقافي إلى المساهمة في تحقيق رؤية قطر 2030، وتحقيق الريادة والعالمية في الأنشطة الثقافية المتعددة بحسب الموقع الإلكتروني لمؤسسة كتارا.
وجهة سياحية:
ومنذ إنشائه سنة 2008، تحول الحي الثقافي «كتارا» إلى وجهة سياحية وثقافية لسكان قطر والسياح الذين يعج بهم المكان أيام الإجازات والمواسم، مستفيدين من وجود شاطئ جميل، وشوارع معبّدة بالحجارة ومطاعم متنوعة توفّر للجميع أكلات من مختلف الثقافات.
أما شوارع الحي الثقافي فهي شوارع ضيقة متعرجة تعيد الذاكرة إلى العصور القديمة، يؤدي كل واحد من تلك الشوارع إلى معلم من معالم المكان، ويُعدُّ شارع شكسبير أشهر شوارع «كتارا».
كما أن أبراج الحمام المنتصبة عند المدخل تستقطب اهتمام الزوار مثل غيرها من المباني والمسارح كالمسرح الروماني والمسرح المكشوف ومسرح دراما استوديوهات كتارا للفن، وأكاديمية قطر للموسيقى، والمركز الثقافي للطفولة، وأوركسترا قطر الفلهارمونية، والمتحف العربي للطوابع، ومركز الفنون البصرية، ومؤسسة الدوحة للأفلام، والجمعية القطرية للفنون التشكيلية، ومجلس الشعراء، بالإضافة إلى جامع «كتارا» الكبير الذي يُعدّ تحفة معمارية.
هذا العدد من المسارح والقاعات ومقرات الهيئات الفنية والثقافية، جعل من الحي الثقافي ملتقى لجميع المثقفين والفنانين، ومركزاً لتعزيز الوعي الثقافي عبر المهرجانات والمعارض والندوات والحفلات الموسيقية التي تجد في الحي مكاناً مناسباً لها.