دخلت البرتغال في عطلة نهاية الأسبوع المرحلة الأخيرة من خطتها للخروج من الإغلاق المفروض لاحتواء تفشي فيروس كورونا، لكن في ظلّ عدم تأكيد عودة السياح الأجانب، يخشى قطاع السياحة خسارة موسم الصيف للعام الثاني على التوالي.
وتقول جوديت غوميز التي لم تعد فتح مطاعمها بعد في ألفاما، الحي الأكثر رمزية في لشبونة القديمة، لدي شعور أنني أبدأ من الصفر .
وبما أنه سيكون هناك عدد قليل من الزبائن في البداية بحسب قولها، فضّلت صاحبة المؤسسات البالغة 63 عاماً انتظار الاثنين لإعادة فتح المحلات الثلاثة التي تملكها في الشارع نفسه في الحيّ الجميل المعروف بشرفاته المزينة بالأزهار وساحاته المرصوفة بالحصى وأزقته الضيقة.
وقررت أن تبدأ بفتح مطعمها ذي المطبخ التقليدي وحانة الفادو أي الموسيقى التقليدية في لشبونة، على أن تترك متجر الحرف مغلقاً في الوقت الراهن.
تتنقّل جوديت من مكان إلى آخر حاملةً حلقة مفاتيحها في يدها، للتنظيف وإعادة ترتيب الطاولات وتغيير الديكور بطريقة تتناسب مع قيود التباعد الاجتماعي الجديدة.
وبعد أن أُرغمت على صرف عشرة من 13 موظفاً كانوا يعملون في مؤسساتها قبل أزمة الوباء، ستعتمد حالياً على يد عاملة محلية أكثر، بهدف خفض نفقاتها.
وفي عام 2020، خسرت البرتغال حيث كانت السياحة تمثل أكثر من 10% من الناتج المحلي الإجمالي، ثلاثة سياح من كل أربعة، أي قرابة 17 مليون زائر. وسجّلت الإيرادات فقط في لشبونة، انهياراً العام الماضي بنسبة 76%.
ومع الإغلاق في مطلع العام، تراجع عدد حجوزات الفنادق بشكل حاد بنسبة 80% في الفصل الأول من العام. وفي هذه الفترة، سجّل الناتج المحلي الإجمالي تراجعاً بنسبة 5,4% على أساس سنوي، والسبب خصوصاً التراجع الكبير للسياحة الخارجية ، وفق ما أكد المعهد الوطني للإحصاءات الجمعة.
وأكدت جمعية أصحاب العمل الرئيسية في قطاع الفنادق والمطاعم أن القطاع شهد الفترة الأصعب في تاريخه ، مرحّبةً بقرار الحكومة البدء السبت، قبل يومين مما كان مقرراً، بالمرحلة الأخيرة للخروج من الإغلاق، وخصوصاً عبر إعادة فتح الحدود البرية مع إسبانيا وتمديد دوامات عمل المقاهي والمطاعم.
واعتبرت جمعية الفنادق والمطاعم والمؤسسات المماثلة في البرتغال في بيان أن هذا القرار سيعطي زخماً جديداً للقطاع.
لكن الحكومة أعلن السبت تمديد القيود على الرحلات إلى البرتغال المسموح بها فقط للسفر الذي يُعتبر أساسياً ، حتى منتصف أيار/مايو على الأقل.