تحت رعاية معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، تم عقد المؤتمر الرابع لاستمرارية الأعمال والمرونة أعماله في الدوحة، وذلك يوم الخميس الموافق 27 نوفمبر 2025 تحت شعار استمرارية الأعمال والمرونة الحلول الذكية والذكاء الاصطناعي .
وشهد الحدث حضور السيد حسن بن سلطان الغانم، وكيل وزارة التجارة والصناعة لشؤون المستهلك، إلى جانب نخبة من الرؤساء التنفيذيين في القطاعين الحكومي والخاص، وممثلين رفيعي المستوى من مختلف الجهات، في خطوة تؤكد أهمية تعزيز جاهزية المؤسسات لمواجهة التحديات عبر تبني أحدث الحلول التقنية والذكاء الاصطناعي
كما شارك في حلقة النقاش أكثر من عشرين من قادة القطاع والخبراء والممارسين، وجميعهم يتمتعون بخبرة في إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال و إدارة الأزمات، والأمن السيبراني، وسلاسل التوريد، والقطاع المالي، وغيرها. غطت هذه المناقشات طيفاً واسعاً من المواضيع العامة والمتخصصة المتعلقة بتخفيف المخاطر، والتأهب، والاستجابة، والتعافي، بما في ذلك دمج التكنولوجيا والاستفادة من الذكاء الاصطناعي لضمان المرونة المؤسسية.
وتضمن المؤتمر حلقات نقاشية وحوارية، وجلسات تفاعلية، حول استمرارية الأعمال والمرونة ودور الذكاء الإصطناعي ووفر البرنامج، الذي استمر يوماً كاملاً، منصة حيوية لتبادل المعرفة والتواصل، مما عزز بيئة تعاونية للمهنيين للتواصل وتبادل الأفكار.
يأتي هذا المؤتمر استمراراً للنجاحات التي حققتها النسخ الثلاث السابقة، والتي جمعت أكثر من 130 شركة ومؤسسة قطرية، بمشاركة أصحاب الأعمال، ورواد الأعمال، وقادة القطاعات، وخبراء المرونة واستمرارية الأعمال. وقد شكّل المؤتمر الرابع محطة مهمة لتبادل الأفكار والرؤى حول كيفية تعزيز قدرة المؤسسات القطرية على مواجهة الأزمات والتحديات غير المتوقعة، بما يضمن استدامة العمليات وتحقيق الأهداف الاستراتيجية، تماشيًا مع رؤية قطر الوطنية 2030.
ركز المؤتمر هذا العام على الدور التحويلي الذي تلعبه تقنيات الذكاء الاصطناعي والحلول الذكية في إعادة تشكيل استراتيجيات المرونة المؤسسية. حيث أصبحت هذه التقنيات عنصراً أساسياً في التنبؤ بالمخاطر، وتحسين الاستجابة للأزمات، وتسريع التعافي من الكوارث، بما يضمن للمؤسسات القطرية ليس فقط الصمود أمام التحديات، بل تحويلها إلى فرص للنمو والابتكار.
وفي هذا السياق، قال المهندس عبداللطيف علي اليافعي، رئيس مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة:
يعكس مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة التزام دولة قطر الراسخ بتعزيز منظومة أعمال نابضة بالحياة، لا تكتفي بمواجهة التحديات فحسب، بل تحوّلها إلى محفزات للابتكار والنمو والميزة التنافسية. ويُجسّد شعار هذا العام، استمرارية الأعمال والمرونة - الحلول الذكية والذكاء الاصطناعي ، رؤيتنا الطموحة للمستقبل، ويمثل فرصةً محوريةً للتقدم الجماعي.
وأضاف اليافعي نقف اليوم عند لحظة فارقة تُحدث فيها تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتحليلات التنبؤية تحولاً جذرياً في كيفية تعامل المؤسسات مع المخاطر. تُمكّن هذه التقنيات الشركات من تجاوز إدارة الأزمات التفاعلية إلى المرونة الاستباقية، مُتبنّيةً التغيير كفرصةٍ جوهريةٍ للتطور.
وأشار اليافعي إلى الدور الذي يلعبه المؤتمر قائلا سلط مؤتمر هذا العام الضوء على الدور المحوري لإدارة المخاطر، واستمرارية الأعمال، والمرونة، وإدارة الأزمات في عصرٍ يتميز بالتحول التكنولوجي ،حيث قمنا بالبحث في كيفية إعادة تعريف الذكاء الاصطناعي - من التحليلات التنبؤية إلى الاستجابات الآلية للأزمات - لجاهزية المؤسسات ، فالمرونة لم تعد اليوم مقتصرة على الأساليب التقليدية التفاعلية؛ بل أصبحت ذكية، وإدراكية، وقابلة للتكيف، ومدفوعة بالتحليلات. ولقد أوضح هذا الحدث كيف تُمكّن هذه التقنيات القوية الشركات من التنبؤ بالاضطرابات، مثل التهديدات السيبرانية ومشاكل سلسلة التوريد، وأتمتة الاستجابة للأزمات لضمان تعافي أسرع، وبناء بنية تحتية مرنة وخاضعة للمراقبة.
واختتم اليافعي حديثه قائلا من خلال هذا المؤتمر، تجمع شبكة BCR قطر قادة الصناعة والخبراء دعماً لرؤية قطر 2030. رسالتنا هي تحفيز الابتكار، وتعزيز النمو المستدام، وترسيخ مكانة قطر العالمية في بناء اقتصاد مرن وجاهز للمستقبل. لنكتشف كيفية الاستفادة من التحديات كفرص تحويلية للابتكار والتعاون والميزة الاستراتيجية، لنحوّل المرونة إلى رصيد استراتيجي حاسم يدفعنا قدماً في سعينا نحو النجاح.
يشكل انعقاد النسخة الرابعة من مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة منصة لتبادل الخبرات واستعراض الممارسات التي تعزز جاهزية الشركات وقدرتها على التعامل مع المتغيرات وضمان استدامة أعمالها، بما يسهم في دعم دور القطاع الخاص في النمو الاقتصادي.
وتؤكد وزارة التجارة والصناعة حرصها على تطوير بيئة أعمال تنافسية وجاذبة، وتعزيز التحول الرقمي في خدماتها عبر توظيف التكنولوجيا الحديثة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يرفع كفاءة الأداء ويواكب توجهات رؤية قطر الوطنية 2030 نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة.
تتشرف رابطة رجال الأعمال القطريين بدعم مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة 2025، الذي أثبت هذا العام دوره الحيوي في تعزيز مرونة القطاع الخاص ورفع قدرته التنافسية. وقد شكّل المؤتمر منصة فاعلة للحوار وتبادل الخبرات واعتماد أفضل الممارسات في إدارة المخاطر، بما يمكّن الشركات من تعزيز جاهزيتها والتكيف مع بيئة عالمية تتسم بتزايد التحديات. وتؤكد الرابطة التزامها المستمر بدعم المبادرات التي تسهم في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام وتمكين الشركات في دولة قطر
وبهذه المناسبة علق الشيخ تركي بن فيصل ال ثاني، عضو مجلس إدارة الفيصل القابضة والعضو المنتدب لشركة الجازي للاستثمار العقاري قائلا:
تمثل المرونة في عالم الأعمال اليوم أكثر من مجرد القدرة على تجاوز التحديات، فهي تعكس أيضًا استعدادنا للتكيّف مع التغيير ومواكبته. ونحن في شركة الفيصل القابضة، نؤمن بالدور المحوري الذي يلعبه القطاع الخاص في تعزيز التنمية الاقتصادية، وبأهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في دعم جهود الدولة نحو الاستدامة وبناء اقتصاد أكثر مرونة وتنوعًا.
ويأتي دعمنا لهذا المؤتمر امتدادًا لمسيرتنا التي تمتد لأكثر من ستين عامًا من التميز والريادة، نجدد من خلالها التزامنا بدعم المبادرات الوطنية التي تسهم في تعزيز جاهزية واستدامة قطاع الأعمال في قطر بما يتماشى مع رؤية قطر الوطنية 2030.
كما نتوجه بخالص الشكر والتقدير للمنظمين على جهودهم في إقامة هذا المؤتمر المهم الذي يجمع نخبة من الخبراء وصنّاع القرار لمناقشة أفضل الممارسات في مجال استمرارية الأعمال وتعزيز القدرة على الصمود في مواجهة التحديات .
تعكس هذه الشراكة التزام أريدُ المستمر بدعم القطاعات الحيوية عبر توظيف أحدث الحلول الذكية وتقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يسهم في تعزيز جاهزية البنية الاقتصادية للدولة ورفع قدرتها على الابتكار والتكيف، لضمان نمو مستدام واستجابة فعّالة لمتغيرات المستقبل.
يعزز هذا التعاون الاستراتيجية الوطنية الثالثة للتنمية في دولة قطر (NDS-3) من خلال نشر أفضل الممارسات في مجالات استمرارية الأعمال، والمرونة، عبر القطاعات الرئيسية بما في ذلك القطاع المصرفي، والرعاية الصحية، والطاقة، والجهات الحكومية.
ومن خلال هذا التعاون، سيقوم مؤتمر استمرارية الأعمال والمرونة (BCRC) وشركة برايس ووترهاوس كوبرز (PwC) بتنظيم ورش عمل استراتيجية وجلسات قيادة فكرية لمساعدة المؤسسات في قطر على استشراف المخاطر، وحماية القيمة، وبناء الثقة في ظل مشهد التهديدات الإقليمية.
تضمن المؤتمر ست جلسات رئيسية تناولت موضوعات حيوية، أبرزها:
آفاق المستقبل: كيف يُعيد الذكاء الاصطناعي تعريف استمرارية الأعمال؟
مدن ذكية مرنة: دمج التكنولوجيا والاستدامة
حماية بيئة إنتاج الذكاء الاصطناعي لضمان استمرارية الأعمال
التهديدات الرقمية: استراتيجيات لتعزيز مرونة القطاع المالي
إتقان المرونة التنظيمية من خلال دروس واقعية
المرونة في العمليات التجارية الحيوية
شهد المؤتمر إطلاق جوائز التميّز الوطني في استمرارية الأعمال والمرونة المؤسسية، والتي كرّمت أبرز المؤسسات والأفراد الذين قدموا مساهمات متميزة في هذا المجال، مما يعكس التزام قطر بتعزيز ثقافة المرونة والابتكار في مختلف القطاعات.
وجاءت الجوائز كالتالي :
أسهمت شركة PwC بشكل بارز في تعزيز منظومة المرونة الوطنية لدولة قطر، عبر تطوير وتنفيذ أول إطار موحد لإدارة استمرارية الأعمال على المستوى الوطني. هذا المشروع الرائد، الذي شمل 43 جهة حكومية، وضع أسس السياسات والحوكمة والإرشادات وفق أعلى المعايير العالمية. بفضل هذه المبادرة، أصبح القطاع العام أكثر استعدادًا لمواجهة الأزمات وضمان استمرارية العمليات، مما يعزز قدرة الدولة على الصمود والتكيف مع التحديات.
كرمت لجنة تحكيم جوائز التميز الوطني لاستمرارية الأعمال والمرونة 2025: مشعل محمد إبراهيم، رئيس الأمن المؤسسي في فودافون قطر، لدوره البارز في تحويل المرونة المؤسسية إلى ركيزة استراتيجية. تحت قيادته، حصلت الشركة على شهادة ISO 22301، واعتمدت حلول أمنية مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى تنسيق تدريبات وطنية واسعة النطاق بنجاح. هذه الإنجازات، التي توّجت بحصوله على جائزة IDC CISO Excellence Award لعام 2025، جعلت من إدارة المخاطر أداة تمكينية للأعمال ومحركًا رئيسيًا للنمو.
التميز في استمرارية ومرونة القطاع العام 2025 واستحقها ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي :
بعد نجاح تنفيذ الإطار الوطني الموحد لإدارة استمرارية الأعمال عبر 43 جهة حكومية في قطر حيث اكتمل مشروع الإطار الوطني الموحد لإدارة استمرارية الأعمال (BCM) بنجاح، ليغطي 43 جهة حكومية في الدولة. تم تنفيذ المشروع وفق خطة متكاملة من أربع مراحل: التخطيط، التحليل، التفعيل، والتدريب.
تطوير السياسة الوطنية لاستمرارية الأعمال، والدليل الإرشادي للتنفيذ، ووثيقة متطلبات الأتمتة، بما يتماشى مع معايير ISO 22301 العالمية.
إجراء دراسة مقارنة معيارية لتعزيز أفضل الممارسات.
تنظيم ورش عمل وجلسات تدريبية لأكثر من 100 مشارك من 43 جهة حكومية، بهدف رفع مستوى الجاهزية وتعزيز المرونة التشغيلية.
هذا المشروع يمثل خطوة استراتيجية نحو ترسيخ ثقافة المرونة المؤسسية وضمان استمرارية الأعمال في مختلف القطاعات الحكومية، بما يواكب التوجهات العالمية ويعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات المستقبلية.
لجنة تحكيم جوائز التميز الوطني لاستمرارية الأعمال والمرونة 2025 تكرّم شركة التطوير المتحدة (UDC):
حققت UDC إنجازًا غير مسبوق في جزيرة اللؤلؤة، لتصبح أول مطور عقاري ومجتمع يحصل على شهادتي ISO 22301 وISO 27001 في آن واحد. هذا التميز يعكس التزام الشركة الراسخ بحماية المجتمع والبنية التحتية، وضمان استمرارية الخدمات الحيوية دون انقطاع. من خلال تطبيق نظام إدارة استمرارية الأعمال الشامل (BCMS)، أرست UDC نموذجًا يحتذى به في الأمان والجاهزية التشغيلية، لتجعل جزيرة اللؤلؤة رمزًا للمرونة والاستدامة.
لجنة تحكيم جوائز التميز الوطني لاستمرارية الأعمال والمرونة 2025 كرمت بنك قطر الإسلامي بعد نجاحه في وضع معيار جديد للقطاع المالي خلال تعافيه في عام 2025، بفضل نهج استراتيجي ناضج قائم على التخطيط الاستباقي، والتنسيق الفعّال بين الفرق، وترسيخ ثقافة المرونة المؤسسية. وقد تجلّى ذلك في سرعة استقرار الخدمات، ووضوح القيادة، وتنفيذ تدريبات متقدمة على السيناريوهات، مما يعكس رؤية بعيدة المدى والتزامًا راسخًا بالحفاظ على ثقة العملاء وضمان استمرارية العمليات.
أظهرت أشغال مستوى استثنائيًا من المرونة واستمرارية الأعمال من خلال إدارتها الفعّالة لحادثة أمطار غزيرة غير متوقعة. بفضل أنظمة الإدارة المتكاملة، نجحت الهيئة في تنسيق الاستجابة الميدانية وتفعيل القيادة المركزية، ما أدى إلى إعادة العمليات التشغيلية بالكامل خلال أيام معدودة. هذا الإنجاز يعكس جاهزية استراتيجية عالية، وبروتوكولات أزمات راسخة، والتزامًا مستمرًا بالتحسين وفقًا لأعلى المعايير الدولية.
أصدر المؤتمر مجموعة من التوصيات الاستراتيجية، أبرزها:
تسريع دمج الحلول الذكية والذكاء الاصطناعي في خطط استمرارية الأعمال.
يجب أن تكون المرونة العصرية الحقيقية إدراكية، وقابلة للتكيف، ومدعومة بالبيانات. الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة؛ بل هو شريك استراتيجي في بناء الاستشراف.
كيفية الاستفادة من التكنولوجيا ليس فقط للتنبؤ بالاضطرابات - مثل التهديدات السيبرانية واختناقات سلاسل التوريد - بل لأتمتة الاستجابة وتسريع التعافي.
تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتوحيد المعايير وتبادل الخبرات.
المشاركة المتميزة في هذا المؤتمر - وهو أكبر تجمع من نوعه في قطر - تُرسل رسالة قوية حول التزامنا الموحد بضمان ازدهار دولة قطر وتحقيق طموحات رؤية قطر الوطنية 2030.
تطوير برامج تدريبية متخصصة لرفع جاهزية فرق العمل.
إرساء بنية تحتية رقمية آمنة ومرنة تدعم التحول الرقمي المستدام.
اختتم المؤتمر أعماله بالتأكيد على أن الحلول الذكية والذكاء الاصطناعي ستلعب دوراً محورياً في بناء مستقبل مزدهر ومرن لدولة قطر، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع الابتكار والاستباقية، لتشكيل بيئة أعمال قادرة على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص للنمو.