أدلى الأكراد بأصواتهم في انتخابات برلمانية في إقليم كردستان العراق شبه المستقل أمس، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يستمر الحزبان الرئيسيان في اقتسام السلطة رغم تنامي الاستياء من مزاعم فساد وصعوبات اقتصادية.
وتأتي الانتخابات بعد عام من قيام الإقليم الذي يقطنه 6 ملايين نسمة بمحاولة فاشلة للانفصال عن بقية العراق في حملة قادها مسعود برزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني.
واحتفظ برزاني بقاعدة تأييد رغم سحق الحكومة في بغداد لمسعاه من أجل الاستقلال مما أسفر عن فقدان الإقليم الكردي لأراض وتقليص استقلاله الاقتصادي.
وتصاعدت نبرة الانتقاد للمؤسسة الكردية الحاكمة التي تهيمن عليها أسرتي برزاني والطالباني منذ عشرات السنين لكن ضعف المعارضة يشير إلى أن الناخبين قد يتمسكون بالوضع القائم.
وقالت حليمة أحمد (65 عاما) وهي تسير متكئة على عصاها في مدينة أربيل مقر حكومة إقليم كردستان العراق  لا أعلم لمن سأدلي بصوتي لكن عائلتنا كانت دوما مؤيدة للحزب الديمقراطي الكردستاني. ابني سيختار لي مرشحا .
والانقسامات داخل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني تشير إلى أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يمكن أن تكون له اليد العليا في تحالف حاكم يضم الحزبين.
وقالت المفوضية العليا للانتخابات ظهر امس إن نسبة الاقبال على التصويت تراوحت بين 16 و23 بالمئة في المحافظات المختلفة بمنطقة كردستان.
وتقلصت أعداد من يقبلون على التصويت في الانتخابات في الفترة الأخيرة في الإقليم الغني بالنفط بعدما قوضت سنوات من الجمود السياسي وتوقف صرف الرواتب والفساد الثقة في العملية السياسية.
ومن المتوقع أن تصدر النتائج الأولية خلال 72 ساعة. ويضم برلمان الإقليم 111 مقعدا منها 11 مقعدا للأقليات العرقية.
كان أداء الأحزاب الكردية ضعيفا في الانتخابات العامة العراقية التي جرت في مايو وسط مزاعم عديدة اتهمت الحزبين الرئيسيين بالتزوير ولم تتأكد عند إعادة فرز الأصوات فيما بعد.
وضعفت حركة التغيير الكردية (كوران) التي تمثل المعارضة الرئيسية بسبب صراعات داخلية ووفاة مؤسسها وزعيمها نيجيرفان مصطفى العام الماضي.
وقال عمر محمود عبد الله في مركز اقتراع في مدرسة شيرين في السليمانية معقل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني  قصدت أن أدلي بصوتي مبكرا. أعطيت صوتي لكوران وآمل أن يتحقق الأفضل .
وفي مركز اقتراع آخر في السليمانية قال المحامي حسن دالوش أيضا إنه سيعطي صوته للمعارضة.
وأضاف  لدي شعور طيب تجاه هذه الانتخابات إذا لم تزور. لكن الحزبين الموجودين في السلطة يرغبان دائما في التزوير فهو السبيل الوحيد لبقائهما في السلطة .
وتابع  لن أصوت أبدا لهما. اليوم أعطيت صوتي للمعارضة .
وكان الاستفتاء على الاستقلال في سبتمبر 2017 قد وعد بوضع الأكراد على مسار إقامة وطن لهم وصوت نحو 93 % لصالح الاستقلال رغم الضغوط من الحكومة المركزية في بغداد والتهديدات من تركيا وإيران المجاورتين.
ورغم ذلك أبدى بعض الناخبين تفاؤلا بالمستقبل. فوصل سالار كريم إلى مركز الاقتراع برفقة زوجته وطفليه وجميعهم يرتدون أفضل ثيابهم للمناسبة.
وقال كريم  هذا يوم تاريخي للأكراد  وأضاف  ننتخب برلماننا وهذا واجبنا. لدي شعور طيب تجاه اليوم .