لوسيل داخل مقر سيمنس لتصنيع القطارات بألمانيا

خبراء: قطر تملك تكنولوجيا فريدة من نوعها في العالم

لوسيل

ميونيخ - نورنبرغ: شوقي مهدي

كشفت شركة سيمنس الألمانية الرائدة في مجالات الطاقة والتكنولوجيا والنقل والصناعة عن منظومة جديدة لمواجهة الحوادث والأعطال والتأخيرات التي يمكن أن تحدث في رحلات السكك الحديدية.

وخلال جولة لوسيل في مركز سيمنس لتحليل البيانات ومصنع القطارات بمدينة ميونيخ الألمانية أوضح خبراء سيمنس عن أنظمة رقمية تساعد في رفع مستوى السلامة في قطاع القطارات وتعمل على تقليل النفقات التي تصرف لضمان سلامة المسافرين على رحلات السكك الحديد حول العالم.

أوضحت أولينا كريزكو، مدير تطوير الخدمات الرقمية بقطاع النقل في سيمنس أنهم يعملون على مساعدة عملائهم لرفع كفاءة القطارات وجاهزيتها طوال مدة عملها والتي تتراوح ما بين 30 إلى 50 عاماً نقوم بذلك من خلال جمع المعلومات والبيانات لاتخاذ قرارات تساعد على زيادة عدد الركاب وتقليل المشاكل التقنية.

وأشارت إلى أن التقنية توفر حلولاً سريعة وسهلة لمواجهة الأعطال وفي حال وقوع حالة طارئة أو عطل فني لا ينتظر الموظف المسؤول في غرفة التحكم اتصال قائد القطار به، بل يبادر هو بالاتصال، ويطلب منه اتباع عدد من الإرشادات، أبرزها تخفيف سرعة القطار لتفادي وقوع تصادم.
موضحة أن مراكز التحكم الآلية التي تتواصل بشكل دائم مع القطارات موجودة في عدد من دول العالم أبرزها ألمانيا وروسيا وأمريكا، للتدخل في نظم القطارات الذكية التي استطاعت ألمانيا تنفيذها في 16 دولة حول العالم آخرها إسبانيا.


مركز الابتكار بقطر


يمثل التحول الرقمي واحداً من أهم دوافع ومحفزات النمو في سيمنس التي تعد من الشركات العالمية الرائدة في العديد من القطاعات الصناعية، ترغب سيمنس في تشكيل خارطة التحول الرقمي في العالم.

ولهذا السبب تسعى الشركة لدعم وتقوية مكانتها كشركة رقمية، وتحقيق نمو سنوي كبير في قطاعات البرمجيات والخدمات الرقمية والمنصات الرقمية السحابية حتى عام 2020.
وقال البروفيسور ديتر فيجينر، رئيس قطاع التعاون الخارجي وتكنولوجيا المؤسسات بشركة سيمنس لـ لوسيل إن ما يميز مركز الابتكار التابع لسيمنس بقطر هو أن هناك العديد من القطريين الذين يعملون في هذا المركز بجانب خبراء سيمنس، مشيراً إلى أن التكنولوجيا التي تملكها قطر فريدة والأولى من نوعها في العالم في هذا المجال.

وبين أن الابتكارات والتكنولوجيات التي تملكها سيمنس ساعدت على وضع معايير للمستقبل ومستقبل الأسواق، بحيث تبقى سيمنس ناجحة على المدى الطويل.
موضحاً أن عائدات القطاع الرقمي في سيمنس بلغت نحو 3.3 مليار يورو منها نحو مليار يورو في الخدمات الرقمية، فيما بلغ قطاع تعزيز الأتمتة نحو 18 مليار يورو ومن المتوقع نمو هذا القطاع بنحو 4% بحلول 2020.

الاستثمار في البحث والتطوير

وقدم فيجينر عرضاً توضيحياً لتاريخ سيمنس في صناعة المحركات ومنتجاتها الأخرى منذ سبعينيات القرن الماضي، مشيراً إلى أن سيمنس استثمرت نحو 4.7 مليار يورو في مجال البحث والتطوير العام الماضي فيما يبلغ عدد موظفي هذا القطاع نحو 33 ألف موظف ووفقاً لبيانات 2016 فإن براءات الاختراع والعلامات التجارية بلغت 7.5 ألف براءة وعلامة تجارية، ونحو 1600 باحث فقط في سيمنس و400 براءة اختراع.

وقال إن سيمنس أحدثت اختراقاً في مجال الطباعة ثلاثية الأبعاد 3D وفي قطاع توربينات الغاز، حيث تمكن فريق من الخبراء لأول مرة من صناعة شفرات توربينات غازية كاملة باستخدام تقنيات التصنيع الإضافية، وعلى مدى عدة أشهر عمل مهندسو سيمنس مع الخبراء لتحسين المواد التي تستخدم في إنتاج شفرات التوربينات الغازية.

وحول إستراتيجية التحول الرقمي لسيمنس، أوضحت أنا سيسيليا كاراسكو رئيس قسم القطاع الرقمي بالشركة، التحديات التي تواجه بناء التكنولوجيا وأهمية مواجهتها، بالإضافة لتحديات قطاع النقل، حيث أشارت كاراسكو إلى أن ألمانيا وحدها ستشهد نمواً في عدد المسافرين بنحو 60% بحلول 2030.
مؤكدة أن سيمنس تقدم حلولا تكنولوجية تعمل على خفض التكاليف لعملائها وتزيد من الكفاءة التشغيلية.

الواقع الافتراضي.. فرص غير مسبوقة لتطوير الأعمال

تركز سيمنس على تطوير كل التطبيقات التكنولوجية معاً في كافة قطاعات أعمال الشركة مثل استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتصنيع بالإضافة إلى (الطباعة ثلاثية الأبعاد) والأمن الإلكتروني أو قواعد بيانات سلاسل الكتلة.

وقال ديتمار زيرسدورفر الرئيس التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط لشركة سيمنس إن الإنتاج يمثل أهمية اقتصادية قصوى في سيمنس التي تملك نحو 270 موقعاً إنتاجياً في 35 دولة حول العالم بها نحو 110 آلاف شخص يمثلون ثلث القوى العاملة في سيمنس.

وتوفر تطبيقات التكنولوجيا الرقمية إمكانيات وفرصا عديدة لنا، فالبرمجيات الرأسية تتيح لنا دمج سلاسل القيمة وتحويلها للنظام الرقمي بداية من تصميم المنتجات حتى مراحل الإنتاج الفعلية.
ويتمتع الواقع الافتراضي بإمكانيات كبيرة لخلق فرص غير مسبوقة لتطوير الأعمال. ويعكف العاملون في قطاع البحوث والتطوير بالشركة حالياً على تطوير ما يمكن أن نطلق عليه نماذج افتراضية لتوربينات سيمنس الغازية.
ومن المتوقع أن تعمل تلك النماذج على تغيير مستقبل الصيانة التنبؤية وعمليات الإصلاح.

وبين كاي سونتونغ، المتخصص في تطوير التطبيقات بشركة سيمنس، لـ لوسيل أن الفائدة الحقيقية من تقنية الواقع الافتراضي هي إتاحة فرصة لتدريب عملاء الشركة حول العالم بشكل جديد، ويوفر عاملي الوقت والتكلفة بالنسبة للطرفين.

واضاف سونتونغ لـ لوسيل خلال زيارة موقع الواقع الافتراضي بمدينة نورنبرغ الألمانية: عبر هذه التقنية يمكننا مشاركة العميل عن طريق الهولوغرام ونشرح له ما الذي نفعله في التوربين، سواء كان معالجة مشكلة أو شرح تقنية بعينها ونقدم له نظرة موسعة بما نفعله، بالتالي لا يحتاج خبراؤنا إلى السفر للدولة التي يقيم فيها العمل بل نقوم بعمل محاكاة للمصنع ونتشارك مع العميل في دولته ويكون لدينا خبراؤنا في سيمنس ونقوم بربط الخبراء مع العميل لحل أو شرح أي مشكلة للعميل بكل سهولة وهذا لا يقلل التكلفة فقط وإنما يقوم بتسريع عمليات الصيانة وحل المشاكل .

مايندسفير منصة رقمية تقدم حلولا ذكية


يفتح نظام تشغيل مايندسفير سوقاً رقمياً جديداً يستفيد منه كل الشركاء، من خلال إتاحة الفرصة لهم لتوصيل الآلات والأجهزة عبر تطبيقات الحوسبة السحابية بكل سهولة، من خلال سهولة توصيل أجهزة ومنتجات سيمنس بأسلوب التوصيل الكهربائي والتشغيل.

إنّ هذا المستوى الجديد من الاتصال المفتوح لا يوفره أي منافس آخر لسيمنس اليوم، ولأنّ إنترنت الأشياء أصبح مجال أعمال عالميا، فقد أصبحت الحدود لا تُشكّل عائقاً الآن.
ومن المتوقع أن تصبح منصة التشغيل مايندسفير أداة حيوية لعملائنا وشركائنا في الشرق الأوسط.

وقالت أنا سيسيليا كاراسكو، رئيس قسم القطاع الرقمي بشركة سيمنس، إن نظام التشغيل (مايندسفير) يفتح سوقاً رقمياً جديداً والذي يحول العديد من المولدات لتصبح ذكية، كما يتيح الفرصة لشركاء سيمنس بتوصيل آلاتهم بأسلوب التوصيل الكهربائي والتشغيل وهو مستوى جديد من الاتصال المفتوح لا يوفره أي منافس آخر لسيمنس.