25.1 % سوء التغذية الحاد في تعز

تصاعد القتال في اليمن عقب تعليق المفاوضات

لوسيل

وكالات

تصاعدت حدة المعارك في جبهات يمنية مختلفة، أمس بالتزامن مع بدء استراحة طرفي مشاورات السلام التي أقيمت في دولة الكويت، على مدار 70 يومًا، دون اختراق حقيقي لجدار أزمة تشهدها البلاد، منذ أكثر من عام.

وغادر الوفد الانقلابي الكويت أمس لقضاء إجازة عيد الفطر المبارك، قبل العودة لجولة مشاورات جديدة من المنتظر أن تنطلق منتصف يوليو القادم.
وأعلن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس، رسميا تعليق مشاورات الكويت حتى منتصف الشهر المقبل، بعد موافقة الطرفين على تمديد وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ قبل أكثر من 80 يوما، وتحديدا منتصف ليل العاشر من أبريل الماضي.
لجان التهدئة التي شكلتها الأمم المتحدة بالمناصفة من طرفي الأزمة - الحكومة والانقلابيين - قبيل انطلاق مشاورات الكويت، فشلت في تثبيت كامل لوقف إطلاق النار.
وشهدت عدة مدن يمنية، فجر أمس، تصاعدًا للمعارك بشكل لافت، وخصوصا مدينة تعز - وسط - والتي اندلعت فيها أعنف المعارك على الإطلاق منذ بدء الهدنة، وفقا لمصادر ميدانية.
ونقلت الأناضول عن مصادر يمنية أن الانقلابيين، شنوا هجوما عنيفا من محاور مختلفة على اللواء 35 مدرع، الواقع تحت سيطرة القوات الحكومية - الجيش والمقاومة الشعبية، في منطقة المطار القديم غربي المدينة.
وأظهر تقييم أجرته الأمم المتحدة أن 19 محافظة من الـ 22 تواجه تراجعاً حاداً في الأمن الغذائي.
وحسب التقييم فإن أكثر من 70% من السكان يجدون صعوبة بالغة في الحصول على الطعام، ويمرون بمرحلة الطوارئ ، كما أن 7 ملايين شخص على الأقل نحو 25% من السكان يعيشون في مرحلة أدنى من مرحلة الطوارئ، بزيادة 15% منذ يونيو 2015.
كما أن 7.1 مليون شخص آخرين يعانون من مرحلة الأزمة.
وتعليقاً على ذلك قال جامي ماكغولدريك منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة إن تلك النتائج التي عكسها التقييم تظهر بوضوح فداحة الأزمة الإنسانية في اليمن.
فهي واحدة من أسوأ الأزمات في العالم، كما أنها مرشحة للاستمرار في التدهور. ومن بين العوامل الرئيسية المسببة لانعدام الأمن الغذائي نقص الوقود والقيود المفروضة على الاستيراد والتي قللت من توفر السلع الغذائية الأساسية في البلاد التي تستورد نحو 90% من احتياجاتها من الأغذية الأساسية.
وسجلت واردات الغذاء والوقود في مارس 2016 أدنى مستوياتها منذ أكتوبر 2015، ولم تلب سوى 12% فقط من احتياجات البلاد من الوقود.
وفي الوقت ذاته ارتفعت الأسعار المحلية للقمح بنسبة تتراوح ما بين 12 و15% في مايو 2016 مقارنة مع مستوياتها قبل الأزمة، رغم أن أسعار القمح في الأسواق العالمية انخفضت في الأشهر الأخيرة.
وأدى النقص في الحبوب والأسمدة إلى شلل في إنتاج المحاصيل في أنحاء اليمن مع العلم أن نحو 50% من الأيدي العاملة في البلاد تكسب عيشها من قطاع الزراعة والنشاطات المرتبطة به.
ونقل موقع منظمة الأغذية والزراعة عن صلاح حاج حسن، ممثل منظمة الفاو في اليمن، أن الفاو تمكنت من توفير الدعم للمحافظات الأكثر تضررا في هذه الظروف الصعبة، إلا أن استمرار النزاع والنزوح ومحدودية الوصول إلى الأراضي الزراعية ومواقع صيد الأسماك لا تزال تتسبب في خسائر كبيرة لقطاع الزراعة وتهدد سبل عيش المزارعين. وأشار التقرير إلى أن نسبة سوء التغذية الحاد - GAM - بلغت مرحلة خطيرة في معظم المحافظات اليمنية، حيث وصل إلى نسبة 25.1% في محافظة تعز، و21.7% في محافظة الحديدة.