أعرب عن ثقته في استمرار مساعدة قطر للمساعي الأمريكية لإحلال السلام.. بومبيو:

قطر ساهمت بتقريب وجهات النظر وتذليل عقبات المفاوضات

لوسيل

شوقي مهدي

أشاد سعادة مايك بومبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، بالجهود التي بذلتها دولة قطر لإحلال السلام في أفغانستان، وجهود تقريب وجهات النظر بين كافة الأطراف، وأضاف سعادته في مؤتمر صحفي عقده أمس عقب حفل إبرام اتفاق إحلال السلام في أفغانستان، الموقع بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان في الدوحة، أن قطر شريك مهم للوصول لهذه اللحظة التاريخية. وتابع قائلاً: لقد قامت دولة قطر بتذليل كافة الصعوبات التي واجهت المحادثات، واستضافت جزءا كبيرا من تلك المحادثات، ونحن نشكرهم على ما بذلوه من أجل الوصول لهذه النتيجة .

وعبر سعادة وزير الخارجية الأمريكي عن ثقته باستمرار دولة قطر بتقديم المساعدة ودعم مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لإحلال السلام، حيث كانوا شركاء عظماء في الجهود التي بذلوها لإحلال السلام للشعب الأفغاني .

وأشار سعادة السيد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي، إلى أن اليوم يعد يوماً تاريخياً للولايات المتحدة والشعب الأمريكي، معتبراً أن توقيع اتفاق إحلال السلام يعد خطوة حاسمة تجاه السلام الحقيقي، وهو بمثابة الخطوة الأولى نحو رحلة تحقيق السلام الشامل والكامل في أفغانستان.

وأوضح أن الولايات المتحدة شرعت منذ 19 عاماً بملاحقة الإرهابيين الذين ارتكبوا هجمات الحادي عشر من سبتمبر، والحيلولة دون وقوع مثل تلك الأحداث مرة أخرى، معبراً عن فخره بما تحقق في تلك المساعي بألّا تكون أفغانستان ملاذا للإرهاب.

وأشاد بما تشهده أفغانستان من تقدم، ومن قيام حوار داخلي معتبراً أن ذلك الحوار حيوي وفعال، وتابع هناك 9 ملايين تلميذ مسجل في المدارس، منهم 39 بالمائة من الإناث، فضلاً عن التطور الذي تشهده أفغانستان في مجال تقديم الخدمات الصحية الأساسية، مقارنة بما كانت عليه في عام 2002، كما أن تنظيم القاعدة أصبح من الماضي بعد تدميرنا لقياداتهم، وبدعم من طالبان لن تجد القاعدة في أفغانستان موطئ قدم .

ولفت إلى ما تواجهه الولايات المتحدة الأمريكية من تحديات أمنية وطنية لم تكن في الحسبان، مؤكدا أن السلام الشامل والمستدام في أفغانستان لا يمكن له أن يتحقق إلا على يد الشعب الأفغاني نفسه. مشيراً إلى أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر واقعية وتنتهز الفرصة للسلام، وأنها يجب ألا تحارب للأبد.

ودعا بومبيو القادة الأفغان إلى ضرورة اغتنام هذه الفرصة لتحقيق السلام. وتابع قائلاً بالتزام طالبان بوقف أي علاقة تربطهم بتنظيم القاعدة، فإن الفرصة أمامنا للمضي قدماً في طريق السلام، وأشيد بالتزام طالبان بتخفيف مستوى العنف، وهم بذلك سوف يجدون الفرصة أمامهم لتنفيذ ما يطالب به المجتمع الدولي بأن تكون أفغانستان مكانا آمنا وخاليا من الصراع .

كما دعا وزير الخارجية الأمريكي الشعب الأفغاني للحفاظ على السلام، والابتعاد عن العنف والفوضى وتعزيز الحوار والتفاهم بين كافة الطوائف والأعراق والمذاهب، مشدداً على ضرورة عدم الالتفات للدعوات التي قد تظهر مستقبلا والتي ستسعى لإفساد عملية السلام، مؤكداً أن عليهم رفض خططهم لبث الشقاق والتحلي بالحكمة واجتناب كافة الشرور. وحول ضمانات التزام كافة الأطراف ببنود الاتفاق، أوضح أن هذا الاتفاق جاء نتيجة شهور من المفاوضات، وأن ما وصل إليه الاتفاق مبني على آليات للتنفيذ.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي التزام الولايات المتحدة بآليات الانسحاب، بجانب وعود بالتزامات أمنية، وتوقع أن تفي طالبان بتعهداتها كذلك، مشدداً في الوقت ذاته على عدم تردد الولايات المتحدة في الدفاع عن مصالح الشعب الأفغاني في حال إخفاق حركة طالبان وعدم التزامها بتعهداتها.

لوسيل تنشر أهم بنود اتفاق السلام بين طالبان وواشنطن

انسحاب كامل للقوات الأمريكية والحلفاء خلال 14 شهراً

تضمن اتفاق إحلال السلام في أفغانستان الذي وقع مساء أمس بالدوحة برعاية ووساطة دولة قطر، عدداً من البنود التي تلزم طرفي الاتفاق وهما الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان وذلك بحضور وزراء خارجية عدد من الدول، ومسؤولي المنظمات الدولية. وأشار الاتفاق الذي حصلت لوسيل على نسخة منه إلى 4 بنود لاتفاق السلام الشامل تتمثل في وجود ضمانات وآليات تنفيذية لمنع استخدام الأراضي الأفغانية من قبل أي مجموعات أو أفراد لضرب أمن الولايات المتحدة وحلفائها، والإعلان عن جدول زمني لانسحاب كافة القوات الأجنبية من أفغانستان.

وينص البند الثالث من الاتفاق على دخول حركة طالبان في مفاوضات داخلية مع باقي الأطراف الأفغانية بحلول 10 مارس، فيما نص البند الأخير على إقرار وقف إطلاق نار دائم وشامل ضمن أجندة الحوار والمفاوضات الأفغانية الداخلية، وستحدد الأطراف الأفغانية تاريخ وآليات تنفيذ الوقف الدائم لإطلاق النار بما فيه آليات مشتركة للتنفيذ إضافة إلى الاتفاق على اتفاق على خارطة طريق المستقبل السياسي لأفغانستان.

ويتضمن الاتفاق ثلاثة أجزاء أخرى أبرزها، أمريكا ستسحب قواتها وباقي قوات شركائها في التحالف الدولي من أفغانستان في غضون 14 شهرا من إعلان اتفاق السلام، وذلك وفق الإجراءات الآتية، خفض قواتها إلى 8600 عنصر وخفض متناسب من باقي قوات التحالف، وستسحب أمريكا وحلفاؤها قواتها من خمس قواعد عسكرية في أفغانستان.

وبناء على تنفيذ طالبان تعهداتها في الاتفاق ستقوم أمريكا وحلفاؤها عقب ذلك بسحب كامل قواتها في الأشهر التسعة ونصف شهر المتبقية.

وأيضاً نص على إطلاق سراح 5000 سجين من طالبان وألف سجين من باقي الأطراف الأفغانية بحلول 10 مارس الجاري مع بداية الحوار الأفغاني الداخلي، على أن يتم الإفراج عن باقي الأسرى في غضون 3 أشهر. وستشرع أمريكا بمراجعة العقوبات التي فرضتها على حركة طالبان مع بدء الحوار الداخلي على أساس أن تشطب الحركة من قائمة العقوبات الأمريكية بحلول 27 أغسطس المقبل.

ومع بدء الحوار الأفغاني الداخلي ستبدأ أمريكا جهودا دبلوماسية مع باقي أعضاء مجلس الأمن الدولي لشطب اسم طالبان مع قائمة العقوبات بهدف تحقيق ذلك بحلول 29 مايو 2020.

وينص الاتفاق على تعهد طالبان باتخاذ 4 تدابير للحيلولة دون استخدام أي مجموعات أو أفراد بمن فيهم تنظيم القاعدة للأراضي الأفغانية كمنطلق لتهديد أمن الولايات المتحدة وحلفائها، وذلك من خلال توجيه رسالة واضحة بأن الذين يشكلون تهديدا لأمريكا وحلفائها لا مكان لهم في أفغانستان وستلزم الحركة أفرادها بعدم التعاون مع أي مجموعات أو أفراد يهددون أمن الولايات المتحدة وحلفائها.

وأيضا ستمنع طالبان أي تجنيد أو تدريب أو تمويل أو إيواء تقوم به مجموعات أو أفراد تهدد أمن أمريكا وأمن حلفائها، وأيضا ألا تمنح الحركة أي تأشيرة أو جواز سفر أو وثيقة سفر وباقي الوثائق القانونية للأشخاص الذين يهددوا أمن الولايات المتحدة وحلفائها تمكنهم من دخول الأراضي الأفغانية.

وستطلب الولايات المتحدة من الأمم المتحدة الاعتراف بهذا الاتفاق ودعمه، وستسعى واشنطن وطالبان لإقامة علاقات إيجابية بين بعضهما البعض وأن تكون علاقات أمريكا والحكومة التي تتشكل بناء على مخرجات الحوار الأفغاني الداخلية علاقات إيجابية.

وستسعى واشنطن لإقامة علاقات تعاون اقتصادي من أجل إعادة إعمار أفغانستان مع الحكومة التي ستتمخض عن الحوار الأفغاني الداخلي ولن تتدخل الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية.