الخيمة الخضراء: مطالبات بمشاريع مستدامة لتفادي تحديات العمل الخيري عربياً

alarab
الأخبار العامة 31 مارس 2024 , 01:13ص
حامد سليمان

اختتمت فعاليات الخيمة الخضراء، التي نظمها برنامج لكل ربيع زهرة، حيث تناولت الجلسة الختامية إسهامات الهلال الأحمر في الدول العربية والجمعيات الخيرية في الأزمات الإنسانية، وما حققته هذه الجمعيات من تاريخ ذاخر بالعطاء في الإغاثة وأعمال البر، والتحديات أمام الجمعيات الخيرية لأداء مهامها الإنسانية، إضافة إلى تجربة الهلال الأحمر العربي والجمعيات الخيرية في إغاثة قطاع غزة، ودراسة مقارنة بين أنشطة الجمعيات الخيرية العربية ونظيراتها الغربية.
وفي بيان الجلسة الختامية، قال الدكتور سيف بن علي الحجري، رئيس البرنامج: تلعب المنظمات الإنسانية والإغاثية أدوارًا عظيمة في مناطق الصراع والحروب والكوارث، ومن الضروري فهم أدوار ومهام تلك المنظمات، حيث تؤدي اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في الدول العربية، مسؤولية مراقبة تنفيذ القانون الدولي الإنساني، وتلقي الشكاوى المتعلقة بالانتهاكات، والمساهمة في تطوير القانون الإنساني ونشره، وحماية ضحايا الحرب والإغاثة في حالات الكوارث، من خلال المهام المحددة التي تمنحها اتفاقيات جنيف وحركة الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وأضاف: هناك العديد من التحديات التي تواجه المنظمات الخيرية في أداء مهامها الإنسانية، وقد أكد المشاركون في الخيمة الخضراء على ضرورة النظر في العديد من التحديات التي تواجه عمل المنظمات الخيرية، من بينها مخاطر أداء مهامهم في مناطق النزاعات والحروب والكوارث الطبيعية، وما تعانيه المنظمات الإنسانية والإغاثية من محدودية التمويل. 

معالجة التحديات 
وأشار المشاركون في الجلسة إلى ضرورة التعامل مع العقبات التنظيمية والتنسيقية، كالتحديات الإدارية، مثل الإجراءات البيروقراطية وآليات التمويل، تعيق العمل الفعال للجمعيات الخيرية، ونشر الوعي المجتمعي بأهمية ودور القطاعات الإنسانية، وتباين الرؤى السياسية والتأكيد على عدم تغليب المصالح على الجانب الإنساني.
ونوهوا إلى ضرورة معالجة التحديات من خلال مشاريع ذات طابع مستدام، وزيادة الدعم المالي من خلال مشاركات الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وتبسيط اللوائح، وتعزيز المشاركة المجتمعية، وتحسين الكفاءة التشغيلية، والتنسيق على المستوى المحلي والإقليمي والدولي.
وأوضحوا أن المبادرات القيمة من جانب الهلال الأحمر في الدول العربية والمنظمات الخيرية في إغاثة غزة أمام عنفوان الطاغية الصهيوني، إلا أن العراقيل السياسية والمصالح والتعنت خلافا للقانون الدولي والإنساني، حالت دون إغاثة المرابطين في غزة.
وأشاروا إلى العوائق التي تحول دون دخول المساعدات إلى غزة، وفي مقدمتها الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة، والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية، والتهجير القسري لسكان غزة، الذي أعاق إيصال المساعدات، إضافة إلى نقص الوقود ومعدات الإغاثة، وصعوبة الوصول إلى مناطق معينة، وتدمير الطرق وقطع الاتصالات، وكذلك تدمير البنية التحتية لمنظمات العمل الإنساني وقتل العاملين فيها.

القانون الدولي الإنساني
من جانبه قال البروفيسور إبراهيم أحمد الصادق إن القانون الدولي الإنساني هو مجموعة من القوانين الدولية المؤلفة من معاهدات وقواعد عرفية التي تهدف في أوقات النزاع المسلح إلى الحد من المعاناة التي تسببها الحرب من خلال حماية الأشخاص الذين لا يشاركون في الأعمال القتالية، وأن القانون الدولي الإنساني، يعتبر خلاصة لجهد إنساني واجتهادات مقدرة، فيها أثر الفطرة السليمة والتداخل والتدافع والمشاركة الحضارية.
وتناول الدكتور زيد عبد الوهاب جردات – من الأردن – تجربته في مساعدة الكوادر الطبية في غزة، حيث تطوع خلال الحرب الجارية على القطاع من أجل تقديم الدعم ومساندة العاملين في المستشفيات بالقطاع، مشيراً إلى أن القطاع الصحي في غزة يعاني الكثير من الصعوبات، إضافة إلى ما تعانيه الكوادر الطبية الراغبة في التطوع من الدول العربية.
دور الهلال الأحمر القطري
وتطرقت الدكتورة محجوبة داوودي إلى جهود الهلال الأحمر القطري الداخلية، موضحة أن الجمعية تتحرك في كل ما تقوم به من أنشطة من منطلق أنه جزء من المجتمع القطري، يهدف إلى خيره والنهوض به وتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين فيه على السواء، مخصصاً لذلك كل ما لديه من موارد وخبرات وإمكانات بشرية وفنية، من خلال التعاون مع المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، بما يحقق رسالة الهلال الأحمر القطري الأساسية ويساهم في تحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030.
وأشارت إلى جهود الهلال الأحمر الإغاثية في الكثير من دول العالم، واستجابتها للكوارث والأزمات الإنسانية التي وقعت خلال عام 2023، حيث تم تفعيل مركز إدارة المعلومات في حالات الطوارئ 14 مرة على مدار العام، وعلى رأس هذه الكوارث والأزمات زلزال سوريا وتركيا، النزاع في السودان إعصار دانيال في ليبيا، زلزال المغرب العدوان على غزة. وأطلق الهلال الأحمر القطري العديد من القوافل الطبية لعلاج المرضى في مختلف التخصصات الطبية، بالتعاون مع مجموعة كبيرة من الأطباء والفنيين من مؤسسة حمد الطبية وسدرة للطب.
تحديات بقطاع غزة 
وتناول محمد ادردور - من قطر الخيرية – الجهود الاغاثية للجمعية، وقال: تأسست قطر الخيرية عام 1992، وتطورت على مدار العقود الماضية، فتعمل في الوقت الحالي بـ 70 دولة عبر العالم، ولديها 33 مكتبا ميدانيا في افريقيا واسيا وبعض الدول الأوروبية.
وأشار إلى التحديات التي يواجهها العاملون في المجال الإنساني بقطاع غزة، منها ما يتعلق بالوصول وتوفر المواد الاغاثية، وكُلفة هذه المواد، فيضطر العاملون في القطاع الاغاثي في بعض الأحيان لشرائها بأسعار مضاعفة، نظراً للحاجة الماسة لها، فضلا عن قبول المساعدات، كرمي المساعدات من أعلى وما تسبب فيه من اثار سلبية.
وقال: قطر الخيرية كباقي الجهات التي تهتم بالوضع الإنساني في غزة، وهي جزء من الجسر الإنساني الذي تشرف عليه دولة قطر، وأن قطر الخيرية لديها مخزن للمواد الإغاثية بالعريش في جمهورية مصر العربية، حيث يتم تجميع المواد هناك قبل إدخالها إلى غزة.
ونوه إلى الصعوبات والتحديات التي تواجه عملية ادخال المساعدات، والبطء الشديد الذي يؤثر على ادخال المساعدات، لافتاً إلى أن قطر الخيرية تعتمد على عدة وسائل لإيصال المساعدات، مشدداً على أن الوضع الإنساني في غزة يختلف عن غيرها من الأزمات الإنسانية.  

ختام النسخة 18 من الخيمة 
من جانبه قال محمد هاشم الشريف – المشرف على فعاليات الخيمة الخضراء: تميزت فعاليات النسخة 18 الخيمة الخضراء، بتنوع المواضيع، والتي بلغت 11  موضوعًا، اشتمل كل منها على عدد 4 محاور، ما مكننا من استضافة عشرات من الخبراء والوجهاء وأصحاب الرأي والعلماء، لطرح القضايا ذات الصلة.
وأضاف: حرصنا على الاستفادة من أفكار الخبراء المشاركين وحلولهم وخلاصات خبراتهم، فلم يقصروا في العرض، كما تلى كل جلسة، تقديم بيان به خلاصة ما تم تداوله من أفكار، الأمر الذي حول الفعالية إلى ورشة عمل، يشارك فيها الجميع، وما يجعلها وثيقة ذات شأن في تاريخ الخيمة الخضراء، تعين في استيضاح جهود مخلصة للسادة المشاركين.
وتابع الشريف: نتوجه بالشكر والعرفان للإعلام المقروء والمسموع والمرئي، على ما بذلوه من جهد في توسيع دوائر الاستفادة، والشكر موصول إلى إدارة مركز مواتر على استضافة الخيمة الخضراء للعام الثاني على التوالي.