بعدما ظلت متقاعسة لفترة طويلة نسبيا في مواكبة ثورة التكنولوجيا المالية، أعلنت اليابان أخيرا أنها بصدد تخفيف القيود المفروضة على الاستثمارات التي يمكن أن تعمل على تحرير تدفق رأس المال إلى اقتصاد قابع على ما يقدر بحوالي 9 تريليونات دولار من الودائع النقدية المملوكة لدى الأفراد.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية فإن اللوائح المالية الدقيقة، وسهولة الوصول إلى القروض والتسهيلات الائتمانية بسبب أسعار الفائدة المتدنية، وضعف الطلب على الخدمات المالية المبتكرة الخالية من المخاطر لدى السكان الذين لا يزالون يفضلون النقد على بطاقات الائتمان، قد أدى هذا كله فيما مضى إلى خنق التكنولوجيا المالية مسبقا في اليابان.
وأشار التقرير إلى أن مشاريع التكنولوجيا المالية، والتي هي في العادة شركات ناشئة تحقق أقصى الاستفادة من التكنولوجيا من تخزين بيانات السحابة إلى الهواتف الذكية وحتى تقديم القروض والتأمين وخدمات الدفع، قد جمعت حتى الآن 2.7 مليار دولار في الصين العام الماضي، وأكثر من 1.5 مليار دولار في الهند، وفقا لبيانات مؤسسة سي بي انسايت .
وجذبت هذه المشاريع في الولايات المتحدة استثمارات بنحو 7.4 مليار دولار، وبالمقارنة، بلغ حجم الاستثمار في المشاريع اليابانية فقط حوالي 44 مليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من عام 2015.
أما الآن، تأمل الجهة الرقابية المسؤولة عن تنظيم الصناعة المالية اليابانية في تخفيف القواعد المتعلقة بالاستثمار في المشاريع المالية، كما تأمل في وضع نظام جديد لتنظيم تبادل العملة الافتراضية، على أن تمر القوانين الجديدة من خلال البرلمان بحلول مايو القادم - كخطوة أولى في إطار بدء ثورة التكنولوجيا المالية في ثالث أكبر اقتصاد في العالم.
في الوقت نفسه، قال معهد بحوث يانو في تقريره إن مبيعات الشركات الناشئة التي تتعامل في مجال التكنولوجيا المالية في اليابان يمكن أن تقفز إلى أكثر من نصف مليار دولار بحلول عام 2020 مع التزايد المستمر في استخدام هذه التكنولوجيا.
في السياق ذاته، قالت شركة يو اف جى المالية التابعة لمجموعة ميتسوبيشي، ومجموعة ميزوهو المالية ومجموعة سوميتوموميتسوي المالية إنها تتطلع إلى هذه الاستثمارات، بعد أن اقتصرت في السابق على تملك حصص بنسبة 5-15% فقط في الشركات الناشئة، وتحت ضغط من ضعف الطلب على القروض، يحدو الأمل البنوك العملاقة في الاستفادة من فرصة تحقيق المزيد من الأرباح من خلال التكنولوجيا المالية، ولكنها تدرك أيضا أنها من المحتمل أن تعرقل من قدرتها في الاستفادة من نماذج الأعمال التقليدية.