مر أقل من شهر منذ بدء المستثمرين في الرهان على صعود النحاس لكنهم تراجعوا بعد ذلك، حيث خفض مديرو الأموال من الرهانات على ارتفاع الأسعار للأسبوع الثاني، كما انسحبوا قبل أن تحقق العقود الآجلة أسوأ ركود خلال الشهر.
واستنزفت هجمات بروكسل الثقة في آفاق النمو العالمي، في حين أن انتعاشا للدولار أثر على الطلب على السلع الأساسية كأصول بديلة.
ووفقا لما ذكره موقع بلومبرج فقد انخفضت أسعار النحاس بنسبة 20% في العام الماضي، في حين أن شركات مثل جلينكور وفريبورت ماكموران قاموا بخفض الإنتاج مما جعل التجار يشعرون بالقلق من أن التخفيضات في هذه الصناعة أصبحت عميقة بما فيه الكفاية، كما من المقرر أن تأتي أكثر من 4.5 مليون طن متري من القدرة الإضافية للمناجم عبر الإنترنت بحلول عام 2020، لكن معظم المنتجين لم تتغير خططهم التوسعية حتى في مواجهة انخفاض الأسعار.
ووفقا لبيانات لجنة تداول عقود السلع التي ظهرت مؤخرا خفض مديرو الأموال صافي استثماراتهم طويلة الأجل في النحاس بنسبة 4.4% لتصل إلى 23.011 من العقود الآجلة الأمريكية والخيارات في الأسبوع المنتهي في 22 مارس، كما خفض المستثمرون من الرهان على انخفاض الأسعار، وراجعت العقود الآجلة بنسبة 2.3% لتصل إلى 2.229 دولار للرطل في الأسبوع الماضي في كومكس بنيويورك، وهي أكبر خسارة منذ 12 فبراير.
وهناك دلائل قليلة على أن الفائض، الذي تتوقع جولدمان ساكس جروب أن ينتهي خلال عام 2019، سينحسر، كما عززت شركة كوديلكو، أكبر منتج للنحاس في العالم، الناتج بنسبة 3.6% في العام الماضي مع استمرار خفض تكاليف المناجم قيد التشغيل.
وتتوقع جمعية تنمية النحاس إنه مع استمرار تدفق الإمدادات، يدفع الاستهلاك في الولايات المتحدة للتراجع، حيث يمكن للمستخدمين التحول إلى بدائل أرخص وأفضل، وتراجع الطلب بأكثر من الربع في 10 أعوام خلال عام 2014، وفي الصين تباطأ نمو الطلب إلى 2.2% هذا العام، مقابل 2.8% في عام 2015.
وقد انتعشت أسعار النحاس منذ تداول على أدنى مستوياته منذ 6 سنوات في يناير حيث جعل ضعف الدولار السلع الأساسية المسعرة بالعملة أكثر جاذبية للمستوردين والمستثمرين، فالارتباط السلبي بين النحاس والدولار هو الأقوى منذ عام 2013.