

بناء علاقات قوية ومثمرة مع المنظمات والمؤسسات والشركات
تجربة تعليمية متعددة التخصصات تعود بالنفع على جميع الطلاب
450 طالبًا يدرسون الجامعة..ونعمل لبناء مجتمع طلابي منسجم
كشف الدكتور دادلي رينولدز العميد المُشارك أول لقسم التعليم في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، عن عمل فريق من أعضاء هيئة التدريس والموظفين على تطوير استراتيجية مخصصة للحرم الجامعي، تهدف إلى تعزيز معرفة المجتمع الجامعي بالذكاء الاصطناعي، وزيادة استخدامه وابتكار حلول جديدة.
وقال في حوار لـ «العرب» إن هذه الاستراتيجية تسعي لتعليم جميع أفراد المجتمع الجامعي كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم اتخاذ القرارات في مجالات متنوعة مثل تحليل البيانات، والبحث، وإدارة المشاريع والكتابة.
وأضاف: أن كارنيجي ميلون في قطر تضم أكثر من 450 طالبًا، موزعين على 4 برامج جامعية هي العلوم البيولوجية وإدارة الأعمال وعلوم الحاسوب وأنظمة المعلومات، لافتاً إلى بناء علاقات قوية ومثمرة مع عدد كبير من المنظمات والمؤسسات والشركات في قطر، والعمل على تقديم تجربة تعليمية متعددة التخصصات تعود بالنفع على جميع الطلاب.. إلى نص الحوار..
◆ كم عدد الطلاب المسجلين حاليًا للعام الدراسي القادم 2024/2025، وما هي معايير القبول الرئيسية للطلاب المحتملين؟
¶ يوجد أكثر من 450 طالبًا يدرسون في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، موزعين بين 4 برامج جامعية هي العلوم البيولوجية، وإدارة الأعمال، وعلوم الحاسوب، وأنظمة المعلومات.
عندما نختار الطلاب المقبولين للعام الدراسي الجديد، فإننا ندرس كل طلب بشكل شامل. وهذا يعني أننا لا ننظر فقط إلى الأداء الأكاديمي للطلاب، بل نأخذ بعين الاعتبار اهتماماتهم ومواهبهم خارج الفصول الدراسية أيضًا. ومن خلال اختيار الطلاب الشغوفين بالتعلم، نعمل على بناء مجتمع طلابي منسجم وداعم لبعضه البعض.
◆ ما هي الجهود التي تبذلونها لتزويد الطلاب بمهارات الذكاء الاصطناعي؟
¶ يحظى الذكاء الاصطناعي باهتمام متزايد بين الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في جامعة كارنيجي ميلون في قطر. تسعى الجامعة إلى تشجيع أعضاء هيئة التدريس على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في الأنشطة الصفية، بحيث يراها الطلاب كأدوات داعمة لعملية التعلم وليست بديلاً عنها. كما تحث الجامعة الأساتذة على إجراء حوارات مع الطلاب حول كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل فعال وأخلاقي.
ويعمل فريق من أعضاء هيئة التدريس والموظفين على تطوير استراتيجية مخصصة للحرم الجامعي، تهدف إلى تعزيز معرفة المجتمع الجامعي بالذكاء الاصطناعي، وزيادة استخدامه وابتكار حلول جديدة. وفي إطار دعم هذه الاستراتيجية، ندعو خبراء من خارج الجامعة، إلى جانب أعضاء هيئة التدريس والطلاب، للمشاركة في إلقاء محاضرات، وتقديم عروض توضيحية، والمشاركة في ورش عمل.
وهدفنا هو أن يتعلم جميع أفراد مجتمعنا كيفية استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي لدعم اتخاذ القرارات في مجالات متنوعة مثل تحليل البيانات، والبحث، وإدارة المشاريع والكتابة.
كما نؤمن بأهمية تجاوز مجرد إتقان استخدام الأدوات للوصول إلى فهم أعمق للنظريات والعلم الذي يقوم عليه الذكاء الاصطناعي، مما يسهم في تعزيز الابتكار الذي لطالما كان سمة مميزة لجامعة كارنيجي ميلون.
◆ هل تدرسون إضافة دورات جديدة في المستقبل، وما هي معايير اختيار التخصصات المقدمة؟
¶ يقدم برنامجنا في علوم الحاسوب حالياً دورات في التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، ومعالجة اللغة الطبيعية، وتحليل البيانات الضخمة، والأنظمة الروبوتية. نتوقع استمرار نمو هذه البرامج نظراً لأهميتها في إطار رؤية قطر الوطنية 2030 واستراتيجيتها في مجال الذكاء الاصطناعي، التي تهدف إلى تعزيز المواهب المحلية وتطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
في عام 2018، أنشأت جامعتنا الرئيسية في بيتسبرغ بنسلفانيا أول برنامج بكالوريوس في الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، ولا يزال هذا البرنامج يحتل المرتبة الأولى، متفوقًا على برامج من جامعة ستانفورد، ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وجامعة كاليفورنيا في بيركلي. هذا يمنحنا خبرة كبيرة نستند إليها بينما نبحث في كيفية تأهيل الخريجين الذين تحتاجهم قطر والمنطقة.
كما نطور برامج تركز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي ضمن تخصصات أخرى. فعلى سبيل المثال، أنشأنا حديثاً برنامج شهادة الذكاء الاصطناعي+ التمويل، الذي يمكن لطلاب إدارة الأعمال وعلوم الحاسوب متابعته كجزء من دراستهم. نستكشف أيضاً احتمالات التعاون مع الجامعات الشريكة الأخرى في المدينة التعليمية.
ونحن نبتكر أيضًا كثيرًا في كيفية تدريس دوراتنا الأساسية. أنا شخصياً أدرّس دورات الكتابة للطلاب في السنة الأولى، وأستخدم الذكاء الاصطناعي في توليد الملخصات وتصنيف إجابات الطلاب على الأسئلة المتعلقة بالمقالات التي نقرأها. كما استخدمته لتقديم ملاحظات فردية على التدريب، وتوليد إجابات نموذجية لمناقشتها وتقييمها مع الطلاب.
تشير الأبحاث إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت تُستخدم في كتابة كل شيء تقريباً، من الرسائل الإلكترونية إلى خطط التسويق. فإذا كان طلابي بحاجة إلى هذه الأدوات، أريدهم أن يتعلموا استخدامها بفعالية، وكيفية تقييم المساعدة التي يتلقونها بشكل نقدي.
◆ ما هي المشاريع البحثية التي يتم العمل عليها حالياً بجامعة كارنيجي ميلون في قطر، والتي تشمل الأساتذة والطلاب والذكاء الاصطناعي؟
¶ عندما نتحدث عن الذكاء الاصطناعي، ندرك أن هناك الكثير مما لا يزال غير معلوم. في الوقت الحالي، لدينا فريق من أعضاء هيئة التدريس والموظفين والإداريين يعملون على تطوير استراتيجية للذكاء الاصطناعي في الحرم الجامعي، وذلك كجزء من برنامج منظم يمتد على مدار عام كامل تحت رعاية رابطة الكليات والجامعات الأمريكية.
والهدف الأساسي لهذا الفريق هو تعزيز فهم المجتمع لكيفية عمل الذكاء الاصطناعي والاطلاع على الأدوات والتطبيقات المتزايدة بسرعة في هذا المجال. وهي خطوة ضرورية لطرح أسئلة بحثية ذات مغزى، وتصميم مشاريع ذات تأثير مجتمعي كبير.
◆ كيف تضمن جامعة كارنيجي ميلون في قطر أن يكون طلابها مستعدين ومؤهلين لسوق العمل عند التخرج؟
¶ تشير الدراسات إلى أن المنخرطين في سوق العمل اليوم، سواء كانوا يشغلون وظائف أساسية مثل إدخال البيانات، أو مناصب تتطلب اتخاذ القرارات على مستوى الإدارة العليا، فإنهم جميعاً يستخدمون الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع.
كذلك تظهر الأبحاث حدوث تغييرات سريعة في المهام المرتبطة بمهن مختلفة، وتنبئ بأن بعض الوظائف قد تختفي نتيجة لتطور الذكاء الاصطناعي. ورغم ذلك، فإن غالبية خريجي الجامعات العاملين حالياً لم يتلقوا تدريبات في الذكاء الاصطناعي التي تؤهلهم لمواكبة هذه التغيرات.
في جامعة كارنيجي ميلون في قطر، نعتقد أن الاستعداد الجيد يتطلب القدرة على تطبيق المعرفة والمهارات الأساسية بطرق جديدة. كما يعني أن يكون الفرد متعلمًا مدى الحياة، يفكر بشكل استراتيجي، ويمتلك القدرة على التكيّف.
نحن ندرك أيضًا أهمية أن يستمع طلابنا إلى تجارب شخصية للأشخاص. لذلك، لدينا فصول دراسية ينفذ خلالها الطلاب مشاريع لعملاء من شركات ومؤسسات ووزارات قطرية. كما نحث الطلاب على البحث عن فرص تدريبية خلال العام الدراسي وفصل الصيف. وندعو بانتظام قادة الأعمال والمجتمع والخريجين لإلقاء محاضرات في الحرم الجامعي أو المشاركة في ورش عمل حيث يمكنهم التواصل مع أعضاء هيئة التدريس والطلاب لدينا.
◆ هل يمكنك أن توضح طبيعة تعاون الجامعة مع المؤسسات الأخرى في الدولة؟
¶ تحتفل جامعة كارنيجي ميلون في قطر هذا العام بمرور عشرين عامًا على تأسيسها في قطر. وخلال العقدين الماضيين، تمكنا من بناء علاقات قوية ومثمرة مع عدد كبير من المنظمات والمؤسسات والشركات، وبالطبع، لم يكن هذا الإنجاز ليتحقق من دون الشراكة الاستثنائية التي تجمعنا بمؤسسة قطر، حيث نتقاسم معها الإيمان العميق بقدرة التعليم على إحداث فرق.
نتمتع أيضًا بعلاقات وثيقة مع الجامعات الشريكة لمؤسسة قطر في المدينة التعليمية، حيث نعمل سويًا لتقديم تجربة تعليمية متعددة التخصصات تعود بالنفع على جميع الطلاب. كما نفخر بشبكة واسعة من الشركاء المجتمعيين داخل قطر، حيث تقدم هذه المؤسسات دعمًا لأنشطتنا التوعوية، ورعاية الطلاب، وتوظيف الخريجين، إلى جانب تقديم الجوائز للمسابقات الطلابية، والمشورة للمشاريع، والمساهمة في مجالات البحوث والتعليم. ونحن نثمّن عالياً إسهاماتهم المتواصلة في إثراء التجربة التعليمية لطلابنا، والتي تتزايد عامًا بعد عام.