«مُحمَّد الدُرَّة»...17 عام مضت على استشهاد رمز انتفاضة الأقصى
حول العالم 30 سبتمبر 2017 , 02:57م
الجزيرة - العرب
مُحمَّد الدُرَّة أيقونة فلسطينية هزت ضمير العالم عام 2000 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى، وكشفت عن مدى جرم ووحشية الاحتلال الصهيوني الذي يطلق الرصاص بدم بارد على الفلسطينيين، بمن فيهم الأطفال، 17 عامًا هي المُدّة الفاصلة بيننا الآن وبين واقعة استشهاد الفلسطيني «مُحمَّد الدُرَّة».
المولد والنشأة
ولد مُحمَّد جمال الدُرَّة يوم 22 نوفمبر 1988 بمخيم البريج في قطاع غزة، وعاش في كنف أسرة تعود أصولها إلى مدينة الرملة التي احتُلت وطرد أهلها منها عام 1948.
والده جمال كان نجارا، ووالدته أمل ربة منزل عانت كثيرا في تربية أطفالها في ظل ظروف البلد العصيبة.
الدراسة والتكوين
درس مُحمَّد حتى الصف الخامس الابتدائي، وأغلقت مدرسته بسبب الاحتجاجات يوم استشهاده.
الاستشهاد
بينما كان الطفل مُحمَّد يسير مع والده في شارع صلاح الدين بقطاع غزة، فوجئا بوقوعهما تحت نيران صهيونية، فحاولا الاختباء خلف برميل إسمنتي، وذلك أيام انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000.
حاول الأب جمال يائسا أن يحمي ابنه بكل قواه، لكن الرصاص اخترق يد الوالد اليمنى، ثم أصيب مُحمَّد بأول طلقة في رجله اليمنى وصرخ: "أصابوني"، ليفاجأ الأب بعد ذلك بخروج الرصاص من ظهر ابنه الصغير مُحمَّد، الذي ردد: "اطمئن يا أبي أنا بخير لا تخف منهم"، قبل أن يرقد الصبي شهيدا على ساق أبيه، في مشهد أبكى البشرية وهز ضمائر الإنسانية.
وأفادت الأنباء أن محمدًا قد أصيب بعدّة أعيرة نارية. وذكرت مجلة تايم أنه أصيب بجرحٍ قاتلٍ في البطن،وأكد على ذلك الطبيب الشرعي عبد الرازق المصري، الذي ذكر خروج أحشاء الصبي.
وعرضت صور تشريح الطبيب الشرعي للصبي على القناة الفرنسية2 في عام 2008، وأظهرت هذه الصور الإصابات الموجودة في البطن.
وخلال جنازة شعبية اهتزت لها القلوب في مخيم البريج للاجئين في ذلك اليوم، كُفّن الصبي بالعلم الفلسطيني ودُفن قبل غروب الشمس، وفقًا للسُنة الإسلامية.
وعلى صعيد آخر، أفيد بأن جمال قد ضُرب بعدة أعيرة نارية، وأخرج بعضها من الذراع ومن منطقة الحوض.
وقال الدكتور أحمد غديل من مستشفى الشفاء إن جمال قد أصيب بجروحٍ متعددة وبالغة الخطورة نتيجة الإصابة برصاصات عالية السرعة في ذراعه الأيمن وفخذه اليمنى، وفي عدة مناطق من الجزء السفلي للساقين؛ كما قطع أيضًا شريانه الفخذيفي اليوم التالي للحادث، قام طلال أبو رحمة من قناة فرانس2 بالتقاط صور لجمال بالمستشفى.
وأجريت مقابلة مع الدكتور أحمد غديل، عرض فيها صور أشعة لمنطقة الحوض والكوع الأيمن.
وعرض صاحب العمل الصهيوني نقل جمال إلى إحدى مستشفيات إسرائيل، ولكن قابلت السلطة الفلسطينية، أو ربما جمال نفسه،هذا العرض بالرفض.
وبدلًا من ذلك، تم نقله جوًا إلى مركز الملك حسين الطبي في العاصمة الأردنية عمّان، حيث زاره الملك عبدالله.
وذكر الأطباء هناك أنه من الممكن أن تصاب يده اليمنى بشلل دائم.
وفي عام 2007، شكك طبيب صهيوني بطبيعة الإصابات، حيث أكد علاج جمال من الإصابات المذكورة في سنوات سابقة.