عرضت متاحف قطر نتائج المشروع القطري السوداني لتنمية آثار النوبة لولايتي الشمالية ونهر النيل في مُؤتمر عُقِد مؤخرًا في العاصمة السودانية الخرطوم بالتعاون بين صندوق قطر للتنمية مع السفارة القطرية في السودان لإبراز جهود دولة قطر في المحافظة على المواقع الأثرية السودانية وتسليط الضوء عليها.
يُعد هذا المشروع مبادرة مشتركة بين متاحف قطر والهيئة القومية للآثار والمتاحف في السودان بهدف الحفاظ على المواقع التراثية السودانية وتطويرها، وفي مقدمتها مواقع التراث العالمي في منطقتي مروي وجبل البركل. نجح المشروع، بعد 5 أعوام على انطلاقه، في تحقيق نتائج إيجابية بفضل إجراء البحوث وأعمال التنقيب والترميم باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا، وأسهم في تيسير وصول أبناء المجتمع السوداني للمواقع التراثية وتطوير مهارات المؤسسات الأكاديمية السودانية وصقل خبراتها.
وتموّل متاحف قطر 42 بعثة تنتمي لـ 25 مؤسسة من 13 دولة ينخرطون حاليًّا في أعمال الكشف والتنقيب والترميم في المواقع التراثية التي تعود لما قبل التاريخ والحفاظ عليها.
قال علي جاسم الكبيسي، المدير التنفيذي لشؤون الآثار بالوكالة في متاحف قطر: السودان بلد غني بتراثه الثقافيّ الذي يستحق كل الرعاية والاهتمام، لهذا أطلقنا المشروع القطري السوداني للآثار لخدمة المواقع التراثية السودانية من خلال إجراء البحوث اللازمة على هذه المواقع وترميمها والحفاظ عليها وتأهيلها لإتاحتها أمام أبناء المجتمع السوداني لزيادة صلتهم بها وإشراكهم في الحفاظ عليها وزيادة المزارات السياحية المستدامة في السودان . وأضاف: نحن في قطر لدينا بوجه عام التزام قوي واهتمام شديد بالتراث والعادات والتقاليد الثقافية ونسعى لتعزيز صلة الشعوب بماضيها وتاريخها. والمشروع القطري السوداني للآثار تجسيد واضح لهذه الرؤية . ومنذ انطلاق المشروع في عام 2012، قدمت دولة قطر، ممثلةً في متاحف قطر، دعمًا ماديًّا يقدر بأكثر من 50 مليون دولار للبعثات الأثرية العاملة في السودان، وفي العادة، لا تستمر أعمال البعثات الأثرية أكثر من 5 إلى 7 أسابيع بسبب القيود المالية، لكن بفضل التمويل الذي يقدمه المشروع القطري السوداني للآثار للبعثات المحلية والدولية يمكن لهذه البعثات أن تواصل عملها إلى نحو 3 أشهر، كما يمكّنها من استقطاب مزيد من الخبراء، واستخدام وسائل تكنولوجية مبتكرة وحديثة منها النمذجة ثلاثية الأبعاد والتصوير وتقنيات المسح الأنثروبولوجي المتطورة. ستشمل الخطوة التالية اعتماد خارطة طريق يجري تطويرها حاليّا وفقًا لمعايير منظمة اليونسكو لدعم السياحة الثقافية في السودان بمنطقتي مروي وجبل البركل المدرجتين على قائمة اليونسكو، حيث جرى بالفعل تطوير محيط هاتين المنطقتين بإنشاء مخيمين سياحيين لاستضافة السيّاح عند زيارتهم للمكان..